حذر وزير الخارجية الأمريكي من أن روسيا قد تعيد إحياء حقبة الانقسامات الأوروبية الخطيرة خلال الحرب الباردة (AA)
تابعنا

تزداد حدة التوتر الروسي الغربي، في ظل استمرار حشد موسكو مزيداً من قواتها على حدود أوكرانيا، وهي قوات تفوق 100 ألف جندي، حسب تصريحات أمريكية.

وتتواصل على إثر ذلك التحذيرات الغربية لروسيا، ومحاولة تدارك أي حرب قد تشنها على أوكرانيا في ظل التصعيد.

مخاطر الحرب الباردة

وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، من أن روسيا قد تعيد إحياء حقبة الانقسامات الأوروبية الخطيرة خلال الحرب الباردة، بتهديدها أوكرانيا وحقها في اتخاذ قرارات سيادية.

وقال بلينكن في كلمة في برلين عشية محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن روسيا وبطلبها عدم ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الاطلسي (ناتو)، فإنها تنتهك مبدأ أن الدول يمكنها اتخاذ قراراتها بنفسها.

وأكد أن "السماح لروسيا بانتهاك تلك المبادئ مع الإفلات من المحاسبة، سيجرنا جميعاً إلى أوقات أكثر خطراً وانعداماً للاستقرار، عندما كانت هذه القارة، وهذه المدينة، مقسومة إلى جزئين تفصل بينهما منطقة عازلة حيث يسيّر الجنود دوريات، فيما يمثُل التهديد بحرب شاملة فوق رؤوسنا جميعاً".

وأضاف "إن ذلك سيوجه رسالة إلى الآخرين في أنحاء العالم بأن تلك المبادئ قابلة للتغيير".

وتابع "إن ذلك أكبر من نزاع بين بلدين وأكبر من صراع بين روسيا والناتو. إنها أزمة لها تداعيات دولية. وتتطلب انتباهاً وتحركاً دوليين".

وحذر بلينكن من دمار كبير يسببه غزو، بعد ثماني سنوات من تمرد انفصالي موال لروسيا في شرق أوكرانيا، أودى بأكثر من 13 ألف شخص.

وقال إن "الخسائر البشرية لعدوان روسي جديد ستكون أكبر بكثير مما رأيناه حتى اليوم".

في السياق ذاته، قال كبير المسؤولين الاقتصاديين في البيت الأبيض اليوم الخميس إن أي عقوبات تُفرض على روسيا بسبب عدوانها على أوكرانيا لن تمس الاقتصاد الأمريكي على نحو خاص، بالرغم من أن إدارة بايدن تركز على أي تأثير محتمل على النفط بشكل عام.

وفي حوار مع شبكة (CNN)، قال رئيس المجلس الاقتصادي الوطني برايان ديس إن "التدابير المتاحة لدينا والتي نعمل مع حلفائنا عن كثب لتطبيقها ستفرض ثمناً باهظاً بمرور الوقت على الاقتصاد الروسي، وستفعل هذا بطريقة تخفف من التأثير على الاقتصاد العالمي والأمريكي".

وقال ديس إن أي تدابير ستركز بشكل خاص على الأنظمة المالية الروسية.

وأضاف: "حقيقة الأمر أن التدابير التي أعددناها سيترتب عليها أثمان باهظة يدفعها الاقتصاد الروسي".

ألمانيا وبريطانيا تحذران


من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الخميس أن أي عمل عدائي روسي جديد ستكون له "تداعيات خطيرة"، وذلك فيما تستضيف برلين محادثات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لمناقشة التهديد الذي يمثله أي تدخل عسكري روسي في أوكرانيا.

وقالت بيربوك في مؤتمر صحافي "نحض روسيا على اتخاذ خطوات نحو خفض التصعيد".

وأضافت بينما وقف إلى جانبها نظيرها الأمريكي أنتوني بلينكن "أي موقف عدائي جديد، أي عمل عدائي جديد ستكون له تداعيات خطيرة".

وتابعت "لا شيء على المحك بقدر الحفاظ على نظام السلم الأوروبي".

وفي السياق، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس، إن أي توغل روسي في أوكرانيا سيكون كارثيا للبلدين والعالم بأسره، مضيفاً أن المملكة المتحدة تدعم سيادة أوكرانيا. وذكر لوسائل الإعلام "مما لا شك فيه أنه إذا أقدمت روسيا على أي توغل في أوكرانيا، أعتقد أن هذا سيكون كارثة، ليس لأوكرانيا فحسب وإنما لروسيا أيضاً. سيكون ذلك كارثة على العالم".

وأضاف "تدعم المملكة المتحدة بقوة سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا".

توغلات محدودة؟

بدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن لا وجود لما يسمى "توغلات محدودة"، بعدما أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن الجدل بإشارته إلى أن أي هجوم "محدود" لروسيا سيقابل برد أقل.

وقال زيلينسكي على تويتر "نريد بأن نذكر القوى العظمى بأن لا وجود لتوغلات محدودة ودول صغيرة، تماماً كما لا وجود لضحايا محدودين وحزن قليل جرّاء خسارة أحباء".

ومؤخراً، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، بينما هددت واشنطن بفرض عقوبات عليها في حال "شنت هجوماً" على أوكرانيا.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً