البرهان ينتقد القوى السياسية في السودان ويتهمها بعدم الاهتمام بمشكلات المواطنين (AA)
تابعنا

هاجم رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان الأربعاء القوى السياسية في البلاد، معتبراً أنها لا تهتم بهموم المواطنين وحل مشكلاتهم.

جاء ذلك في كلمة للبرهان خلال حفل تخريج قوات عسكرية غربي العاصمة الخرطوم غداة الإعلان عن محاولة انقلاب فاشلة من قبل بعض العسكريين.

وقال البرهان: "يوجد من يسعى للجلوس على الكراسي، ولم نرَ قوى سياسية تتحدث عن الانتخابات أو هموم المواطنين وحل مشكلاتهم".

وأضاف: "توجد قوى سياسية تهاجمنا ولن نقبل بأن تتسلط علينا وتوجه إلينا الإساءات، وواجبنا منع استئثار جهة سياسية واحدة بالسلطة خلال الفترة الانتقالية".

وأردف: "لن تستطيع أية جهة أن تبعد القوات النظامية من المشهد بالسودان خلال الفترة الانتقالية لأنه لا توجد حكومة منتخبة"، متعهداً "ببذل كل جهد لمواجهة المخاطر التي تواجه مصير بلادنا".

وتابع البرهان: "نحن أكثر حرصاً على إنهاء الفترة الانتقالية عبر الانتخابات ونريد دولة مدنية ديمقراطية تحميها القوات النظامية من تقويضها".

وزاد: "واضح أن جهة معينة –لم يحددها- ليس لديها هم غير أن تجد كرسياً في وزارة أو ولاية، وكل همها أن تقاتل من أجل هذا الكرسي".

ووجه البرهان رسالة إلى شركائه المدنيين في السلطة الانتقالية قائلاً: "مبادرة رئيس الوزراء (عبد الله حمدوك) نحن كمكون عسكري جرى إقصاؤنا منها، المسألة انحرفت عن مسارها الصحيح، القوى السياسية التي تفاوضنا معها منذ 11 أبريل/نيسان 2019 تساقط منها جزء كبير، ونحن ندعو لأن تتوحد قوى الثورة".

واستطرد: "يجب أ ن نراعي هذه الشراكة بحقها ويجب أن نضعها نصب أعيننا، ولا توجد جهة واحدة يمكن أن تسيطر على السودان وتحكمه، لا نريد إقصاء لأحد ولا يوجد إقصاء لأي مكون من مكونات الفترة الانتقالية".

وفي 22 يونيو/حزيران الماضي كشف حمدوك تفاصيل مبادرته لإيجاد مخرج للأزمة الوطنية وقضايا الانتقال الديمقراطي في بلاده.

وتتضمن المبادرة 7 محاور هي: إصلاح القطاع الأمني والعسكري، وتحقيق العدالة، والاقتصاد، والسلام، وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو/حزيران (نظام عمر البشير)، ومحاربة الفساد، والسياسة الخارجية والسيادة الوطنية، وتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي.

ودعا البرهان في كلمته لإشراك ما وصفها "بالقوى الوطنية الأخرى التي تؤمن بأهداف المرحلة الانتقالية في الفترة الانتقالية والمشاركة في صناعة الدستور وقانون الانتخابات".

وأشاد بوفد تركي شارك ضمن الاحتفال في تخريج القوات الخاصة بالجيش السوداني.

وأضاف: "نرحب بضيوف السودان، شاركونا في إقامة الصرح التدريبي الهام من تركيا الصديقة باسم القوات المسلحة والدعم السريع، مرحباً بكم في أرض السودان وأرض النيل".

في السياق نفسه اتهم نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في كلمته خلال حفل تخريج قوات عسكرية غربي العاصمة الخرطوم، السياسيين في البلاد بأنهم "سبب الانقلابات العسكرية".

وقال حميدتي إن "أسباب الانقلابات العسكرية هي السياسيون الذين أهملوا خدمات المواطن وانشغلوا بالكراسي وتقسيم السلطة".

وأضاف: "دعمنا مبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك للتوافق، لكنهم (السياسيين) مارسوا الإقصاء وكل طرف يحفر للآخر".

وأردف: "ينبغي أن نتوافق حول برنامج وطني ونترك أساليب التخوين"، فيما اعتبر أن "الأزمة في السودان لن تحل إلا عبر توحيد الكلمة والعمل بروح وطنية".

واتهم حميدتي "الشركاء المدنيين في السلطة الانتقالية بإهانة القوات النظامية وشتمها".

وتابع: "لقد سخّرنا كل إمكانيات القوات النظامية وعملنا بكل طاقتنا من دون كلل أو ملل من أجل مصلحة شعبنا واستقرار بلادنا، وعلى الرغم من ذلك لم نجد من الذين يصفون أنفسهم بالشركاء إلا الإهانة والشتم ليل نهار لجميع القوات النظامية".

وذكر أن "الشعب السوداني لم يقصر، صبر كثيراً على هذا التهريج والتخبط، وكذلك المجتمع الدولي ظل يقدم الدعم والنصح باستمرار من أجل إنجاح الفترة الانتقالية".

واعتبر حميدتي أنه "لا مخرج للسودان من أزمته إلا بتوحيد الكلمة والعمل بروح وطنية خالصة من دون أجندة أو محالات الإقصاء"، داعياً إلى "التوافق على برنامج وطني للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

والثلاثاء أعلن التلفزيون السوداني عن محاولة انقلاب، داعياً الشعب إلى "التصدي لها"، قبل أن يصدر الجيش بعدها بساعات بياناً أكد عبره "إحباط المحاولة الانقلابية والسيطرة على الأوضاع تماماً".

وكشف وزير الدفاع السوداني الفريق ركن ياسين إبراهيم الثلاثاء أن قائد محاولة الانقلاب هو اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي، ومعه 22 ضابطاً آخر برتب مختلفة وضباط صف وجنود.

ومنذ 21 أغسطس/آب 2019 يعيش السودان فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية والحركات المسلحة الموقِّعة على اتفاق السلام.


TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً