طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش إيطاليا بوقف تزويد مصر بالأسلحة (AFP)
تابعنا

بعد أكثر من 4 سنوات منذ مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة والعثور على جثته وعليها آثار تعذيب، توترت العلاقات إثرها بين القاهرة وروما بشكل حاد، ما تزال الحكومة الإيطالية تطالب بمعرفة تفاصيل الجريمة، في حين تواصل وسائل إعلام إيطالية ومنظمات حقوقية عالمية اتهام أجهزة الأمن المصرية بالضلوع في تعذيب ريجيني وقتله.

وفي الوقت الذي بدا فيه أن توتر العلاقات بدأ ينحو إلى الهدوء، خصوصاً بعد الحديث عن صفقة عسكرية كبيرة بين البلدين، عادت الخارجية الإيطالية لتدفع بقضية ريجيني إلى السطح مجدداً.

ريجيني إلى الواجهة من جديد

جددت إيطاليا مطالبتها مصر بإجابات وتوضيحات سريعة حول مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته مقتولاً في القاهرة في فبراير/شباط 2016.

وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، في منشور على فيسبوك، إنه بعث برسالة إلى نظيره المصري سامح شكري، طالبه فيها بضرورة تقديم "إجابات سريعة وفعّالة" بخصوص مقتل ريجيني.

وأضاف: أن "عدم تلقي ردود من السلطات القضائية المصرية على طلبات الادعاء الإيطالي يمثل عائقاً خطيراً أمام معرفة الحقيقة بشأن مقتل ريجيني".

Ho mandato una lettera al ministro degli Esteri egiziano Shoukry ribadendo che serve un efficace segnale di svolta sul...

Posted by Luigi Di Maio on Thursday, 18 June 2020

وأردف: "لذا نحتاج رداً سريعاً بخصوص هذا الأمر، لا سيما فيما يتعلق بإخطار الإقامة القانونية للأشخاص قيد التحقيق".

وأشار إلى أهمية اللقاء المرتقب بين مسؤولين في القضاء الإيطالي والمصري، في الأول من يوليو/تموز المقبل، معرباً عن أمله في التوصل إلى نتائج ملموسة خلال اللقاء المذكور.

صفقة أسلحة لم تُغيّب قضية ريجيني

تصريحات وزير الخارجية الإيطالي جاءت في الوقت الذي راج فيه حديث عن استعداد الحكومة الإيطالية للموافقة قريباً على أضخم صفقة عسكرية مع مصر، تتضمن فرقاطات ولانشات صواريخ، بالإضافة إلى مقاتلات من طراز "يوروفايتر تايفون".

وأوضح موقع نيفال نيوز المتخصص في الشؤون العسكرية، أن "الصفقة الضخمة تتضمن فرقاطتين من طراز "فريم بيرجاميني" كانتا مخصصتين للبحرية الإيطالية، بالإضافة إلى 4 فرقاطات أخريات سيتم بناؤها خاصة لمصر".

من جهتها نقلت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية عن رئاسة الوزراء الإيطالية قولها: إنه "رغم الكثير من الصعوبات والمعوقات، ومن ضمنها مسألة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر عام 2016، إلا أن هذه الصفقة تعد بمثابة مهمة القرن".

وأضافت رئاسة الوزراء: أن "الصفقة لا تمثل قيمة تجارية وصناعية لإيطاليا فحسب، بل وتأتي ضمن رغبة روما في الحفاظ على علاقات صلبة مع القاهرة، وكذلك الحفاظ على حوار سياسي يختص بالعديد من الملفات المفتوحة بمنطقة شرق المتوسط".

وتشمل الصفقة إلى جانب الفرقاطات الستة، 20 لنش صواريخ، و24 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" متعددة المهام، و24 طائرة إير ماكي "إم- 346" للقتال الخفيف والتدريب المتقدم، وقمر للاستطلاع والتصوير الراداري، بحسب المصدر نفسه.

وفي وقت سابق، أقر رئيس شركة فينكانتيري للصناعات البحرية الإيطالية جوزيبي بونو بوجود مفاوضات بين مصر وإيطاليا حول فرقاطتين حربيتين من طراز "فريم" بقيمة 1.2 مليار يورو.

وفي فبراير/شباط الماضي، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي ماريو إن الحكومة الإيطالية لم تتخذ قرارها النهائي بشأن الصفقة المصرية بعد، لكنه ألمح إلى موافقة الحكومة لقطع الطريق على الجانب الفرنسي المنافس، الذي لن يفوت الفرصة في حال عدم إتمام الصفقة مع مصر.

تعليقاً على ذلك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن برلمانيين إيطاليين قولهم إن الصفقة تعدّ "استراتيجية غير حكيمة"، وأضافوا: "لا يمكننا أن نعدّ مصر حليفاً إلا بعد أن تغلق قضية ريجيني. لا يمكننا الوثوق في مصر".

تحذيرات من تسليح نظام السيسي

في خضم ذلك كله طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، الثلاثاء، إيطاليا بوقف تزويد مصر بالأسلحة، بالنظر إلى ما أسمته "انتهاكات حقوقية جسيمة" للنظام المصري.

وقالت المنظمة الحقوقية، في بيان، إن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي ماريو، رد الأسبوع الماضي على الغضب الناجم عن صفقة ضخمة محتملة لبيع الأسلحة إلى مصر، بالقول: إن "الاتفاق لم يُنجَز بعد".

وأضاف البيان: "لكن بالنظر للانتهاكات الحقوقية الجسيمة في مصر، كان من الأجدى عدم التفكير بالأصل في الصفقة التي تقدّر قيمتها بـ11 مليار يورو، وينبغي ألّا تتم".

وتابع أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تعهدوا، عقب "مذبحة رابعة" عام 2013، بتعليق تراخيص تصدير أي معدات يمكن استخدامها للقمع الداخلي إلى مصر، وبمراجعة مساعدتهم الأمنية لمصر.

وأردف: "لكن 12 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي على الأقل، ومنها إيطاليا، خالفت هذا التعهد، رغم عدم المساءلة عن المذبحة وازدياد القمع في ظل حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".

وحذرت المنظمة من أن "السماح بتصدير الأسلحة هذا سيوجّه رسالة مفادها بأن لا محاسبة على حملة القمع الوحشية التي تشنها الحكومة المصرية ضد حقوق الإنسان، وعدم تعاونها بخصوص مقتل ريجيني، ورفضها إطلاق سراح آلاف السجناء السياسيين الآخرين المسجونين ظلماً في السجون القذرة والمكتظة في مصر".

وختمت: "ينبغي للسلطات الإيطالية إيقاف جميع عمليات نقل المعدات العسكرية إلى مصر تلبية لدعوة حملة "العفو الدولية" في إيطاليا".

في هذا الصدد، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن صفقة التسليح الإيطالية مع مصر تعدّ بمنزلة "خيانة لعائلة جوليو ريجيني"، ونقلت عن والدة الطالب المقتول قولها: إنهم "يعيشون خيانة مصدرها نيران صديقة، وهي خيانة لكل الإيطاليين المؤمنين بقداسة الحقوق وحرمتها".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً