سلجوق بيرقدار: تركيا تتحول إلى دولة رائدة تكنولوجياً (TRT World)
تابعنا

مع انطلاق "تكنوفيست"، الحدث التكنولوجي الضخم الذي يستمر لستة أيام حتى 4 سبتمبر/أيلول الجاري، في مدينة صامسون التركية المطلة على البحر الأسود، احتل رجل واحد عناوين الصحف، وخيال الأمة.

وكشفت شركة "بايكار تكنولوجي" التركية والرائدة في صناعة الطائرات بدون طيار، الثلاثاء، النقاب عن أحدث مركباتها الجوية بدون طيار، وهي "بيرقدار كيزيلالما" وسط ضجة كبيرة.

وكان يقف خلف الطائرة، رئيس مجلس إدارة الشركة والمدير التكنولوجي التنفيذي سلجوق بيرقدار.

وقال بيرقدار في تصريح لـ TRT عربي : "كيزيلالما هي أول طائرة مقاتلة بدون طيار".

وتمتلك هذه المقاتلة قدرة مناورة قوية، ويمكنها أن تعمل في الهواء لمدة خمس ساعات وبسرعة قصوى تبلغ 900 كم في الساعة. ومن الممكن أن تحمل 1500 كيلوغرام من الحمولة الصافية، إلى جانب مدى طيران يبلغ 930 كم وارتفاع تشغيلي يبلغ 35000 قدم.

وتتوقع الشركة أن تُتِم المقاتلة رحلتها الأولى في عام 2023. وقال بيرقدار: "لقد كان ذلك حلمنا منذ اليوم الأول".

وكشف المهندس الشاب عن الرمزية وراء اسم الطائرة بدون طيار "كيزيلالما Kizilelma" والذي يعني "التفاحة الحمراء"، وهو تمثيل لهدف يصعب تحقيقه ويبتعد بعيداً كلما كان الوصول إليه وشيكاً.

وتابع بيرقدار "كان هذا هو كيزيلالما الخاص بنا"، في إشارة إلى الرحلة الصارمة التي استمرت لعقدين من الزمان، والتي أصبحت بعدها تركيا واحدة من بين ثلاث دول فقط في العالم قادرة الآن على تطوير مثل هذه التكنولوجيا الجوية المتقدمة.

واشتهرت شركة بايكار بكونها الشركة التي طورت أول طائرات بدون طيار محلية الصنع في تركيا، وأطلقت طائرتها الافتتاحية بدون طيار التي تزن 10 كيلوغرامات في عام 2006 ، والتي طارت حوالي ثلاثة أمتار فقط.

وتبع ذلك تقدم سريع بحلول عام 2014 ، عندما جرى تطوير طائرة مروحية ذات محركين TB2 كبيرة بما يكفي لحمل صواريخ قادرة على إصابة هدف بدقة تصل إلى 8 كيلومترات والتحليق لمدة 24 ساعة تقريبًا دون إعادة التزود بالوقود.

وفي "تكنوفيست 2019" عرضت "أقينجي Akinci" القادرة على إجراء العمليات جنباً إلى جنب مع الطائرات المقاتلة.

و اليوم، تعتبر بايكار مرادفاً للبراعة العسكرية التركية في جميع أنحاء العالم، حيث تشكل الصادرات أكثر من 80% من عائداتها .

وحظيت باهتمام عالمي من خلال نجاحها في نزاع كاراباخ وأجزاء أخرى من العالم، وآخرها في أوكرانيا، حيث أصبحت طائرات بيرقدار TB2 بدون طيار رمزاً للمقاومة ضد القوة العسكرية الروسية خلال المرحلة الأولى من الحرب.

وعندما سئل عن المجال التنافسي للحرب بدون طيار، وكيف ظلت شركته في المقدمة، قال بيرقدار إن ميزتها "تأتي من حقيقة أننا دائماً ما نندمج في هذا المجال".

وتابع: "نُرقّي أنظمتنا بناءً على الاحتياجات الجديدة والابتكار المستمر. هذه هي الطريقة التي أبقتنا في صدارة السباق".

وتحت إشرافه، أصبحت القوات المسلحة التركية واحدة من بين قوات العالم اعتمادا على الطائرات بدون طيار في العمليات القتالية.

وبيرقدار، الذي يرفض المقارنات مع إيلون ماسك، يفضل اتباع خطى العلماء المسلمين الأسطوريين مثل عزيز سنجر وإسماعيل الجزري والفرغاني، ويشعر بالراحة في الحديث عن تعقيدات حرب الطائرات بدون طيار، ويتفاعل مع أعداد كبيرة من معجبيه، سواء كانت أعمارهم 7 سنوات أو 70 سنة. وينتهز في ذلك كل فرصة للتبشير بعقلية الابتكار، ويتصور الحلول لتحديات المستقبل.

ويصف "تكنوفيست" بأنها "ثورة" من حيث إنها مؤشر على كيفية تحول تركيا "من ثقافة مستهلكة للتكنولوجيا إلى دولة تطور التكنولوجيا".

وفي هذا الصدد قال بيرقدار: "إننا نرى آثار ذلك"، مشيراً إلى العديد من مسابقات التكنولوجيا التي تقع في قلب الحدث الضخم.

ويتميز هذا العام بمسابقات في أكثر من 40 فئة مختلفة مثل أشباه الموصّلات والطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية والصواريخ والروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وأضاف: "ثمة الكثير من الثقة بالنفس لدى الشباب والشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا بفضل نجاح بايكار في صناعة الدفاع".

لكن بايرقدار لا يكتفي بما حققته شركته من نجاح نيزكي، مؤكداً أنه يجب تقديم المزيد من العمل قبل أن تصبح تركيا مكتفية ذاتياً من الناحية التكنولوجية ومركزاً عالمياً للابتكار.

وقال: "في الوقت الحالي، نحن نركز تماماً على نقل هذا النجاح إلى جميع قطاعات التكنولوجيا المدنية، ونشهد حدوث هذا التغيير".

وتابع: "لكن علينا أن نفعل المزيد، من أجل تركيا لتحقيق أهدافها المتمثلة في أن تصبح دولة مزدهرة ومتطورة تكنولوجياً".

وبالنسبة للملايين من الأتراك، فهو رمز لما تطمح إليه تركيا الجديدة: الثقة والتفكير المستقبلي مع خدمة الصالح العام للبلد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً