الجيش الروسي يواصل قصف شرق أوكرانيا بهدف السيطرة على دونباس بالكامل بعد الاستيلاء على ليسيتشانسك (Aris Messinis/AFP)
تابعنا

في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الروسي قصف شرق أوكرانيا وفق خطته للسيطرة على إقليم دونباس بالكامل بعد الاستيلاء على مدينة ليسيتشانسك الاستراتيجية، تستضيف سويسرا مؤتمراً دولياً لبحث سبل إعادة إعمار أوكرانيا التي دُمّرت مناطق عدة فيها منذ بدء الهجوم الروسي عليها في 24 فبراير/شباط الماضي.

وأعلنت هيئة أركان الجيش الأوكراني مساء الأحد، انسحابها من ليسيتشانسك التي كانت محور معارك شرسة في الأسابيع الأخيرة مقرّة بتفوق القوات الروسية على الأرض في المدينة الواقعة بمنطقة لوغانسك شرقي أوكرانيا.

بعد استيلائها على ليسيتشانسك المرحلة الأساسية في الهيمنة على حوض دونباس الصناعي الذي ينطق غالبية سكانه بالروسية ويسيطر على جزء منه انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014، يبدو أن الجيش الروسي يركّز جهوده على مدينتَي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين إلى الغرب اللتين تتعرضان لقصف بلا هوادة منذ الأحد.

وفي كلمته اليومية مساء الأحد حاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التخفيف من وطأة الوضع، مركّزاً على خطوط الجبهة الأخرى، إذ تؤكد كييف أنها "تحرز تقدماً" في منطقتَي خاركيف (شمال شرق) وخيرسون (جنوب).

وقال زيلينسكي: "سيأتي يوم نقول الشيء نفسه عن دونباس".

أمّا في مدينة سلوفيانسك التي كان عدد سكانها نحو مئة ألف نسمة قبل الحرب، أسفرت ضربات الأحد الروسية عن سقوط ستة قتلى بينهم طفلة في التاسعة. وقال زيلينسكي: "كان اسمها إيفا وكانت ستحتفل بعيد ميلادها العاشر في أغسطس/آب المقبل".

وتدعو السلطات الأوكرانية السكان الآن للمغادرة، فيما بات خط المواجهة على بعد كيلومترات قليلة من سلوفيانسك.

وفي سيفيرسك الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً غرب ليسيتشانسك، يبدو أن القوات الأوكرانية تعتمد على خط دفاع بين هذه المدينة ومدينة باخموت لحماية سلوفيانسك وكراماتورسك.

وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني في مؤتمر صحفي صباح الاثنين: "كثّف العدو قصفه على مواقعنا باتجاه باخموت".

ودوّت صافرات الإنذارات المحذّرة من وقوع غارات جوية ليل الأحد وصولاً إلى مدينة أوديسا.

"إعادة بناء"

ورغم عودة بعض سكان مدينة بوتشا إليها وإقدامهم زراعة الزهور عند أقدام المباني أو الخضار، لا يتجرأ السكان بعد على الحديث عن إعادة البناء فيما لا تزال نتيجة المعارك غير مؤكدة.

وفي حين أن نتيجة الحرب غير محسومة بعد ينعقد مؤتمر "لوغانو" في سويسرا يومَي الاثنين والثلاثاء، في محاولة لرسم معالم إعادة البناء في أوكرانيا مستقبلاً.

ووصل رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال ورئيس البرلمان رسلان ستيفانشوك إلى لوغانو الأحد على أن يلتقيا خصوصاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين لإرساء أسس "خطة مارشال" لأوكرانيا مع أن نهاية الحرب غير مرتقبة سريعاً والتقديرات تراوح بين عشرات ومئات مليارات الدولار.

ويرى روبير مارديني المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر في مقابلة مع محطة "RTS" التلفزيونية السويسرية أن عملية إعادة البناء بحد ذاتها يجب أن تنتظر حتى نهاية القتال، لكن من الحيوي توفير "أفق إيجابي للمدنيين".

وستعرض وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الاثنين في لوغانو خطة بريطانية واسعة لإعادة البناء في أوكرانيا.

من جهته قال المستشار الألماني أولاف شولتز في مقابلة بثتها شبكة "CBS" الأحد إن ألمانيا "واحدة من الدول التي تفعل الكثير" لمساعدة أوكرانيا عسكرياً"، نافياً اتهامات لبلاده بالتقاعس عن تسليم الأسلحة لكييف.

وأطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً