زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يصل إلى الصين (Reuters)
تابعنا

وصل زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الثلاثاء، إلى بكين في زيارة تستمر أربعة أيام استجابة لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ما المهم: تأتي زيارة الزعيم الكوري الشمالي إلى الصين بعد أيام من تصريحه بأن بلاده لا تزال ملتزمة بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية ولكنها قد تسلك "طريقاً آخر" غير الذي اتفقت عليه مع واشنطن، إن استمرت الأخيرة في فرض عقوبات على بيونغ يانغ.

وبالتزامن مع زيارة كيم جونغ أون، يزور وفد من مسؤولين أميركيين بكين لبدء مباحثات مع نظرائهم الصينيين تتعلق بتهدئة التصعيد بين الولايات المتحدة والصين في الملف التجاري الذي وصلت حدة التوتر فيه إلى درجة جعلت نائب الرئيس الأميركي مايك بنس يصف الأمر بـ"حرب باردة جديدة".

المشهد: قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية، وهي وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية، إن كيم غادر إلى الصين مع زوجته ري سول جي ومسؤولين رفيعي المستوى من كوريا الشمالية.

ومن المقرر أن تستغرق الزيارة أربعة أيام، وقد تنتهي بعقد قمة تجمع زعيمي كوريا الشمالية والصين، لتصبح القمة الرابعة بينهما خلال عام واحد.

وتعد المباحثات التي تجري بين مسؤولين أميركيين وصينيين في الوقت نفسه، هي أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ اتفاق الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جين بينغ في ديسمبر/كانون الأول على هدنة مدتها 90 يوماً في الحرب التجارية بين البلدين، التي تسببت في اضطراب الأسواق العالمية.

ردود الأفعال: أشاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالجهود التي تبذلها الصين من أجل حل الأزمة في كوريا الشمالية، وقال إنه لا يعتقد أن النزاع التجاري الأميركي مع بكين سيؤثر على هذا الدعم.

وقالت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية إنها كانت على علم بزيارة كيم جونغ أون إلى الصين، وتأمل أن تسهم في تحقيق "الهدف الإستراتيجي" المشترك الخاص بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وتحقيق السلام الدائم.

وقالت وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء، إن الصين تدعم دائماً التواصل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وإن بكين تلعب دوراً إيجابياً في السعي لحل لقضية شبه الجزيرة الكورية.

الخلفيات والدوافع: عقد زعيم كوريا الشمالية، خلال العام الماضي، ثلاث قمم مع الرئيس الصيني، قبل اجتماعين جمعاه مع ترمب ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، وبعدهما.

وكان ترمب وكيم عقدا العام الماضي قمة تاريخية انتهت بتوقيع اتفاق تعهدا خلاله بنزع السلاح النووي من المنطقة، لكنهما لم يعلنا أي تفاصيل عن هذا الاتفاق.

ورأى الباحث في العلاقات الدولية هاري جي كازيانيس أن "كيم حريص على تذكير إدارة ترمب بأن لديه خيارات دبلوماسية واقتصادية إلى جانب ما يمكن أن تقدمه واشنطن وسول"، وأضاف "في الحقيقة، الطريق الجديد الذي أشار إليه كيم في خطابه بمناسبة العام الجديد ربما كان تهديداً مبطناً بتعزيز التقارب مع بكين، وهذا قد يثير قلق الولايات المتحدة".

ما التالي: قال الصحفي المتخصص في الشأن الصيني عامر تمّام إنه يعد "المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بخصوص تخلي الأخيرة عن خططها لتطوير السلاح النووي ليست إلا مضيعة للوقت".

وأضاف تمّام في حديث إلى TRT عربي "كوريا الشمالية لن تتخلى عن سلاحها النووي الذي يعد مصدراً لشرعية النظام السياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي، وبالتالي فإن كل ما تسعى له إدارة ترمب هو حمل بيونغ يانغ على تجميد البرنامج النووي، حتى يتحدث ترمب عن الأمر كإنجاز له في إطار البروباغندا التي اعتاد على صنعها".

وفيما يتعلق بالتصعيد التجاري بين الصين والولايات المتحدة، أشار تمّام إلى أن "الصينيين والأميركيين أدركوا أن التصعيد في الملف التجاري بهذا الشكل سيضر بمصلحتيهما، لذلك فإن الجانبين لديهما رغبة حقيقية في إنهاء هذه الحرب"، وتابع "المحادثات التي تجري حالياً لن يتم الكشف عن تفاصيلها، ولكن من المرجّح أن تقود إلى مفاوضات أخرى تنتهي بتسوية شبه نهائية لهذا الملف".

ورجح الصحفي المتخصص في الشأن الصيني أن تكون "بكين راغبة في اللعب بورقة كوريا الشمالية، كورقة ضغط على الأميركيين من أجل الاستفادة في ملفات أخرى مثل قضية تايوان"، لافتاً إلى أن "الرئيس الصيني قال صراحة إنه عازم على استعادة السيطرة على تايوان، حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة".

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) مع نظيره الكوري الجنوبي مون جاي إن (يسار) في بيونغ يانغ في 19 سبتمبر/أيلول 2018 (Reuters)
TRT عربي
الأكثر تداولاً