حذر الرئيس الأوكراني قائلاً:  "لن تكون هناك جمهوريّة خيرسون شعبيّة، إذا كان أحد يريد ضماً جديداً، فستُفرَض عقوبات أشد على روسيا". (Bulent Kilic/AFP)
تابعنا

أيدّ مسؤول أوروبي كبير خطة تبلغ قيمتها تريليونات اليوروهات، على غرار خطة "مارشال"، لإعادة بناء أوكرانيا، فيما قال إنها يجب أن تكون خطة إنقاذ عالمية.

وقال فيرنر هوير رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، إنه يجب عدم ترك أوروبا تدفع وحدها الفاتورة الضخمة التي توقع أن تصل إلى تريليونات.

وبموجب مخطط الولايات المتحدة لما بعد الحرب العالمية الثانية المعروف باسم خطة مارشال، منحت الولايات المتحدة أوروبا ما يعادل في الوقت الحاضر حوالي 200 مليار دولار، على مدى أربع سنوات من المساعدة الاقتصادية والتقنية.

وتطرق هوير إلى الحاجة إلى برنامج مماثل لأوكرانيا، ونوقشت تكلفة إعادة بناء البلاد في الاجتماعات الأخيرة في الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن.

وقال هوير، وهو أحد كبار المسؤولين الألمان في الاتحاد الأوروبي، حول تلك التكلفة: "الشيء الوحيد الواضح تماماً بالنسبة إليّ هو أننا لا نتحدث عن ملايين ولكن عن تريليونات"، وفق حديثه إلى وكالة رويترز.

وأضاف هوير "يجب على القادة السياسيين أن يتخذوا قراراتهم في أسرع وقت ممكن، لكن أعتقد أننا بحاجة إلى هيكل يستهدف حقاً جمهوراً عالمياً وليس فقط دافعي الضرائب في الاتحاد الأوروبي".

وفي وقت سابق الأربعاء، قال وزير المالية الأوكراني سيرهي مارشينكو إن من المتوقع أن ينكمش اقتصاد بلاده بمقدار النصف تقريباً هذا العام.

وتشير تقديرات البنك المركزي الأوكراني، إلى أن ثلث الشركات الأوكرانية توقفت تماماً عن الإنتاج في الوقت الحالي، بينما تقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من ستة ملايين شخص، أو ما يعادل حوالي 13 في المئة من السكان، قد فرّوا بالفعل.

يأتي ذلك على خلفية الحرب في أوكرانيا، والمواجهة المتوترة بشكل متزايد بين موسكو والاتحاد الأوروبي الذي أيدّ فرض عقوبات صارمة من أجل عزل روسيا.

وفي سياق متصل، أعلن مسؤول محلي موالٍ لروسيا، أن السلطات التي أقامتها موسكو في منطقة خيرسون الأوكرانية ستطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمّ المنطقة، فيما بدا مرور شحنات الغاز الروسي التي تمر عبر أوكرانيا متأثراً بالقتال للمرة الأولى منذ بداية الهجوم على أوكرانيا.

وقال مساعد المسؤول عن الإدارة العسكرية-المدنية في خيرسون، كيريل ستريموسوف، إنه "سيكون طلب موجّه إلى الرئيس الروسي لضمّ منطقة خيرسون كجزء كامل من الاتحاد الروسي".

وخيرسون هي المنطقة التي سيطر عليها الجيش الروسي خلال هجومه على أوكرانيا، الذي بدأ في 24 شباط/فبراير.

وأضاف: "ستكون القاعدة القانونية بكاملها جاهزة قبل نهاية العام"، مضيفاً أنه لأن المجتمع الدولي لم يعترف بالاستفتاء على ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا عام 2014، فإن منطقة خيرسون لن تنظّم استفتاءً.

وخلال زيارته خيرسون الجمعة، أكد المسؤول البرلماني الروسي أندري تورتشاك أن روسيا ستبقى في جنوب أوكرانيا "إلى الأبد".

وتتهم كييف موسكو منذ أسابيع بالرغبة في تنظيم "استفتاء" قريباً يهدف إلى إعلان استقلال هذه المنطقة، مثلما فعل الانفصاليون المؤيدون لروسيا في دونباس عام 2014.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في أبريل/نيسان الماضي، مهدداً "لن تكون جمهوريّة خيرسون شعبيّة، إذا كان أحد يريد ضماً جديداً، فستُفرَض عقوبات أشد على روسيا".

وفي وقت سابق الأربعاء، انخفض حجم الغاز الروسي المار عبر أوكرانيا إلى أوروبا، فيما اتهمت كييف روسيا بالاستيلاء على البنية التحتية للغاز في شرق البلاد.

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة نفتوغاز، مؤسسة الطاقة الأوكرانية، يوري فيترينكو إن "العبور انخفض اليوم" بدون الخوض في مزيد من التفاصيل، حسب وكالة فرانس برس.

من جانبها، أكدت الهيئة الأوكرانية المشغّلة لأنابيب الغاز، أن مجموعة غازبروم الروسية قطعت الغاز عن فرع أوكراني من خط أنابيب الغاز، بعد أن صرحت الهيئة الأوكرانية أن وجود قوات روسية قرب بنى تحتية في منطقة لوغانسك، لا يسمح بتأمين التدفق المعتاد للغاز نحو أوروبا، ويتطلب ذلك تحويله إلى نقطة عبور ثانية في سودجا.

وحول العقوبات المفروضة على روسيا، تتواصل المفاوضات بشأن عزم الاتحاد الأوروبي فرض حظر على النفط الروسي الذي تعترض عليه المجر حالياً.

وأكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون الثلاثاء أنه قد يتم التوصل إلى اتفاق "خلال الأسبوع".

لكن الاقتصاد الأوكراني يعاني أكثر فأكثر، فقد أُلغيت نحو 30 في المئة من الوظائف منذ بداية الحرب في أوكرانيا، حسبما أفادت منظمة العمل الدولية الأربعاء.

وكان صندوق النقد الدولي قد توقع في منتصف أبريل، تراجعاً في الناتج المحلي الإجمالي الأوكراني بنسبة 35 في المئة في 2022، مقابل تراجع بنسبة 8.5 في المئة للناتج المحلي الإجمالي الروسي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً