فريق فني ينجح في إنقاذ الآثار تحت أنقاض المباني التاريخية بهطاي / صورة: AA (AA)
تابعنا

بعد مرور نحو شهرين على الزلازل المدمرة التي ضربت جنوبي تركيا، تمكنت الفرق المديرية العامة للتنقيب عن الآثار في ولاية هطاي، من استخراج نحو 300 قطعة أثرية، من تحت أنقاض المباني التاريخية.

وتواصل الفرق المتخصصة العمل على استخراج القطع الأثرية من تحت أنقاض المباني التاريخية التي تعرضت لدمار بسبب الزلازل التي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية واسعة.

وزارة الثقافة والسياحة التركية كانت شكلت لجان وهيئات خاصة لحفظ وحماية القطع الأثرية والأصول الثقافية القيمة في المباني التاريخية المسجلة في المناطق التي تأثرت بالزلزال المدمر.

الفرق الفنية تستخرج قطعاً أثرية بينها نقوش وأيقونات ولوحات وكتب دينية (AA)

وبدقة عالية وتفانٍ متواصل يعمل في ولاية هطاي (جنوب) فريق متكون من رئيس قسم تاريخ الفن في كلية الآداب والعلوم بجامعة "القوقاز" التركية، الدكتور محمد أرسلان، إلى جانب 16 عالماً و21 طالباً من 9 جامعات تركية مختلفة، على استخراج القطع الأثرية من تحت أنقاض المباني التاريخية المدمرة.

وتأتي المساجد والكنائس والأضرحة والمزارات وأسبلة المياه والحمامات والأبنية العامة في مقدمة المباني التاريخية التي يعمل فيها الفريق.

ومنذ انطلاق عمليات البحث والإنقاذ إبان الزلزال وحتى الآن، تمكن الفريق الذي يضم بين أعضائه علماء في تاريخ الفن، من إنقاذ نحو 300 قطعة أثرية عالية الجودة، بينها 21 نقشاً (كتابة)، و13 أيقونة (لوحات ذات محتوى ديني)، و185 كتاباً دينياً.

انطلق الفنيون للبحث عن الآثار تحت أنقاض المساجد والكنائس والأضرحة (AA)

إلى جانب 18 مادة ليتورجية (عناصر ذات معنى رمزي في الطقوس الدينية)، وسبع مخطوطات للكتب المقدسة وقطع معمارية مزخرفة، و6 قطع خزفية، ومصابيح زيتية تاريخية، ونيشان الدولة العثمانية (شعار النبالة العثماني)، وصلبان، وعملات معدنية، وأجنحة، وأبواب خشبية.

وفيما يواصل الفريق العمل على إخراج جميع القطع الأثرية من تحت أنقاض المباني التاريخية، يوثق الفريق في الوقت نفسه ويصنف ويجرد القطع الأثرية ويحفظها في مستودع تابع للمديرية العامة للتنقيب عن الآثار في هاطاي.

63 قطعة أثرية مسجلة

مدير فريق التنقيب عن الآثار في المناطق المتضررة من الزلزال محمد أرسلان قال في حديث للأناضول إن عديداً من المباني التاريخية في ولاية هاطاي تعرضت للدمار بسبب زلزال قهرمان مرعش.

وأضاف أرسلان أن عديداً من الموجودات المسجلة كأصول ثقافية تعرضت لأضرار بالغة تحت أنقاض المباني التاريخية المنهارة بسبب الزلزال.

ولسوء الحظ يوجد نحو 180 مبنى تاريخي في هاطاي، تعرضوا لدمار كامل أو جزئي فيما تعرض البعض الآخر لأضرار طفيفة، وفق أرسلان.

وتابع مدير الفريق: "بغض النظر عن شدة الضرر، واصلنا العمل في جميع المباني التاريخية المتضررة وتمكنا في النهاية من إنقاذ نحو 300 قطعة أثرية، بينها 63 قطعة مسجلة ضمن الأصول الثقافية في ولاية هاطاي".

يبذل الفريق قصارى جهده لإنقاد الآثار من تحت المباني التاريخية المهدمة (AA)

وأكد أرسلان أنهم يحاولون إخراج جميع القطع المهمة من تحت أنقاض المباني التاريخية المهدّمة، وأنهم يبذلون قصارى الجهد أيضاً من أجل إعادة تأهيل هاطاي، والرجوع بها إلى سابق عهدها.

وتابع بالقول: "بطبيعة الحال، نولي أهمية كبيرة لانتشال وحماية النقوش التاريخية لأنها تمثل بطاقة هوية للمباني التاريخية وكذلك تعتبر وثائق تاريخية مهمة لتاريخ الولاية، وبخاصة النقوش الموجودة على البوابات والمآذن والمباني التاريخية".

وفي 6 فبراير/شباط الماضي، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزال بقوة 7.7 درجة، أعقبه آخر بقوة 7.6 درجة، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية واسعة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً