تأمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الاستفادة من الاتفاقيات التي وقعت هذا الأسبوع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، بالضغط من أجل إنهاء النزاع بين دول الخليج (Reuters)
تابعنا

قبل قرابة ثلاثة أشهر فقط، مرت الذكرى السنوية الثالثة لبداية الأزمة الخليجية، كان واضحاً حينها أن عدداً من المعطيات السياسية والاقتصادية في شبه الجزيرة قد تغيّر، فيما لا تزال جهود حل الأزمة معلّقة، وسط تعثّر محاولات الوساطة الكويتية وتعنّت دول الحصار وعلى رأسها الإمارات والسعودية.

غير أنه وفي الأسابيع القليلة الماضية، عادت آمال تحلحل هذا الملف إلى الواجهة، ووصلت حدّ حديث قطر عن إمكانية حصول "تقدّم قريب" باتجاه إنهاء الأزمة، وتأكيد أمريكي على أنه "حان الوقت لإيجاد حل للصراع الخليجي". فأي دور للولايات المتحدة في ذلك؟ وهل تستثمر واشنطن اتفاقات التطبيع للضغط على حلفائها الخليجيين لإنهاء الأزمة؟

تقارب أمريكي-قطري

تزامناً مع الحديث عن قرب نهاية الأزمة، جاء البيان المشترك للحوار الاستراتيجي الثالث بين قطر والولايات المتحدة، الأربعاء، مركزاً على أزمة الخليج، ومعرباً عن قلق البلدين من التأثيرات الأمنية والاقتصادية الضارة للأزمة الخليجية على المنطقة، وفق وكالة الأنباء القطرية.

اجتماع الحوار الاستراتيجي، الذي استمر 3 أيام واختتم أعماله الأربعاء، في العاصمة الأمريكية واشنطن، أكّد في بيانه الختامي على موقف البلدين "الثابت من ضرورة أن يكون مجلس التعاون الخليجي قوياً ومتّحداً"، وأوضح أن "قطر أعربت عن امتنانها للولايات المتحدة لدعمها للوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية المستمر من منطلق احترام سيادة واستقلال الدولة القطرية".

ولا تزال الكويت تبذل جهوداً للوساطة بين طرفي الأزمة، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق اختراق يعيد الأوضاع لما كانت عليه بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، بعد أن اختطت كل من السعودية والإمارات والبحرين لنفسها طريقاً مغايراً.

هذا التقارب الأمريكي القطري، سبقه تصريح للمتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، أشارت فيه إلى "إمكانية حصول تقدّم قريب باتجاه إنهاء دول المنطقة مقاطعتها لقطر"، حسب ما جاء في مقابلة لها، الاثنين، مع وكالة بلومبرغ الأمريكية.

وأكدت الخاطر في المقابلة ذاتها أن "جهود حلّ الأزمة التي تدعمها الكويت، لم تصل بعد إلى نقطة تحوّل"، ولفتت إلى "حركة اتصالات وموفدين ذهاباً وإياباً في الأشهر الماضية" قائلة إنه "من المبكر الحديث عن خرق حقيقي"، غير أنها استدركت بالقول إن "الأسابيع المقبلة قد تكشف عن شيء جديد"، رافضة الخوض في التفاصيل أو توضيح مصدر الاتصالات وهوية الجهات الموفدة.

وقالت الدبلوماسية القطرية إن "المفاوضات تجاوزت المطالب الـ13 التي قدّمتها دول الحصار في وقت سابق كأساس لأي حلّ"، وأضافت: "النقطة التي نحن بصددها هي الانخراط بشكل بنّاء في مفاوضات ومناقشات غير مشروطة"، ولفتت إلى أن هذه المفاوضات "لا تحتاج بالضرورة إلى إشراك كلّ الأطراف في وقت واحد"، وفق قولها.

هناك تحرك في الأزمة الخليجية وأود أن أقول إنها مسألة أسابيع… لاحظنا بعض المرونة في محادثاتنا مع الأطراف الخليجية

ديفيد شينكر - مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى

ضغط أمريكي يستثمر اتفاقات التطبيع

تأمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الاستفادة من الاتفاقيات التي وقعت هذا الأسبوع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، بالضغط من أجل إنهاء النزاع بين دول الخليج، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية مايك بومبيو، الاثنين، بالقول إن الولايات المتحدة تأمل في أن تنهي السعودية وحلفاؤها الإقليميون حصار قطر المجاورة.

وقال بومبيو إنه من المهم بشكل خاص البناء على التقارب العربي الإسرائيلي لمواجهة "السلوك الخبيث" المتزايد من إيران بشكل أفضل، مضيفاً: "للحفاظ على تركيزنا على هذا العمل وإغلاق الباب أمام التدخل الإيراني المتزايد، حان الوقت لإيجاد حل للصراع الخليجي. إدارة ترمب حريصة على حل هذا النزاع وفتح الأجواء والحدود البرية القطرية المغلقة حالياً من قبل دول الخليج الأخرى. إنني أتطلع إلى إحراز تقدم في هذه القضية".

حديث بومبيو يأتي بعد أيام من توقّع ديفيد شينكر، مساعده لشؤون الشرق الأدنى، إحراز تقدم خلال أسابيع في مجريات الأزمة الخليجية، قائلاً إن بلاده تأمل في التقريب بين أطراف الأزمة الخليجية، ومؤكداً أن الإدارة الأمريكية تعمل مع شركائها في المنطقة على حل الأزمة، حسب ما صرّح به في ندوة نظمها معهد بروكينغز للأبحاث.

وأضاف: "لا أريد أن أتطرق للتفاصيل الدبلوماسية بهذا الشأن، لكن هناك تحركاً (في الأزمة الخليجية) وأود أن أقول إنها مسألة أسابيع"، وأردف: "لم يحدث تغيير جذري (لإنهاء الأزمة)... لكننا لاحظنا بعض المرونة في محادثاتنا معهم، لذلك نحن نأمل أن نقرب بين الأطراف".

ولفت شينكر إلى أن طرفي الأزمة الخليجية "متمسكان" بموقفهما مع وجود خلافات أيديولوجية بينهما تعود لأمد طويل، لكنه في المقابل نوه إلى اعترافهما بأن ما يحدث "يصرف الانتباه عن إيران".

وأكد شينكر أن الإدارة الأمريكية منخرطة في جهود دبلوماسية على أعلى مستوى، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو، بهدف إنهاء الأزمة الخليجية، وهو ما تؤكده دعوة ترمب، العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، إلى التفاوض مع دول الخليج لحل الخلافات القائمة، حسب ما جاء بيان صادر عن مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض، جود دير حول اتصال بين الزعيمين قبل أيام.

قطر أعربت عن امتنانها للولايات المتحدة لدعمها للوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية المستمر (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً