الواحة كانت تضم 152 منبعاً للماء توفر 700 لتر في الثانية (Fethi Belaid/AFP)
تابعنا

يقول المزارع أحمد بقعة البالغ 63 عاماً، أمضى 40 منها في نفطة، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الواحة كانت تضم 152 منبعاً للماء توفر 700 لتر في الثانية".

لكنّ إفراطاً حصل في استخدام المياه بهدف إنشاء واحات أخرى ولريّ أشجار النخيل التي تُنتِج تموراً من صنف "دقلة النور"، أدى، بحسب أحمد، إلى "استنزاف ينابيع الماء قبل 20 عاماً في نفطة" التي تبعد 500 كيلومتر من العاصمة تونس.

ويتابع: "يمكن أن نعيش مما تنتجه الواحة، ففيها كل الحاجيات، من خضار وعلال ورمان ومشمش فضلاً عن الطماطم والجزر".

ويلاحظ أن "كل شيء ينبت هنا بفضل الشمس والماء".

المزارع أحمد: كل شيء ينبت هنا بفضل الشمس والماء (AFP)

فثمار شجرة النخيل التي يُطلق عليها تسمية "الملكة" كفيلة بتوفير السّعرات الغذائية الأساسية، ويشير أحمد إلى أن "العمّال هنا يتناولون في منتصف النهار بعضاً من التمور والحليب وهذا مغذٍ".

لكن محصول هذا العام لم يكن جيّداً بسبب قلّة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة خلال شهر آب/أغسطس الفائت، إذ ناهزت 55 درجة بفعل التغيّر المناخي وبالتالي ظهرت على حبّات التمر ندوب جفاف، وفق أحمد.

ثمار الخيل كفيلة بتوفير السعرات الغذائية الأساسية (AFP)

ويعتبر التونسي-الفرنسي باتريك علي الورغي، الذي أنشأ عام 2011 دار ضيافة ذات مواصفات مراعية للبيئة في نفطة سمّاها "دار الهي"، أن الواحة تمثّل "نظام زراعة مستدامة سابقة لعصرها وهي زراعة تعتمد على ثلاثة مستويات.

فالنخلة تقي أشجار الغلال التي تحمي بدورها الخضر (من فلفل وطماطم وغيرها) وهذا طبيعي في الواحة".

أنشأ التونسي-الفرنسي باتريك الورغي في 2011 دار ضيافة ذات مواصفات مراعية للبيئة (AFP)

"لا ينقصنا شيء"

و"دار الهي" ليس مشروع فندق فقط بل مختبر أفكار "بالملاب" يُدعى إليه فنانون ومهندسون معماريون يأتون لمنافشة كيفية المحافظة على هذا "العالم الجميل".

ويُشدد باتريك على ضرورة "جذب المستثمرين والمزارعين لإعادة الاستثمار في الواحة لأن وضعها في تدهور".

ولمواجهة نقص الموارد المائية يحاول باتريك المولع بالابتكار وشركاؤه "إدخال تقنيات جديدة مثل الريّ قطرة قطرة والطاقة الشمسية"، على ما يشرح.

كما سعى باتريك وأصدقاؤه إلى إحياء نفطة وجلب الانتباه نحوها من خلال إصدار كتاب "مطبخ الواحة" إذ "لا يوجد شيء في الواحة ولكن لا ينقصنا شيء".

باتريك: المطبخ التقليدي يُعتبر بسيطاً جداً ويعود لحلول أول الرّحل (AFP)

ويكشف باتريك أن هذا المطبخ التقليدي يُعتبر "بسيطاً جداً ويعود لحلول أول الرُحّل" عندما كانت نفطة منطقة عبور للقوافل التي كانت تأتي "من إفريقيا وتجلب معها توابل غير معروفة، فظلّت هنا تقليداً".

وتوضح رئيسة المطبخ في "دار الهي" نجاح عامر أن "ما يميّز نفطة أن إعداد التوابل يتم في المنزل. وهي تختلف جداً عن تلك التي تُشترى من السوق، من حيث تنظيف الأوراق والروائح والنكهات. تدرك جيّدا كيف تُعدّ".

تُعدّ نجاح أصنافاً من الأكل ورثتها عن أمخا وأخرى من ابتكارات الفرنسي فاغ (AFP)

وتُعدّ نجاح (40 عاما) أصنافاً من الأكل ورثتها عن أمّها وأخرى من ابتكارات الفرنسي المشهور في عالم الطبخ "فاغ" (فريديريك غراسير إيرميه) و"العديد من المكوّنات والتوابل تأتي من الواحة مثل الفول الأخضر والفاصوليات والسلق".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً