سيف الإسلام - نجل الرئيس السابق معمر القذافي (Getty Images)
تابعنا

ما المهم: يستعد سيف الإسلام، نجل الرئيس المقتول معمر القذافي إبان الثورة الليبية عام2011 على يد الفصائل المسلحة المعارضة، للظهور على الساحة السياسية في ليبيا مجدداً، بعد تردد أنباء عن استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة التي تريد الأمم المتحدة عقدها في العام المقبل 2019، بموجب خطتها الأخيرة لتوحيد البلاد.

ويسعى سيف الإسلام في غضون ذلك، للحصول على دعم خارجي لتحقيق طموحاته الرئاسية من خلال وساطة مع مراكز القوى الليبية الأخرى. وكان من بين الخيارات التي لجأ إليها نجل القذافي روسيا، التي تحاول الوجود بخاصرة أوروبا في ليبيا.

المشهد:قال أيمن بوراس، المتحدث باسم سيف الإسلام القذافي، في مؤتمر صحفي عُقد بالعاصمة التونسية في مارس/آذار الماضي، إن نجل القذافي ينوي الترشح رسمياً للانتخابات الرئاسية في ليبيا إذا أجريت في موعدها.

وأوضح بوراس أن سيف الإسلام موجود في ليبيا "وأصبح يتمتع الآن بكافة الصلاحيات القانونية التي تُخوّله للترشح في الانتخابات الرئاسية"، بعد أن تم إسقاط جميع التهم عنه من قِبل "محكمة الزنتان وقانون العفو العام الصادر عن برلمان ليبيا".

وفي تصريح لصحيفة تايمز نُشر في يوليو/تموز الماضي، قال المفاوض الفرنسي المستقل جون-إيفيس أوليفييه المنخرط في جهود المصالحة الليبية إن "سيف الإسلام رمز للمصالحة".

وأضاف أوليفييه "لا نناقش السياسة لكنه يمرر إليّ رسائل. إنه يريد إجراء انتخابات، وهو مقتنع بأنه إذا خاض الانتخابات فسوف يكون هناك مليون من القذافيين وراءه، وبالتالي سيفوز".

وأشارت وكالة بلومبيرغ الأميركية في تقرير لها هذا الشهر، إلى أن القذافي أصبح أحدثَ شخصيةٍ تقف في طابور طويل من الشخصيات الليبية التي تسعى للفوز بدعم موسكو، في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعزيز دور بلاده في ليبيا.

ويرى الكرملين أن هناك فرصةً سانحة، في ظلِّ غياب الانخراط الأميركي، ليصبح أحد وسطاء القوة في ليبيا كما حدث في الحالة السورية، خاصة في ظل الانقسامات وغياب قيادة موحدة منذ الإطاحة بمعمر القذافي ومقتله في عام 2011.

الخلفيات والدوافع:أعلنت "كتيبة أبو بكر الصديق"، إحدى المجموعات المسلحة الليبية التي تسيطر على مدينة الزنتان جنوب غرب طرابلس، إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي أواخر 2017، والذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية وحكمت عليه محكمة في طرابلس بالإعدام عام 2015، بعد اعتقاله في نوفمبر/تشرين الثاني2011.

وقال محامو سيف الإسلام في يوليو/تموز 2016، إن موكلهم سيُفرَج عنه بموجب عفو أصدرته السلطات الليبية شرق البلاد.

غير أن حكومة الوفاق الوطني الليبية سارعت وقتذاك إلى التشديد على أن هذا العفو الصادر في أبريل/نيسان 2016، لا يمكن تطبيقه على أشخاص متهمين بجرائم ضد الإنسانية مثل سيف الإسلام القذافي.

إلا أنه على الرغم من ذلك فقد أفرج عنه، ومنذ خروجه من السجن يعمل نجل القذافي لتنفيذ خطة جديدة للعودة إلى ممارسة السلطة في ليبيا.

ونقلت بلومبيرغ عن اثنين من الدبلوماسيين الأوروبيين يدرسان إستراتيجية الكرملين في ليبيا، أن روسيا داومت على بناء علاقات مع جميع الفصائل المتنافسة هناك على عكس جهات تدعم أطرافاً واحدة.

وتحاول روسيا دخول ليبيا أيضاً من باب إعادة الإعمار، والفوز بحصة في الدولة الغنية بأكبر الموارد النفطية في إفريقيا.

بين السطور: قال شخصٌ في موسكو على درايةٍ بالسياسة الروسية تجاه ليبيا لوكالة بلومبيرغ، إنَّ ممثلين روساً تواصلوا مع سيف الإسلام عقب خروجه من السجن.

والْتقى مندوب سيف الإسلام نائبَ وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول 2018، وسلَّمه خطاباً نيابةً عن نجل القذافي الذي طلب دعماً روسيّاً لطموحه السياسي.

وسعى حفتر كذلك للحصول على الدعم الروسي، بعد لقاء وزير الدفاع سيرجى شويجو مع القائد العسكرى الليبى خليفة حفتر فى موسكو نوفمبر/تشرين الثاني، فى مؤشر على دعم الكرملين له قبل مؤتمر يهدف لحل الصراع المستمر منذ سنوات.

ولطالما أبدى الجيش الروسى الدعم لحفتر الذي يهيمن على شرق ليبيا، وزار القائد العسكرى الليبي روسيا من قبل، واستضافته وزارة الدفاع الروسية العام الماضى على متن حاملة الطائرات الروسية الوحيدة، كما زار مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، موسكو في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018، لإجراء محادثات مع شركتي الطاقة الروسيتين Gazprom PJSC وTatneft PJSC بشأن إعادة إطلاق مشروعات ليبية تعود إلى عهد القذافي.

واتفقت شركة Rosneft PJSC الروسية على الاستثمار في عمليات التنقيب والإنتاج النفطي في ليبيا وعلى شراء النفط الخام.

ما التالي: يرى المحلل السياسي الليبي نزار كريكش، أن السلوك الروسي تجاه ليبيا محدد منذ الثورة، ذلك أن موسكو ليس لها موطئ قدم حقيقي في ليبيا، نتيجة اتفاق غربي تاريخي لمنع روسيا من دخول منطقة شمال إفريقيا.

ويؤكد كريكش لـTRT عربي، أن "التدخل الروسي الحالي لَحْظي ويتعامل مع ملفات منفردة، وليس قرءاة كاملة للمشهد"، وأضاف "روسيا تحاول إثبات وجود، لكنها تعلم أنها ليست فاعلاً أساسياً هناك".

وفيما يخص سيف الإسلام يقول كريكش "إن روسيا تتعامل مع الجميع في ليبيا، بما فيهم نجل القذافي، وقد زارت الأطراف كلها بما فيهم الإسلاميون، وتحاول الحفاظ على الحد الأدنى من مصالحها الاقتصادية هناك".

TRT عربي
الأكثر تداولاً