أعرب السفير التركي لدى بيروت، علي باريش أولوصوي، الاثنين، عن "خيبة أمله" إزاء مقابلة أجرتها صحيفة لبنانية مع أحد مسؤولي تنظيم PKK الإرهابي، وقال إنها قبلت طواعية أن تكون لسان حال تنظيم إرهابي.
جاء ذلك في رسالة بعثها السفير إلى مدير تحرير "النهار العربي" غسّان حجار، رداً على مقابلة أجراها الصحفي سركيس كسارجيان، مع مسؤول بالتنظيم يُدعى جميل بايك، ونشرتها الصحيفة في 27 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.
وقال أولوصوي: "إنه لأمر مؤسف للغاية أن توافق النهار العربي على نشر مقابلة شاملة مع أحد الإرهابيين المعروف عالمياً، والذي كما يقول كسارجيان، يُعتبر الشخص الثاني في تنظيم PKK الإرهابي".
وأضاف: "إنه لمن المخيب للآمال أن نرى النهار العربي قد قبلت طواعية أن تكون لسان حال تنظيم إرهابي، وأن تصبح متواطئة في إيصال دعايته السوداء من خلال نشر مقابلة مع أحد مسؤولي التنظيم".
وتابع أولوصوي: "غني عن القول إنّ الدعاية السوداء لتنظيم إرهابي التي نقلتها المقابلة لا تستحق أي رد فعل من تركيا أو من أي عضو آخر في المجتمع الدولي".
وأوضح أنّ كسارجيان كشف أنّ PKK الإرهابي لا يزال مُدرجاً على قائمة التنظيمات الإرهابية الصادرة عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وذكر أنّه "لأمر مثير للشفقة رؤية PKK الإرهابي يلجأ إلى مزاعم سخيفة لا أساس لها من الصحة على أمل كسب تعاطف الجماهير الدولية لضمان بقائه في مواجهة عزم تركيا على القضاء على وجوده".
واعتبر السفير أنه "في الوقت الذي يحتاج فيه لبنان إلى دعم أصدقائه في المنطقة، فإننا نعتبر نشر هذه المقابلة خطوة مؤسفة للغاية من شأنها تقويض علاقات الصداقة والأخوة القائمة بين لبنان وتركيا".
وشدد على أنّ PKK الإرهابي تنظيم إرهابي يشكّل تهديداً وجودياً أمنياً لتركيا ولشعبها منذ أكثر من 40 عاماً بوجوده في سوريا والعراق وإيران.
وأكد أنّ التنظيم الإرهابي "باتباعه أجندة انفصالية، فإنه لا يزال يشكّل تهديداً خطيراً لتركيا وعدد كبير من دول المنطقة".
وتابع: "نأمل ألا تكون المقابلة التالية من النهار العربي مع من يُسمى زعيم داعش الإرهابي، نرجو بشدة من النهار العربي الامتناع عن خدمة الأجندات المريضة للتنظيمات الإرهابية وكذلك الامتناع عن الخطوات التي قد تُبعد الدول الصديقة والشقيقة في المنطقة".
وبحسب مصدر دبلوماسي لوكالة الأناضول فإنّ رسالة السفير أولوصوي أُرسلت إلى مدير تحرير "النهار"، في اليوم التالي لنشر المقابلة في الجريدة، ولكنها لم تُنشر في الجريدة حتى الساعة.
وفي مقابلته مع "النهار العربي" زعم جميل بايك، الرئيس المشترك لمنظومة (KCK)، امتلاك PKK الإرهابي 1500 مقاتل داخل حدود تركيا، إضافة إلى 2500 مقاتل في مناطق أخرى".
وادعى أنه بسبب الهجوم المنسق لطائرات الاستطلاع والطائرات الحربية التركية، بات تنظيم PKK الإرهابي يتحرّك في وحدات صغيرة للتقليل من خسائره، واعتمد أساليب قتال جديدة ومسار عمل مضاداً لشكل العمل الاستخباري والهجومي التركي.
يُذكر أنّ PKK الإرهابي، يتّخذ من جبال قنديل شمالي العراق معقلاً له، وينشط في العديد من المدن والمناطق والأودية، ويتخذها نقطة انطلاق لشنّ هجمات على الداخل التركي.
