سيد الآداب الذي قضى طفولته في أرجاني إحدى مقاطعات ديار بكر، كان مهتماً بالكلاسيكيات الغربية والشرقية (yenisafak)
تابعنا

عمّ الحزن في تركيا وخارجها على وفاة الشاعر والكاتب والمفكر سزائي قره قوج، الثلاثاء، في مدينة إسطنبول.

وتوفي المفكر الذي وجد مكاناً في القلوب بقصائده التي قرأها أيضاً قادة الرأي والسياسيون والمفكرون في المجتمع عن عمر يناهز 88 عاماً.

وكرّس حياته الأدبية والفكرية لتنشئة الشباب الذين يُسمّيهم "جيل القيامة". ونُشرت قصائد قره قوج منذ الخمسينيات من القرن الماضي في المجلات ووسائل الإعلام المختلفة.

وولد قره قوج في 22 يناير/كانون الثاني 1933 في ديار بكر، وهو ابن التّاجر ياسين بك وأمينة هانم، اللذين أسرهما الروس أثناء القتال على جبهة القوقاز في الحرب العالمية الأولى.

وسيّد الآداب الذي قضى طفولته في أرجاني إحدى مقاطعات ديار بكر، كان مهتماً بالكلاسيكيات الغربية والشرقية منذ وجوده في المدرسة الثانوية ثم التحاقه بالجامعة.

وأتمّ دراسته الابتدائية في ديار بكر، ودرس الإعدادية في ولاية مرعش، وأنهى الثانوية في ولاية غازي عنتاب عام 1950. كما تولّى إدارة صفحات الأدب والفن في مجلة "الشرق الكبير" وتخرّج الأديب من قسم المالية من جامعة أنقرة عام 1955.

وبدأ العمل في المديرية العامة العامة للخزينة بالوزارة في ذات العام، وأصبح مساعد مفتش مالي في 11 يناير/كانون الثاني 1956.

عُيّن الكاتب قره قوج في إسطنبول عام 1959 كمراقب للإيرادات، وأُتيحت له الفرصة لرؤية أجزاء كثيرة من البلاد بسبب واجبه.

وأكمل الشاعر سزائي قره قوج خدمته العسكرية في محافظتي أنقرة وأغري في 1960-1961.

وكتب قره قوج الذي نُشرت أعماله الأولى في "الشرق الكبير" في الخمسينيات من القرن الماضي، مقالات يومية تحمل توقيعه في صحيفة "يني إسطنبول" على فترات مختلفة منذ 16 ديسمبر/كانون الأول 1963.

واعتلى سزائي قره قوج العرش في قلوب القرّاء بقصيدته "منى روسا" التي أصبحت من أشهر القصائد في الأدب التركي.

وقره قوج الذي استقال من منصبه الرسمي لتكريس المزيد من الوقت للدراسات الأدبية، أسس حزب "القيامة" عام 1990 ليدرك العالم الذي كشفه في أشعاره وكتاباته ومجلاته وكتبه، وشغل منصب رئيس هذا الحزب لمدة سبع سنوات، لكن حُلّ حزب "القيامة" في 19 مارس/آذار 1997.

ولم يكتب الأديب التركي بعدها في أيّ مكان آخر غير مجلة "القيامة"، وكان يهدف إلى إحياء العالم الإسلامي الذي هُزم في الحروب العالمية.

وعمل خلال مسيرته الأدبية على إيقاظ الوعي حول هذا المفهوم، وبذل الجهود على الصعيد الشِّعري والفكري والسياسي من أجل صحوة العالم الإسلامي.

الرئيس التركي يشيد بإنجازاته

وأشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالشاعر والمفكر الراحل، وبإنجازاته الأدبية والفكرية، في رسالة تعزية نشرها، الأربعاء، في عدد من الصحف التركية، إثر وفاة سزائي قره قوج.

وأضاف أنّ الأديب ساهم بأفكاره وأشعاره وكفاحه في تشكيل العالم الروحي للأجيال، ووصفه بأنه "أحد أبرز قِيم" الشعب التركي في التاريخ القريب.

واختتم أردوغان رسالة تعزيته بالترحّم على الرجل وتوجيه رسائل التعزية للشعب التركي ولمحبّي المُفكّر الراحل.

وأمس، نشر أردوغان رسالة على حسابه الرسمي في تويتر قال فيها: "علمتُ ببالغ الحزن بوفاة سزائي قره قوج، المفُكّر العظيم في أدبنا وعالمنا وفكرنا وبلدنا، والذي قاد الأجيال بأفكاره، رحم الله الفقيد، وأتمنى التعازي لأسرته وجمهوره وأمتنا".

وفي سياق متصل، تقدّم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئاسة وأمانة وأعضاء بخالص العزاء والمواساة إلى الأمة الإسلامية عامة والشعب التركي خاصة بوفاة الأديب قره قوج.

وجاء في نصّ البيان الصادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: "لقد كان الأستاذ سزائي قره قوج من أهم أعلام الفِكر الإسلامي في عصر الجمهورية التركية، ومن أعمدة النهضة الفكرية الإسلامية، وله ما يزيد على أربعين مؤلفاً متنوّعاً بين الفكر والأدب والشعر".

وتابع البيان: "كان قره قوج حريصاً على وحدة الأمة الإسلامية، ولم يكن يخلُ حديث له من تذكير بها ودعوة لها، كما كان الأدب في يده أداة يدعو به الناس للخير والأمان والإسلام والإحسان، ومحاسن الأخلاق كافة".

ويُشار إلى أنّ صلاة الجنازة على سزائي قره قوج ستقُام اليوم الأربعاء عقب صلاة العصر بمسجد شاه زاده بمنطقة الفاتح في إسطنبول.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً