تسعى القوات الروسية إلى تحقيق إنجازات عسكرية لتحويلها إلى مكاسب سياسية.  (Gleb Garanich/Reuters)
تابعنا

يرى مراقبون غربيون كثر بأن الجيش الروسي يسعى إلى تحقيق إنجازات عسكرية قابلة للتحوّل إلى مكاسب سياسية، ويتقدّم شيئاً فشيئاً في مواجهة القوات الأوكرانية التي لا تزال تقاوم، ذلك بعدما فشل في تحقيق مكاسب سريعة في بداية هجومه على للبلاد.

ويشير فيليب غرو وفانسان توريه، في مذكرة صادرة عن مؤسسة البحث الاستراتيجي، إلى أن "عدم فعالية القوة القتالية الروسية وقوة المقاومة العسكرية الأوكرانية هما مفاجأة حقيقية".

ومنذ مطلع مارس/آذار لم يشنّ الروس عملية كبيرة، ويصطدمون دائماً بدفاع أوكراني قوي، بما في ذلك على مشارف العاصمة كييف. واعتبرت وزارة الدفاع البريطانية في تقييم للوضع، الخميس، أن "الغزو الروسي في حالة جمود على الجبهات كافة".

معركة كييف لم تبدأ بعد!

ولم تبدأ بعد معركة كييف، رغم عمليات القصف المنتظمة التي تستهدف العاصمة، حيث لم ينهِ الجيش الروسي بعد مناورته لتطويقها.

ويعتبر خبراء مؤسسة البحث الاستراتيجي أن السيطرة على كييف، المأهولة بـ2,8 مليون نسمة، "تتطلب على الأرجح قوات يتراوح عددها بين 150 و200 ألف عنصر"، وأن يكون توازن القوى ساحقاً للقتال في منطقة حضرية، حيث الأفضلية دائماً للمُدافع.

مع ذلك، يؤكد مصدر عسكري غربي بأن "التفوّق العسكري الروسي ليس موضع تشكيك". ويشير إلى أن "الاستراحة التشغيلية التي نشهدها تسمح للقوات الروسية بأن تتجدد، وتحشد تعزيزات للانطلاق مجدّداً وبدء مرحلة ثانية".

فيما يلفت الجنرال الأمريكي المتقاعد بن هودجز، من مركز تحليل السياسة الأوروبية في واشنطن، إلى أن "الذخائر والقوات بدأت تنفذ لدى الجنرالات الروس". وحسب البنتاغون، فإن 50% من القدرات القتالية الروسية موضوعة في أوكرانيا.

سعي وراء مكاسب سياسية

في هذه الوضعية، حسب هيئة الأركان الفرنسية، قد يحاول الروس تطويق 40 ألف عسكري أوكراني منتشرين على الجبهة الشرقية، عبر السيطرة على مدينة دنيبرو التي تشكل "نقطة عبور استراتيجية بين الغرب والشرق" وحيث " يوجد شعور بأن القوات الروسية تتحرك باتجاه نقطة لقاء".

ويرى الكولونيل الفرنسي باسكال ياني، أن "ذلك من شأنه أن يقسم الجيش الأوكراني إلى نصفين، من أجل التسبب بانهياره، أو كي تكون (موسكو) في موضع قوة في المفاوضات".

وهناك فرضية ثانية، هي السيطرة على ماريوبول، التي من شأنها أن تمكن الروس بالوصل جغرافياً ما بين منطقة دونباس الانفصالية الموالية لموسكو وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014.

وشنّت القوات الروسية في الأيام الأخيرة ثلاث ضربات على غرب أوكرانيا، المنطقة التي كانت بمنأى عن النزاع حتى الآن. واستهدفت إحداها قاعدة ياروفيف العسكرية الواقعة على بعد 20 كيلومتراً من الحدود البولندية، حيث يعبر جزء من المعدّات التي تقدّمها الدول الغربية للقوات الأوكرانية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً