6 أشهر على الحرب.. روسيا تكثف القصف في الشرق وتخطط لضم أراض أوكرانية إليها (AP)
تابعنا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء إحراز تقدّم في المحادثات حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، في حين شدّدت قواته قصفها على شرق أوكرانيا وجنوبها.

وأسفر هجوم صاروخي عن مقتل شخص الثلاثاء في كراماتورسك، المدينة الرئيسية الخاضعة لسيطرة كييف في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا والتي تسعى القوات الروسية للاستيلاء عليها.

وفي جنوب أوكرانيا، في منطقة أوديسا، أُصيب ستة على الأقلّ بجروح، أحدهم طفل، حسب الرئاسة الأوكرانية.

وفي طهران حيث دُعي لإجراء محادثات مع نظيريْه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي، بشأن الملفّين السوري والأوكراني، أكد بوتين إحراز تقدّم في المحادثات حول تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية التي يحتاج إليها العالم لتحقيق التوازن الغذائي.

وقال بوتين متوجّهاً إلى الرئيس التركي في تصريحات أوردها بيان للكرملين إنّه "بفضل وساطتكم، أحرزنا تقدّماً. لم تُحلّ كل المسائل بعد، هذا صحيح، لكن توجد حركة وهذا أمر جيّد".

مزيد من الأنظمة المدفعية الدقيقة

وفي كراماتورسك، سقط صاروخ في الصباح في حديقة صغيرة محاطة بمبانٍ من أربعة طوابق وسط المدينة.

وهذه المدينة التي كان تعداد سكانها 150 ألف نسمة قبل الحرب، هي المركز الإداري لجزء من منطقة دونيتسك الذي تسيطر عليها كييف. وهي تقع على مسافة حوالى عشرين كيلومتراً من خط الجبهة، وتتعرض لقصف متكرر.

وكانت روسيا أعلنت السبت أنها أنهت رسمياً قرار "وقف العمليات" الذي التزمه جيشها قبل أيام قليلة، مؤكدة استئناف القصف في دونباس.

وأعلنت الرئاسة الأوكرانية الثلاثاء أن القوات الروسية أطلقت سبعة صواريخ على منطقة أوديسا ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل بينهم طفل.

وأوضحت أن "صاروخاً دُمّر بمضادّ للطائرات وأصيب ستة آخرون في بلدة دُمّر فيها العديد من المباني السكنية والمنشآت الأخرى".

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الجوية على أوديسا دمّرت مخزوناً من الذخيرة قدّمه الغرب لأوكرانيا.

واشنطن: روسيا تسعى لضمّ أراضٍ أوكرانية

وعلى صعيد متصل ذكر البيت الأبيض الثلاثاء أن روسيا تمهد الطريق لضم أراضٍ أوكرانية وتنصّب مسؤولين غير شرعيين ليكونوا وكلاء لها في المناطق التي تسيطر عليها في الوقت الذي تسعى فيه لفرض سيطرتها الكاملة على أجزاء حققت فيها مكاسبها في الشرق.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في إفادة صحفية بالبيت الأبيض إن "الروس يستعدون لتنصيب مسؤولين بالوكالة واعتماد الروبل عملة رسمية وإجبار السكان على التقدم بطلب للحصول على الجنسية".

وأضاف: "لدينا اليوم معلومات، ومنها معلومات مخابرات يمكننا مشاركتها معكم، بخصوص كيفية وضع روسيا الأساس لضم الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها في انتهاك مباشر لسيادة أوكرانيا".

ومضى يقول إنه الأسلوب ذاته الذي استخدمته روسيا في 2014 عندما أعلنت ضمها شبه جزيرة القرم بعد أن استولت عليها من أوكرانيا. ويعتبر المجتمع الدولي ضم شبه جزيرة القرم غير شرعي.

وقال كيربي: "لا أحد ينخدع به. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفض الغبار عن كتاب قواعد اللعبة لعام 2014".

ونوه أن الحكومة الروسية تراجع الخطط التفصيلية التي قال إنها تشمل أقاليم خيرسون ودونيتسك ولوغانسك الأوكرانية.

كما اتهم كيربي موسكو بأنها "سيطرت على أبراج البث وأنشأت قوات أمنية موالية لها واستبدلت البنية التحتية للاتصالات".

وقال كيربي إن واشنطن ستفرض عقوبات على الأشخاص الذين سيعملون مسؤولين بالوكالة عن روسيا. وتوقع أن يحاول هؤلاء الوكلاء إجراء "استفتاءات زائفة" تسعى لإضفاء الشرعية على السيطرة الروسية.

حزمة مساعدات عسكرية جديدة

وفي السياق ذاته، قال كيربي إن الولايات المتحدة ستعلن في الأيام القليلة المقبلة حزمة أسلحة جديدة لأوكرانيا.

ومن المتوقع أن تتضمن الحزمة قاذفات صواريخ متنقلة أمريكية، والمعروفة باسم "هيمارس"، وقذائف لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة بالإضافة إلى ذخائر المدفعية.

وقدمت الولايات المتحدة ثمانية مليارات دولار مساعدة أمنية لأوكرانيا منذ بدء الحرب، منها 2.2 مليار دولار الشهر الماضي.

ومن جانبها، دعت وزارة الدفاع الأوكرانية الثلاثاء الدول الغربية إلى تزويد كييف بمزيد من المدافع دقيقة الإصابة، مؤكدًة أن هذا السلاح من شأنه أن "يغيّر قواعد اللعبة" ويسمح لها بشنّ هجوم مضادّ على القوات الروسية.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف لمعهد "أتلانتيك كاونسيل" للأبحاث إنّ "هذه الأنظمة سمحت لأوكرانيا بتدمير نحو 30 موقع قيادة ومخازن ذخيرة (...) إنها تحدّ بشكل لافت تقدّم الروس، وقد خفّضت كثيراً قوة ضرباتهم المدفعية. إذاً نجح الأمر. نحن ممتنّون لشركائنا".

وفي السياق نفسه، أكّدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الثلاثاء أن ستة مدافع قيصر ذاتية الحركة "في طريقها" إلى أوكرانيا.

"إعادة النظر في المسؤولين"

في غضون ذلك، صوّت البرلمان الأوكراني الثلاثاء لصالح إقالة رئيس الأجهزة الأمنية والمدعية العامة للبلاد، مؤيداً بذلك طلباً قدّمه الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وكتب النائب ديفيد أراخاميا على تليغرام: "لقد صوّت البرلمان على إقالة إيرينا فينيديكتوفا من منصبها مدعية عامة". فيما أعلن نواب آخرون إقالة رئيس الأجهزة الأمنية إيفان باكانوف.

وكان زيلينسكي قد أعلن استبدال المسؤولَين الأحد وانتقدهما لعدم كفاية الجهود التي يبذلانها في محاربة "الجواسيس الروس" والمتعاونين مع موسكو.

والاثنين، أعلن زيلينسكي مجدّداً "إعادة النظر في المسؤولين" داخل إدارة الأجهزة الأمنية، فيما اشتبه بارتكاب ثلاثة من كبار المسؤولين في هذه المؤسسة الخيانة العظمى في الأشهر الأخيرة.

ودعا حاكم منطقة ميكولايف الواقعة في جنوب أوكرانيا فيتالي كيم، في بيان على حسابه على تليغرام، إلى إبلاغ السلطات المحلية بأمر كلّ من "يكشف للمحتلّين عن أماكن انتشار القوات الأوكرانية" أو يساعد في تحديد إحداثيات أهداف القصف المحتملة.

وكتب في البيان: "بعد تحققنا الدقيق وتأكيدنا للمعلومات المقدّمة، ستحصلون على مكافأة بقيمة مئة دولار". ولفت كيم إلى أنه ينوي "إغلاق" مدينة ميكولايف لبضعة أيام بهدف تحييد المتعاونين مع الروس.

وتدخل الحرب في أوكرانيا هذا الأسبوع شهرها السادس، دون حصيلة إجمالية لعدد القتلى المدنيين الذي خلّفته حتى الآن.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً