جاريد كوشنر قال إنه في ظل جمود المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية لا بد من فرض حل شامل ونهائي
تابعنا

خرج جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه، من جديد بتصريحات مثيرة، يتحدث فيها عن بعض التفاصيل حول خطته للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن"، والتي يمكن إيجازها في دولة إسرائيلية وعاصمتها القدس، مقابل حزمة من المساعدات للفلسطينيين.

كوشنر قال خلال حديثه لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الخميس، إن "خطة السلام" التي يعدها مع المبعوث الأمريكى للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ستكون "نقطة انطلاق جيدة" لحل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأشار كوشنر إلى أنه يعمل على إعداد الخطة منذ نحو عامين ومن المتوقع الكشف عن مقترحاته في يونيو/حزيران بعد انقضاء شهر رمضان.

كوشنر الذي صرح سابقاً بأن على الجميع تقديم تنازلات معقولة تتيح تحقيق السلام، صرح بأنه لم يكن هناك وقت أفضل لإطلاقها من الذي تم تحديده، وهو الوقت الذي استقرت فيه إسرائيل داخلياً بعد انتخابات شرسة فاز فيها نتنياهو ليشكل حكومة ائتلافية.

أمن إسرائيل أولاً

كوشنر أوضح خلال حديثة لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن "ما سنتمكن من إعداده هو حل نعتقد أنه سيكون نقطة انطلاق لحل جميع القضايا العالقة".

إسرائيل حليف الولايات المتحدة العسكري، يراها كوشنر بلداً مميزاً جداً ويصفها بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ويرى أنه في ظل جمود المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية لا بد من فرض حل شامل ونهائي.

الشق السياسي للخطة هو أمن إسرائيل على المدى الطويل الذي يتطلب على حد وصفه حلاً لمشاكل الفلسطينيين، وبالتالي سيحصلون على ما يصفه كوشنر أنها "حياة أفضل" عبر ضخ برامج اقتصادية تنموية، وتحسين بيئة الاستثمار على حد وصفه.

كما يرفض كوشنر استخدام مصطلح حل الدولتين في خطته المنتظرة بوصفه ذا معنيين مختلفين بالنسبة للإسرائيلين والفلسطينين.

القدس "عاصمة لإسرائيل"

وفيما يتعلق بالقدس المحتلة، زعم كوشنر أن القدس ستكون عاصمة لإسرائيل في أي حل نهائي. وقال "في البداية نحن بحاجة إلى تعريف الحقائق، على سبيل المثال منها القدس هي عاصمة إسرائيل، وهذه الحقيقة ستكون جزءاً من أي حل نهائي، وكذا نفس الأمر يسري على مرتفعات الجولان".

كوشنر لا يبدو وحيداً في المنطقة، فهناك وسائل إعلام وتسريبات تحدثت عن دعم بعض تلك الدول، أبرزها السعودية والإمارات ومصر، بدعم الخطة مادياً وسياسياً، والضغط بقوة لمحاولة تمريرها.

مصير صفقة القرن

وفي هذا الإطار يعتقد مسؤولون ومحللون، بحسب رويترز، أن من المرجح أن تأتي الخطة في صالح إسرائيل نظراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تتخذ نهجاً متشدداً تجاه الفلسطينيين، إذ قلصت مساعدات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" وأمرت بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

ويقول المبعوث الأمريكى للسلام في الشرق الأوسط إن المفاوضين الأمريكيين يتوقعون اعتراض الإسرائيليين والفلسطينيين على بعض أجزاء الخطة.

وحين سئل عن تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية قال كوشنر "سنُجري نقاشاً في هذا الأمر" مُقِراً بأنه لم يبحث قضية ضم المستوطنات مع نتنياهو.

أيامٌ تفصلنا عن إعلان تفاصيل الخطة الأمريكية بعد عرضها على ترمب، والتي يراد أن تكون بداية للسلام في الشرق الأوسط، لكن السلام المفروض برؤية أمريكية سيصطدم بوقائع الحاضر والتاريخ، ورفض الفلسطينيين بمختلف فصائلهم للتسليم بصفقة قرن مفصلة على المقاس الإسرائيلي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً