انطلاق الجولة الثامنة من محادثات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني (AA)
تابعنا

استؤنفت في فيينا الاثنين محادثات إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي لإيران التي أكّدت تركيزها على نيل ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأمريكي والتحقق من رفع العقوبات عنها خصوصاً في مجال تصدير النفط.

وكتب آلان ماتون المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي الذي يترأس المحادثات على تويتر، أن "الجولة الثامنة من محادثات فيينا بدأت للتو" بين إيران والدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين)، في حين تشارك فيها الولايات المتحدة مشاركة غير مباشرة.

وتهدف هذه المباحثات الى إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.

وردّت الأخيرة بعد نحو عام من ذلك بالتراجع تدريجياً عن عديد من التزاماتها الرئيسية بموجب الاتفاق.

وقبل ساعات من استئناف لقاءات التفاوض في فندق "باليه كوبورغ" قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: "اليوم تبدأ جولة جديدة من المباحثات في فيينا. جدول الأعمال هو مسألة الضمانات والتحقق" من رفع العقوبات الأمريكية في حال العودة إلى الاتفاق، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" الاثنين.

وأضاف: "الأهمّ لنا هو الوصول إلى نقطة يمكننا من خلالها التحقُّق من أن النفط الإيراني سيُباع بسهولة وبلا حدود، وأن الأموال لقاء هذا النفط ستُحوَّل بالعملات الأجنبية إلى حسابات مصرفية تابعة لإيران، وأنه سيمكننا الاستفادة من كل العوائد الاقتصادية في قطاعات مختلفة".

وأفادت "إرنا" في وقت سابق الاثنين بأن الوفد الإيراني برئاسة نائب وزير الخارجية علي باقري وصل إلى فيينا، حيث سيُجري "خلال الساعات القليلة المقبلة مشاورات دبلوماسية قبل الاجتماع المشترك".

وعقدت وفود طهران وموسكو وبكين اجتماعاً مشتركاً "لمقارنة الملاحظات قبل البداية الرسمية للجولة الثامنة"، وفق ما أورده عبر تويتر السفير الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف الذي يرأس وفد بلاده في المفاوضات.

أتاح الاتفاق (واسمه الرسمي "خطة العمل الشاملة المشتركة") رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. لكن واشنطن أعادت بعد الانسحاب فرض عقوبات طالت قطاعات عدة، أبرزها النفط الذي كان يوفّر جزءاً أساسياً من إيراداتها بالعملة الصعبة.

وأجرى الأطراف المعنيون ست جولات من المباحثات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، قبل أن تُعلَّق لنحو خمسة أشهر بُعيد الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي انتهت بفوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، وتُستأنف اعتباراً من 29 نوفمبر/تشرين الثاني.

رفض "إهدار الوقت والطاقة"

وخلال الجولة السابعة بدءاً من نوفمبر/تشرين الثاني، تحدث دبلوماسيون أوروبيون عن تحقيق "تقدم على المستوى التقني"، لكنهم حذّروا من أن الوقت المتاح للاتفاق بات ضيقاً.

من جهتها أكّدَت طهران أن الأطراف الآخرين وافقوا على إضافة ملاحظات ونقاط جديدة طرحها وفدها المفاوض إلى النقاط التي نوقشت بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران.

وأوضح أمير عبد اللهيان: "توصلنا إلى وثيقة مشتركة حول المسألة النووية والعقوبات. اليوم ستبدأ المفاوضات الأولى حول هذه الوثيقة المشتركة".

من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده: "لدينا اليوم هاتان الوثيقتان عن رفع العقوبات والنشاط النووي، ووثيقة رفع العقوبات ستكون محور تركيز وفدنا من أجل مصلحة شعبنا".

وخلال مؤتمر صحافي في مقر الوزارة، نصح خطيب زاده الأطراف الآخرين "بأن يأتوا إلى فيينا عاقدين العزم على التوصل إلى اتفاق جيد"، مشدداً على رفض طهران "إهدار الوقت والطاقة".

وتابع: "نأمل أن نرى نافذة تُفتح نحو فرص في هذه الجولة".

والخميس شدّد منسّق الاتحاد الأوروبي في المباحثات إنريكي مورا على أهمية "تسريع وتيرة القضايا الرئيسية العالقة (...) من خلال العمل من كثب مع الولايات المتحدة".

كما حذّر المفاوض الأمريكي روب مالي الثلاثاء من أن الهامش الزمني يقتصر على "بضعة أسابيع"، محذّراً من "أزمة" في حال فشل الجهود الدبلوماسية.

وأبدى جو بايدن الذي خلف ترامب رئيساً للولايات المتحدة، عزمه على إعادة بلاده إلى الاتفاق، بشرط عودة إيران إلى الامتثال لالتزاماتها بموجبه. في المقابل تؤكّد طهران أولوية رفع العقوبات وضمان عدم انسحاب واشنطن من الاتفاق مجدداً.

وسبق لطهران أن أكدت استعدادها للعودة إلى الامتثال لموجبات الاتفاق النووي، في حال رُفعَت العقوبات والتزم الأطراف الآخرون تعهداتهم.

وشملت الإجراءات الإيرانية رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة، بفارق كبير عن السقف المحدد في الاتفاق النووي (3,67 بالمئة).

وأكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي لوسائل إعلام روسية السبت، أن بلاده لا تعتزم التخصيب أعلى من 60% في حال فشل مباحثات فيينا.

ورأى أوليانوف أن ذلك يمثّل "رسالة إيجابية" عشية استئناف المباحثات، وذلك في تغريدة عبر تويتر السبت.

وكانت تقارير صحافية غربية أفادت بأن إسرائيل، المعارِضة بشدة للاتفاق النووي والعدو اللدود للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أطلعت واشنطن على معلومات استخبارية تفيد بنيّة إيران رفع التخصيب إلى 90 بالمئة، وهي النسبة التي يمكّن بلوغها من استخدام اليورانيوم المخصَّب لأغراض عسكرية.

وجدّد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الاثنين تأكيده أن بلاده "لن تسمح لإيران بأن تصبح دولة عند العتبة النووية".

وأضاف أمام جلسة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست: "بالتأكيد نفضّل التحرك من خلال التعاون الدولي، لكن إذا لزم الأمر فسندافع عن أنفسنا بأنفسنا".

وتتهم إسرائيل إيران بتطوير برنامج نووي عسكري، وهو ما تنفيه طهران بشدة. وسبق للجمهورية الإسلامية أن اتهمت الدولة العبرية، بالضلوع في عمليات تخريب طالت منشآت نووية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً