مظاهرة لأهالي تل رفعت للمطالبة بالعودة إلى مدينتهم (AA)
تابعنا

بفارغ الصبر ينتظر سكان مدينة تل رفعت في محافظة حلب شمال غربي سوريا العودة إلى ديارهم التي أجبروا على النزوح منها، على يد تنظيم “PKK/YPG” الإرهابي.

وعقب سيطرة التنظيم على تل رفعت في فبراير/شباط 2016 بدعم جوي روسي، اضطر قرابة 250 ألف مدني إلى النزوح من ديارهم واللجوء إلى مناطق محاذية للحدود التركية.

ومنذ 6 سنوات يواصل النازحون من سكان تل رفعت العيش في خيم بدائية نصبوها بإمكانياتهم المتواضعة في مناطق قرب الحدود التركية مثل أعزاز وما حولها.

وقال عبد الرحمن عبيد (13 عاماً)، أحد سكان تل رفعت، إنه اضطر برفقة عائلته إلى النزوح من مدينته قبل سنوات، عقب سيطرة تنظيم “YPG” الإرهابي عليها.

أعرب عبيد عن شوقه إلى لقاء أقربائه ومواصلة اللعب معهم في حيّه، وعبّر عن استيائه من حياة المخيمات والنزوح، مبيناً أنه مستعد للعيش على أنقاض منزله في تل رفعت ثم السعي لإعادة بنائه.

من جهته قال بشير أليتو، أحد سكان مدينة تل رفعت، إن عشرات الآلاف من المدنيين من سكان بلدته اضطروا إلى النزوح خلال أقل من 10 أيام تلَت سيطرة التنظيم الإرهابي على المدينة.

وأضاف أن المدنيين بالكاد كانوا ينقذون أرواحهم، مضطرين إلى ترك ديارهم وكل ممتلكاتهم بسبب هجمات التنظيم خلال سيطرته على تل رفعت عام 2016.

وأشار إلى أن المنازل كافةً في تل رفعت تحولت إلى أنقاض غير صالحة للاستخدام، بسبب القصف الجوي وهجمات “YPG“ الإرهابي.

وتابع قائلاً: “اضطررنا نحن المدنيون إلى النزوح إلى المناطق المحاذية للحدود مع تركيا“.

وأكد المواطن السوري أن أعداداً كبيرة من سكان تل رفعت يعيشون على أمل العودة إلى ديارهم ومناطقهم التي هُجّروا منها، مشيراً إلى حجم المعاناة التي يعيشونها في مخيمات النزوح.

وأردف: “ما يزيد على 200 ألف مدني من أكثر من 50 بلدة في المنطقة اضطروا إلى النزوح عام 2016 بسبب القصف الجوي الروسي والسيطرة المفاجئة لتنظيم YPG الإرهابي على المنطقة".

وفيما يخصّ عودتهم إلى ديارهم التي هجّروا منها قال أليتو إنهم لم يفقدوا الأمل أبداً إزاء ذلك، معرباً عن شوقهم إلى منازلهم وأحيائهم وحياتهم التي كانوا يعيشونها هناك.

وأكد أن تركيا محقة في إبعاد الإرهابيين والتهديدات التي يشكلونها على حدودها.

كما أشاد “أليتو” باستضافة تركيا للاجئين سواء أولئك المقيمين على أراضيها، أو ممن تقدم الاحتياجات لهم على الجانب السوري من حدودها.

واستطرد: “ما نريده نحن سكان تل رفعت هو استعادة المدينة من سيطرة التنظيم الإرهابي، ثم نقل الأهالي المدنيين بمخيمات اللجوء إلى ديارهم التي اضطروا إلى النزوح منها“.

وأشار إلى استعداد جميع سكان تل رفعت النازحين للعودة إلى ديارهم التي اضطروا إلى الخروج منها، وذلك فور استعادة المنطقة من سيطرة التنظيم الإرهابي.

تل رفعت

يُذكر أنه في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019 أطلقت تركيا عملية “نبع السلام” العسكرية شمالي سوريا استناداً إلى حقّها الشرعي في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وبهدف القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدّد أمن حدودها، بخاصة تنظيم PKK/YPG الإرهابي.

وفي اليوم الثامن من العملية زار تركيا نائب الرئيس الأمريكي آنذاك “مايك بنس“ وتعهّد بسحب التنظيم الإرهابي مسافة 20 ميلاً (32 كيلومتراً) جنوباً.

كما تعهّدت روسيا خلال العملية بسحب عناصر التنظيم من مدينتَي منبج وتل رفعت السوريتين، وسحب التنظيم 30 كيلومتراً من الحدود السورية-التركية.

لكن هذه التعهدات الأمريكية الروسية لم تُنفذ رغم مرور عامين ونصف عليها، وفق مصادر أمنية مطلعة تحدثت لوكالة الأناضول.

ويتخذ التنظيم الإرهابي المذكور من تل رفعت والمناطق المحيطة بها منطلقاً لتنفيذ الهجمات ضد مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري في شمالي البلاد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً