يعيش عمر عزلة قاسية، يوثق وحيداً الانتهاكات التي يتعرض لها شعبه وأشقاؤه من مسلمي الأويغور، تلاحقه التهديدات حتى في أقصى بقاع الأرض (theguardian)
تابعنا

رغم فرار ميميتورسون عمر إلى أقصى بقاع الأرض، لا يزال شبح وصول السلطات الصينية إليه يرعبه.

عمر هو أحد مسلمي الأويغور الذين فرّوا من إقليم شينغيانغ في الصين، هرباً من ملاحقة السلطات الصينية، واستقر في بلدة نرويجية صغيرة.

لكن كل هذه المسافة التي قطعها عمر بحثاً عن الأمان، لم تمنع السلطات من ملاحقته، فقد "تمكنوا دائماً من العثور عليه"، وفق حديثه لصحيفة الغارديان البريطانية، موضحاً أن هاتفه ممتلئ بعشرات الرسائل التهديدية التي وصلته منذ مغادرته الصين.

قبل عدة سنوات، اعتقلت السلطات الصينية عمر عند عودته من العمل في الخارج، تعرض للتعذيب والضرب والاستجواب بشأن أمور تتعلق بممارسة شعائره الدينية، مثل الصلاة والصوم.

بعدها، جرى إخضاع عمر لأشهر طويلة من الاستمالة الفكرية والإجبار على تغيير ممارساته وعقيدته عبر وسائل متعددة، ثم قررت بعدها السلطات أنه أصبح مواطناً صينياً مخلصاً، وعلى استعداد لتنفيذ المهام التي تكلفه بها الدولة.

المهمة السرية التي كُلف بها عمر كانت إرساله إلى أوروبا بهدف التجسس على مجموعات الأويغور ممن يكشفون الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها الملايين من مجتمعاتهم والأقليات العرقية الأخرى داخل الصين.

كانت هذه فرصة عمر للفرار، لكن السلطات أجبرته على توقيع إقرار يعترف فيه بأنه "إرهابي"، وهددوه قائلين "أينما تذهب، يمكننا استخدام هذا الإقرار ضدك وإجبارك على العودة إلى الصين".

وتابع المحقق قائلاً: "إذا نسيت ما تعلمته هنا، انظر فقط إلى القمر، أينما ترى قمراً فبإمكاننا الوصول إليك".

لم ينفذ عمر تعليمات التجسس، سافر في البداية إلى تركيا وحاول نسيان ما مرّ به، والبدء من جديد، لكن ملاحقة السلطات له لم تمكنّه من ذلك.

قال له أحد العملاء الصينيين مهدداً: "سنصل إليك ونقتلك، لسنا بحاجة إلى إقناعك كيف سنفعل ذلك، لدينا طرقنا الخاصة".

العام الماضي وبعد ثلاث سنوات على مغادرة الصين، لم تعد تركيا آمنة لبقاء عمر، فغادرها إلى معسكر لجوء في أحد المدن النرويجية الصغيرة الواقعة داخل الدائرة القطبية الشمالية.

يعيش عمر عزلة قاسية، يوثق وحيداً الانتهاكات التي يتعرض لها شعبه وأشقاؤه من مسلمي الأويغور، حيث ما زال حوالي مليون شخص محتجزين داخل معسكرات اعتقال في إقليم شينغيانغ، لإجبارهم على تغيير معتقداتهم والتحول إلى "مواطنين صينيين مخلصين".

فيما تنفي الحكومة الصينية هذه المزاعم، وتقول إنها معسكرات "إعادة تأهيل" للتعامل مع من لديهم أفكار إرهابية أو متطرفة قد تضر بأمن البلاد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً