محور الفردوس المروري أدى إلى تشريد بعض الأسر التي تعيش بين المدافن وهدم مقابر أثرية (AFP)
تابعنا

بدأت السلطات المصرية مشروع طريق محوري جديد في يوليو/تموز الماضي، لتحسين الأزمة المرورية في العاصمة، لكن لهذا الطريق جوانب أخرى مظلمة.

فقد أثار سخط كثيرين بسبب مروره في منطقة "قرافة المماليك" في شرق القاهرة، ما تسبب في هدم عديد من القبور في واحدة من أقدم مناطق أضرحة العالم الإسلامي، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

لم يقتصر ضرر المحور المروري الجديد على الأموات بإزالة رفات الراقدين تحت الثرى، لكنه أيضاً شرد عديداً من الأسر التي كانت تتخذ من أحواش المدافن بيوتاً لها في ظل الفقر المدقع في هذه المنطقة.

يجثم الطريق الجديد على منطقة مقابر المماليك المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي باسم "مدينة الفردوس"، وهي المنطقة التي دفن فيها عديد من سلاطين المماليك في مصر قبل أكثر من 700 عام، وتمتد على مساحة 6.5 كم مربع.

المحور المروري الجديد يبلغ طوله 17.5 كم، ويستهدف ربط وسط القاهرة بشرقها المترامي الأطراف، إذ تأمل السلطات في أن يدفع هذا الطريق حركة المرور نحو العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنيها الحكومة على بعد 45 كم شرق القاهرة.

من جانبها دافعت وزارة الآثار المصرية عن المشروع الشهر الماضي، بعد موجة احتجاج على نشر صور هدم المقابر وتشريد أهلها في وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت الوزارة في بيان: "إن محور الفردوس بعيد عن الآثار الإسلامية المسجلة بقرافة المماليك"، وأكدت أنه "لم يتم هدم أي أثر وأن المقابر الموجودة بالصور المنشورة هي مبان غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، وهي فقط مقابر حديثة وخاصة بالأفراد".

وقد أوضحت منظمة اليونسكو أنه "لم يتم إبلاغها ولا استشارتها" حول أعمال الهدم في محيط القرافة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضافت المنظمة: "لكن مركز التراث العالمي يتابع مع السلطات المصرية لمراجعة الأمر وتقييم أي آثار محتملة على القيمة العالمية الاستثنائية للممتلكات".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً