توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إلى العاصمة آستانا، في زيارة رسمية تستغرق يومين، يتوقع أن تنتج عنها خطوات ملموسة لتوسيع علاقات الشراكة الاستراتيجية مع كازاخستان.
وتتزامن زيارة أردوغان لآستانا مع احتفال تركيا وكازاخستان هذا العام بالذكرى السنوية الثلاثين لانطلاق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت تركيا أول دولة اعترفت باستقلال كازاخستان التي اكتسبت سيادتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، إذ كانت جزءاً من الاتحاد لنحو 70 عاماً.
وأقامت كازاخستان علاقات دبلوماسية مع تركيا في مارس/آذار 1992 بعد نحو شهرين من إعلان استقلالها رسمياً.
وعيّنت تركيا أرغون أوزباي أول سفير لها في كازاخستان يوم 21 أبريل/نيسان 1992، وبهذه الخطوة باتت تركيا أول دولة تفتح سفارة لها في العاصمة القديمة لكازاخستان ألماتي، وأصبحت أول دولة تمتلك بعثة دبلوماسية في كازاخستان المستقلة.
وحظيت الخطوة التركية بنفس المعاملة، إذ أسست كازاخستان سفارتها في أنقرة بنفس العام، وارتقت العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية عام 2009.
زيارة بأجندة طموحة
في مايو/أيار 2012 وقعت تركيا وكازاخستان "خطة عمل البرنامج الاقتصادي المشترك الجديد" وعقد مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين اجتماعه الأول في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه.
وتمكنت تركيا وكازاخستان خلال الأعوام الثلاثين الماضية من رفع حجم التبادل التجاري بينهما من 30 مليون دولار إلى 3 مليارات دولار.
ودفع البلدان تعاونهما على الساحتين الإقليمية والدولية إلى آفاق أوسع عبر مبادرات مهمة سعت لتكامل العالم التركي، فلعبا دوراً ريادياً في إنشاء مؤسسات مشتركة مثل منظمة الدول التركية والمنظمة الدولية للثقافة التركية والأكاديمية التركية الدولية والجمعية البرلمانية للبلدان الناطقة بالتركية.
ويشارك الرئيس أردوغان خلال زيارته لكازاخستان في مؤتمر "التعاون وإجراءات بناء الثقة في آسيا"، لتنشط خطوات أخرى مهمة على صعيد العلاقات السياسية بين البلدين.
ومنذ الزيارة الأخيرة التي أجراها أردوغان إلى كازاخستان عام 2017، يشهد البلد الآسيوي عملية سياسية واجتماعية اقتصادية جديدة جاءت مع تغيير السلطة.
ويتوقع أن تسفر زيارة أردوغان عن خطوات ملموسة لدفع اتفاقية "الشراكة الاستراتيجية الموسعة" التي ترمز إلى العهد الجديد للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وسيستقبل الرئيس الكازاخي قاسم جومرت توكاييف نظيره التركي في القصر الرئاسي بالعاصمة آستانا بمراسم رسمية، قبل بدء اجتماعهما الثنائي وترؤسهما اجتماع وفدي البلدين.
كما يشارك أردوغان رفقة نظيره الكازاخي في الاجتماع الرابع لمجلس التعاون الاستراتيجي الكازاخستاني التركي رفيع المستوى، إذ سيُجرى تقييم التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والصناعات الدفاعية والعسكرية والمجالات الثقافية والموارد البشرية.
خامس أكبر شريك تجاري
تهدف كازاخستان وتركيا إلى زيادة حجم التبادل التجاري القائم بينهما حالياً والبالغ 3 مليارات و527 مليون دولار، إلى 10 مليارات دولار خلال الفترة المقبلة.
وتعد تركيا حالياً خامس أكبر شريك تجاري واقتصادي لكازاخستان بعد روسيا والصين وإيطاليا وكوريا الجنوبية.
وتُعرف تركيا بأنها الدولة الثالثة التي زادت استثماراتها بشكل كبير في كازاخستان خلال السنوات الأخيرة بعد الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا.
ووفقًا للبيانات الرسمية، تعمل في كازاخستان نحو 3 آلاف شركة برأسمال تركي.
وفي سياق العلاقات المتطورة بين البلدين، تشهد الرحلات الجوية بينهما تقدماً يوما بعد يوم، إذ يُسيّر نحو 80 رحلة متبادلة بين مدن البلدين أسبوعياً.
