قُتل شينزو آبي الذي ترك منصبه في 2020 بالرصاص اليوم الجمعة خلال خطاب كان يلقيه في حملة انتخابية (Eugene Hoshiko/AP)
تابعنا

قُتل رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، الذي ترك منصبه في 2020، بالرصاص اليوم الجمعة خلال خطاب كان يلقيه في حملة انتخابية، في هجوم وصفه تلميذه ورئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا بأنه "لا يُغتفر على الإطلاق".

وشَغَل النائب البرلماني شينزو آبي منصب رئيس الوزراء لأول مرة في 2006، واستمر في المنصب عاماً واحداً فقط قبل أن يعود إلى فترة ثانية نادرة في 2012 حين تعهّد بإنعاش الاقتصاد الذي أصابه الركود، وتخفيف قيود الدستور السلمي، الذي جرت صياغته في أعقاب الحرب العالمية الثانية، واستعادة القيم التقليدية.

أطول رئيس وزراء بقاءً في الحكم

لعب آبي دوراً أساسياً في فوز طوكيو باستضافة أولمبياد 2020، إذ كان يأمل أن يرأس الألعاب الأولمبية إلى درجة ظهوره في صورة شخصية ألعاب الفيديو ماريو في أثناء تسلم رئاسة الألعاب الأولمبية في ريو التي استضافت الألعاب في 2016.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أصبح آبي أطول رئيس وزراء بقاء في المنصب باليابان، ولكن بحلول صيف 2020، تراجع الدعم له بسبب طريقة تعامله مع جائحة كوفيد-19 بالإضافة إلى سلسلة من الفضائح كان من بينها اعتقال وزير العدل السابق.

واستقال آبي في سبتمبر/أيلول من العام نفسه دون تحقيق هدفه الخاص بتعديل الدستور أو رئاسة الألعاب الأولمبية، التي جرى تأجيلها إلى 2021 بسبب الجائحة.

استراتيجية آبينوميكس

تولى آبي منصبه لأول مرة في 2006 وكان أصغر رئيس وزراء ياباني منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد عام ابتلي فيه بفضائح سياسية وشهد حالة من الغضب بين الناخبين بسبب فقدان سجلات معاشات التقاعد وهزيمة حزبه الحاكم في الانتخابات، استقال آبي بسبب اعتلال صحته.

وبعد مرور خمس سنوات على استقالته، التي أرجع سببها إلى التهاب القولون، أعاد آبي الحزب الديمقراطي الليبرالي المحافظ إلى السلطة بعد الإطاحة به في 2009.

ثم أطلق استراتيجية "آبينوميكس" المكونة من ثلاث مراحل لمواجهة الانكماش المستمر وإنعاش النمو الاقتصادي عن طريق التيسير في السياسة النقدية والإنفاق المالي إلى جانب إجراء إصلاح هيكلي للتعامل مع تقلص عدد السكان ومعظمهم من كبار السن.

ومع ذلك، كان الانكماش الاقتصادي قوياً وعانت استراتيجيته للنمو في عام 2019 من زيادة ضريبة المبيعات والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

أسرة حاكمة

ينتمي آبي لعائلة سياسية ثرية وكان والده وزيراً للخارجية وجده رئيساً للوزراء. ولكن عندما يتعلق الأمر بالعديد من السياسات، يبدو أن جده، رئيس الوزراء الراحل نوبوسوكي كيشي، كان أكثر أهمية.

وكان كيشي وزيرا في مجلس الوزراء في زمن الحرب وتعرض للسجن لكنه لم يحاكم قط كمجرم حرب بعد الحرب العالمية الثانية. وشغل منصب رئيس الوزراء من عام 1957 إلى 1960، واستقال بسبب الغضب الشعبي بشأن اتفاقية أمنية أعيد التفاوض بشأنها بين الو لايات المتحدة واليابان.

وحاول كيشي دون جدوى مراجعة دستور اليابان لعام 1947 الذي صاغته الولايات المتحدة، لتصبح اليابان شريكة أمنية على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، وتبنى دبلوماسية أكثر حزماً، وهي قضايا محورية في جدول أعمال آبي.

الإنفاق الدفاعي

عزز آبي الإنفاق الدفاعي ومدّ يده إلى الدول الآسيوية الأخرى لمواجهة النفوذ المتزايد للصين. وضغط من أجل إقرار قوانين تسمح لليابان بممارسة حق "الدفاع الجماعي عن النفس"، أو تقديم المساعدة العسكرية لحليف يتعرض لهجوم.

وظلت مراجعة الدستور السلمي أولوية قصوى بالنسبة لآبي، وهو هدف مثير للجدل لأن العديد من اليابانيين يرونه مسؤولاً عن سجل السلام في البلاد بعد الحرب.

وكانت أجندة آبي الأساسية هي الهروب مما أسماه نظام ما بعد الحرب، وهو إرث من الاحتلال الأمريكي يقول المحافظون إنه جرد اليابان من اعتزازها بنفسها. وكان إصلاح نظام التعليم لاستعادة التقاليد اليابانية من بين أهدافه الأخرى.

كما تجنب الاعتذار عن تصرفات اليابان في الحرب العالمية الثانية، قائلاً إن الأجيال القادمة يجب ألا تضطر إلى الاستمرار في الاعتذار عن أخطاء الماضي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً