أول زيارة رسمية للرئيس الإيراني إلى العراق تستمر لثلاثة أيام وتبحث ملفات اقتصادية (AP)
تابعنا

ما المهم: وجّه الرئيس الإيراني حسن روحاني انتقادات حادة إلى التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، قبل توجهه إلى العراق، الإثنين، في أول زيارة رسمية له بهدف تأكيد الدور الإيراني في البلد الجار وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إنه ستوقَّع سلسلة من الاتفاقيات في مجالات مثل الطاقة والنقل والزراعة والصناعة والصحة، في الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام.

وقال مسؤول إيراني كبير يرافق روحاني، في تصريحات لرويترز، إن "العراق قناة أخرى لإيران لتفادي العقوبات الأمريكية الجائرة"، مضيفاً أن "الزيارة ستوفر فرصاً هامة للاقتصاد الإيراني".

المشهد: عقد الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره العراقي برهم صالح، الإثنين، مؤتمراً صحفياً أكّدا فيه أهمية العلاقات الثنائية للبلدين الجارين، وركّزا على ملفي التعاون الاقتصادي والأمن ومكافحة الإرهاب.

وأكّد روحاني خلال المؤتمر أن "العلاقات بين الشعبين العراقي والإيراني تاريخية، ونتطلع لتعزيزها"، مضيفاً أنه لم يجد أي نقطة خلاف "خلال المحادثات مع المسؤولين العراقيين، وهناك أرضية مشتركة واسعة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة".

وشدد روحاني على أهمية التعاون المشترك في مجال الأمن، نظراً إلى أن "الشعبين العراقي والإيراني عانيا من ظاهرة الإرهاب المشؤومة".

من جانبه، قال صالح إن "الانتصار الذي حققه العراق ضد تنظيم داعش الإرهابي انتصار مهم وكبير"، وأضاف مستدركاً أنه مع ذلك "غير مستكمل".

وأردف الرئيس العراقي بأن "استئصال التطرف والأفكار المنحرفة يتطلب جهداً وتعاوناً إقليمياً كبيراً ومستداماً".

وكان روحاني قال قبل توجهه إلى بغداد "إننا مهتمون بشكل كبير جداً بتعزيز علاقاتنا مع العراق، لا سيما التعاون في مجال النقل... لدينا مشروعات مهمة سيتم بحثها خلال هذه الزيارة".

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عقب وصوله إلى بغداد، في إطار التحضيرات لزيارة روحاني، إن "العراق وإيران جاران ولا يمكن لأي بلد أن يتدخل في العلاقات بينهما".

الدوافع والخلفيات: يعاني الاقتصاد الإيراني من صعوبات كبيرة منذ أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في مايو/أيار الماضي، الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران وست قوى كبرى، وأعاد فرض العقوبات على طهران مما دفع قادتها إلى محاولة توسيع نطاق العلاقات التجارية مع دول الجوار.

وكانت العقوبات المفروضة على إيران من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة رُفعت بموجب الاتفاق في 2016 مقابل تقييد البرنامج النووي الإيراني.

وقالت إدارة ترمب إن الاتفاق متساهل أكثر من اللازم وأخفق في كبح برنامج الصواريخ الباليستية.

وحاولت بقية الدول الموقعة على الاتفاق النووي إبقاءه قيد التنفيذ بعد انسحاب واشنطن لكن العقوبات الأمريكية أفلحت إلى حد كبير في ثني شركات أوروبية عن العمل مع إيران.

ووعد الأوروبيون بمساعدة الشركات على إنجاز الأعمال مع طهران ما دامت ملتزمة بنود الاتفاق النووي.

بدورها، هددت طهران بالانسحاب من الاتفاق إلا إذا تمكنت القوى الأوروبية بشكل واضح من حماية مصالحها الاقتصادية.

ما التالي: قال أستاذ العلوم السياسية ودراسات الشرق الأوسط بجامعة المستنصرية العراقية عصام الفيلي، إن "إيران ترى في العراق حليفاً إستراتيجياً مهماً"، لافتاً إلى أن زيارة روحاني، وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني إلى العراق منذ نحو 6 سنوات، تشير إلى أن طهران تريد التعامل اليوم مع مؤسسات الدولة العراقية.

وأضاف الفيلي في حديث لـTRT عربي، أن "طهران ترغب في إنشاء تحالف اقتصادي إقليمي"، مما يشير إليه اصطحاب روحاني 50 رئيس شركة إيرانياً في الزيارة.

ورأى أستاذ العلوم السياسية العراقي أن "العراق يمثل جزءاً من ساحة التنافس بين طهران وواشنطن"، مضيفاً أن إيران ترغب في إزاحة المستثمر الأمريكي من العراق، ليصبح المستثمر الإيراني هو الأول في البلاد.وأوضح الفيلي أن "حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق اليوم يُقدّر بنحو 9 مليارات دولار، وهو ما تريد إيران زيادته ليبلغ 20 مليار دولار".

على الرغم من ذلك، قال الفيلي إن العراق لا يمكنه تجاوز حد معين في التقارب مع إيران، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة اشترطت أن لا يجري التبادل التجاري بين البلدين باستخدام الدولار الأمريكي".

في ذات السياق، قال الخبير الاقتصادي العراقي مازن الأشيقر إن "العراق ضعيف اقتصادياً، لذلك يستجدي ويحتاج إلى العلاقات الاقتصادية مع كل دول الجوار، ولديه اتكال على إيران"، لافتاً إلى أن العراق "يستورد كل شيء من إيران ولا يصدر إليها".

وأضاف الخبير الاقتصادي العراقي في تصريحات لوكالة الأناضول أن "العراق يحتاج إلى أن يمسك العصا من الوسط، إذ لا يمكنه أن يكون ضمن محاور محددة".

وتابع "نحتاج إلى أن نتبع سياسة دولة عُمان مع الدول الأخرى ونتعلم أن يكون الملف الاقتصادي هو الأول والأخير لنخرج من هذه الأزمة".

TRT عربي
الأكثر تداولاً