إطلاق سراح مورد السلاح الروسي السابق فيكتور بوت مقابل لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني غرينر / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

أفرجت روسيا عن نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني غرينر في صفقة تبادل سجناء مع الولايات المتحدة مقابل مورد السلاح الروسي السابق فيكتور بوت، وتوجهت غرينر إلى بلدها الخميس مُنهية ما وصفه الرئيس جو بايدن بشهور من "الجحيم".

وجرى ترتيب عملية التبادل بعد محادثات امتدت لأشهر خلال فترة توتر شديد بين البلدين في أعقاب الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط.

وقال مسؤولون أمريكيون إن غرينر، التي احتُجزت قبل أسبوع من الحرب، "أُحضرت من مكان احتجازها في مستعمرة جنائية روسية في موردوفيا، وهي منطقة نائية على بعد حوالي 500 كيلومتر جنوب شرق موسكو إلى العاصمة الروسية، ثم إلى مطار أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة حيث جرى التبادل" وكان الاثنان يسيران متجاورين على مدرج المطار.

وبينما كانت غرينر على متن طائرة متجهة إلى تكساس، وصل بوت إلى موسكو حيث عانق والدته وزوجته بعد نزوله من طائرته حسب لقطات حية بثها التلفزيون.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: "إنها في أمان. إنها على متن طائرة. إنها في طريق العودة للوطن بعد شهور من احتجازها ظلماً في روسيا، واحتجازها في ظروف لا تُحتمل"، مضيفاً أنها ستصل خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.

وتابع "هذا هو اليوم الذي عملنا من أجله لفترة طويلة. لم نتوقف قط عن الضغط من أجل إطلاق سراحها".

أضاف بايدن أن الولايات المتحدة ستواصل العمل لإطلاق سراح بول ويلان، جندي مشاة البحرية السابق المحتجز أيضاً في روسيا، بعد عدم التمكن من إقناع روسيا بالإفراج عنه في إطار المفاوضات.

وأٌلقي القبض على غرينر (32 عاماً)، نجمة فريق فينكس ميركوري بالرابطة الوطنية لكرة السلة للسيدات والفائزة بالميدالية الذهبية في البطولات الأولمبية مرتين، في 17 فبراير في مطار بموسكو بعد العثور على خراطيش سجائر الكترونية تحتوي على زيت الحشيش المحظور في روسيا في حقيبتها. وحُكم عليها في الرابع من أغسطس/آب بالسجن تسع سنوات في مستعمرة جنائية بتهمة حيازة وتهريب المخدرات.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها قدمت غرينر مقابل بوت البالغ من العمر 55 عاماً، وهو مواطن روسي قضت محكمة أمريكية في عام 2012 بسجنه 25 عاماً بتهم تتعلق بمشواره في تجارة السلاح. وكان بوت على مدى تجاوز عشرين عاماً أشهر تجار السلاح في العالم إذ باع الدول المارقة والجماعات المتمردة وأمراء الحرب في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية أسلحة.

وقال بوت في تصريح نقله التلفزيون الروسي "فعلتها. هذا هو المهم"، مضيفاً أن أحداً لم يبلغه مسبقاً بما سيحدث.

وتابع بوت قائلاً: "ببساطة أيقظوني في منتصف الليل وقالوا ’اجمع أغراضك’، وهذا كل شيء".

وتعد عملية التبادل واحدة من أكثر الأمثلة البارزة والنادرة على التعاون بين واشنطن وموسكو منذ بدء الصراع في أوكرانيا. وتبادل البلدان سجناء في أبريل/نيسان حين أفرجت روسيا عن تريفور ريد الجندي السابق في مشاة البحرية الأمريكية وأفرجت الولايات المتحدة عن الطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو.

وقال البيت الأبيض إن ترتيبات الإفراج عن غرينر تمت في غضون الساعات الثماني والأربعين الماضية بعد أن اتخذ بايدن قرار مقايضة بوت في الأسابيع القليلة الماضية.

وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض إن منح الرأفة المشروطة لبوت لم يكتمل قبل اليوم الخميس، وذلك بعد أن تحقق مسؤولون أمريكيون في الإمارات العربية المتحدة من وصول غرينر إلى هناك.

"وساطة سعودية إماراتية"

وذكر بيان إماراتي سعودي مشترك نشرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أن الرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي قادا جهود الوساطة التي أدت إلى الإفراج عن غرينر.

وأشار البيان إلى أن أبو ظبي استقبلت اليوم المواطنة الأمريكية بريتني غرينر عبر طائرة خاصة قادمة من موسكو وذلك بعد إفراج السلطات الروسية عنها.

وأضاف أن ذلك جرى "بالتزامن مع استقبال المواطن الروسي فيكتور بوت عبر طائرة خاصة قادمة من واشنطن وذلك بعد إفراج السلطات الأمريكية عنه، بحضور المختصين من الإمارات والسعودية".

واستطرد البيان: "سلّم الجانبان الأمريكي والروسي مواطنَيْهما تمهيداً لنقلهما إلى بلدَيْهما".

وفيما عبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جان بيير عن امتنانها لإثارة السعودية ودول أخرى القضية، قالت إن المحادثات كانت بين روسيا والولايات المتحدة فقط. نافية مزاعم وجود أي وساطة.

وقالت بيير: "الدولتان الوحيدتان اللتان تفاوضتا بشأن هذه الصفقة هما الولايات المتحدة وروسيا (...) لم توجد وساطة".

وأضافت "نحن ممتنون للإمارات.. لتسهيلها استخدام أراضيها من أجل إجراء التبادل.. ممتنون أيضاً لدول أخرى بينها السعودية"، التي أثارت قضية الأمريكيين المعتقلين مع الحكومة الروسية.

إحراج غير وطني

انتقد بعض الجمهوريين الرئيس الديمقراطي لإجرائه عملية التبادل.

وسخر الرئيس السابق دونالد ترمب من تبادل لاعبة كرة سلة برجل مثل بوت "المسؤول عن عشرات الآلاف من الوفيات والإصابات المروعة" دون أن يشمل ذلك ويلان.

وكتب ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي يقول: "يا له من إحراج ’غبي’ وغير وطني للولايات المتحدة !!!".

وكتب الزعيم الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذه هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعرض حياة الأمريكيين للخطر".

وقال بايدن: "إن وظيفتي رئيساً للولايات المتحدة هي اتخاذ القرارات الصعبة وحماية المواطنين الأمريكيين في كل مكان في العالم".

وعبر بايدن عن أسفه لأن واشنطن لم تتمكن من إطلاق سراح ويلان.

وقال: "للأسف، ولأسباب غير مشروعة تماماً، تتعامل روسيا مع قضية بول بشكل مختلف عن قضية بريتني. وعلى الرغم من أننا لم ننجح بعد في تأمين إطلاق سراح بول فإننا لم نستسلم. ولن نستسلم أبداً".

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن "لم يكن الخيار بين أي الأمريكيَّيْن سنعيد إلى الوطن، بل كان خياراً بين إعادة أحدهما أو لا أحد".

وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية إن تهم "التجسس الملفقة" الموجهة إلى ويلان هي سبب تعامل موسكو المختلف مع قضيته.

وفي مقابلة مع "سي.إن.إن" قال ويلان: "أشعر بخيبة أمل كبيرة لعدم بذل مزيد من الجهد للإفراج عني، بخاصة وأن الذكرى السنوية الرابعة لاعتقالي ستحل قريباً. اعتُقلت بسبب جريمة لم تحدث قط".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً