عناصر تابعة لقوات حفتر في مدينة سبها جنوبي ليبيا 6 فبراير/شباط 2019 (AFP)
تابعنا

أعلنت قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر، الأربعاء، أنها سيطرت على حقل الشرارة النفطي جنوبي البلاد، في تحدّ لحكومة فايز السراج المعترف بها دولياً، إلا أن مصادر عدة أكدت بعد ذلك عدم صحة الأمر، موضحة أن قوات حفتر لم تسيطر سوى على محطة ضخ فرعية تابعة للحقل.

ما المهم: يشير إعلان قوات حفتر سيطرتها على حقل الشرارة، سواء كان ذلك صحيحاً أم لا، إلى تصاعد حدة المنافسة بين معسكر حفتر، المدعوم من قبل برلمان طبرق وحكومته الموازية، وحكومة طرابلس المعترف بها دولياً برئاسة فايز السراج.

ويعد حقل الشرارة أكبر حقول النفط الليبية؛ إذ تبلغ طاقته الإنتاجية 315 ألف برميل يومياً.

وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قد أعلنت، في ديسمبر/كانون الثاني الماضي، "حالة القوة القاهرة"، وعلّقت عملية الإنتاج في حقل الشرارة، جراء احتجاجات ونزاعات مسلحة شهدتها المنطقة، ما يعني إغلاق الحقل لحين وضع ترتيبات أمنية جديدة.

المشهد: أعلنت قوات حفتر، الأربعاء، سيطرتها على حقل الشرارة من رجال قبائل مسلحين وحراس تابعين للدولة في تحدّ للحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس. ودعت قوات حفتر المتمركزة في شرق البلاد المؤسسة الوطنية للنفط إلى رفع "حالة القوة القاهرة" عن الحقل.

في المقابل، قال مهندس ميداني، الخميس، لرويترز إن قوات حفتر لم تسيطر على الحقل، وإنما سيطرت على محطة ضخ فرعية فقط، لكن منطقة الإنتاج الرئيسة لا تزال خاضعة لرجال القبائل المسلحين.

وأوضح المهندس أن مركبات تابعة لقوات حفتر وصلت إلى محطة فرعية على بعد نحو 20 كيلومتراً من الحقل الرئيس، الذي يمتد بطول 40 كيلومتراً في صحراء ليبيا الجنوبية.

من جهتها، دعت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، الجمعة، إلى حماية العاملين والمنشآت في حقل الشرارة النفطي الذي يعد أكبر وأهم حقل في البلاد.

وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله في بيان "إن سلامة العاملين تظلّ أولويتنا القصوى"، وطالب "كافة الأطراف بتجنب النزاعات والتوقف عن الزج بمنشآت القطاع في التجاذبات السياسية".

وقال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إن "ليبيا تخسر 30 مليون دولار يومياً جراء إغلاق حقل الشرارة النفطي".

ما التالي: نفى الكاتب الصحفي الليبي عصام الزبير صحة ما نُشر في وسائل الإعلام حول سيطرة قوات حفتر على حقل الشرارة.

وأضاف الزبير في حديث لـTRT عربي أن "قوات حفتر لم تسيطر أبداً على الحقل، وإنما ذهبت ببعض السيارات إلى موقع قريب منه لمجرد التقاط الصور وإرسالها إلى وسائل الإعلام"، وتابع "بعد ذلك، عادت قوات حفتر إلى مدينة سبها التي تسيطر عليها منذ انسحاب القوات الموالية لحكومة السراج لعدم توفر الدعم لها".

وأوضح الصحفي الليبي أنه على الرغم من إغلاق الحقل في ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ بسبب بعض الاحتجاجات، فإن "المؤسسة الوطنية للنفط، ومقرها طرابلس، لا تزال صاحبة القرار هناك"، مشيراً إلى أن "فايز السراج زار الحقل بعد توقفه عن العمل".

واستبعد الزبير أن تكون لدى قوات حفتر إستراتيجية واضحة هدفها السيطرة على حقول النفط الكبيرة في ليبيا، بسبب القرارات الأممية التي تحُول دون ذلك.

TRT عربي
الأكثر تداولاً