طلبت الحركة إطلاق سراح السجناء في إطار إبداء حسن النية، لتمهيد الطريق أمام فتح محادثات مباشرة بين الحكومة والحركة (Reuters)
تابعنا

قال قادة في حركة طالبان إن الحركة أرسلت عربات لنقل مقاتلين، من المقرر أن تطلق الحكومة الأفغانية سراحهم في تبادل للسجناء، من المتوقع الإعلان عنه الثلاثاء، فيما تستعد الحركة لتنفيذ الشق الخاص بها في الاتفاق والإفراج عن 1000 من جنود الحكومة المحتجزين لديها، حسب وكالة رويترز.

ويعدّ الإفراج المرتقب جزءاً من اتفاق وقعته الولايات المتحدة وطالبان الشهر الماضي، يفتح الباب أمام انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 عاماً.

وطلبت الحركة إطلاق سراح السجناء في إطار إبداء حسن النية، لتمهيد الطريق أمام فتح محادثات مباشرة بين الحكومة والحركة، بعد محادثات منفصلة بين الولايات المتحدة والجانبين كل على حدة.

وقال قائد بارز لطالبان في العاصمة القطرية الدوحة، حيث المقر السياسي للحركة، إن العربات أُرسلت إلى منطقة قريبة من سجن باغرام لإعادة المقاتلين المفرج عنهم، لكن مصدراً حكومياً قال إن أي إفراج لن يحدث في الغالب خلال الأيام القادمة، بل ربما بعد أسابيع.

التبادل قد يستغرق "أسابيع أو شهوراً"

أصبحت هذه المسألة إحدى أبرز النقاط الشائكة في سبيل تحقيق أي تقدم نحو السلام، وزاد تعقيدها تباين صياغة الوثائق بين الولايات المتحدة وطالبان من جانب، والولايات المتحدة والحكومة الأفغانية من جانب آخر.

وفي إشارة إلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، قال القائد البارز في طالبان: "بعد حديثنا مع زلماي خليل زاد يوم الاثنين، الذي أخبرنا فيه بالإفراج عن 5000 من أسرانا، أرسلنا عربات لنقلهم".

وحضر خليل زاد مراسم أداء أشرف غني اليمين الدستورية أمس الاثنين، وكان غني رفض طلب حركة طالبان الإفراج عن مقاتليها.

ولم يتضح إذا كان الإفراج يقتصر على سجناء "باغرام" الواقع قرب قاعدة عسكرية أمريكية، أم سيشمل نزلاء سجون أخرى، ومن غير المعروف أيضاً عدد السجناء الذين سيطلق سراحهم على الفور، لكن ثلاثة مصادر أخرى قالت لرويترز الاثنين، إنه قد يتراوح بين 1000 و1800 سجين.

وقال مسؤول حكومي كبير طلب عدم ذكر اسمه: "وافقنا من حيث المبدأ على إطلاق سراح السجناء من أجل إظهار التزامنا إحلال السلام في أفغانستان، لكن تحت أي ظروف ستفرج عنهم الحكومة وعددهم، هذا ما سيحدده المرسوم الذي يصدر في وقت لاحق اليوم"، حسب وكالة رويترز.

لكنه أضاف أن عملية الإفراج لن تتم الثلاثاء أو الأربعاء بل قد تكون خلال "أسابيع أو شهور".

من جهتها، رفضت السفارة الأمريكية التعليق، وأحال متحدث باسم بعثة حلف شمال الأطلسي الأسئلة الموجهة إليه إلى الحكومة الأفغانية.

وقال عبد الشكور قدوسي، حاكم منطقة باغرام، إن لدى مكتبه تقارير عن وصول غير مألوف لعدد من حافلات النقل إلى المنطقة، لكن لم يتسنَّ التأكد من غرض وصولها أو صلته بإطلاق سراح السجناء.

كما أكد القائد بطالبان في الدوحة أن الحركة أنهت ترتيبات إطلاق سراح 1000 سجين تحتجزهم، مضيفاً أنهم نقلوا جميع السجناء إلى مناطق آمنة في أفغانستان.

وقال: "نعتزم تسليم الهلال الأحمر 1000 سجين من القوات الحكومية، ويمكنهم بعدها نقلهم إلى بلداتهم وقراهم أو إعطاؤهم مالاً للعودة إلى ديارهم".

بداية الانسحاب الأمريكي

في سياق متصل، بدأ الجيش الأمريكي الانسحاب من قاعدتين في أفغانستان، في إطار تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، إن القاعدتين تقعان في ولاية هرات، وفي لـ"شكر كاه" عاصمة ولاية هلمند، التي تسيطر عليها طالبان بشكل واسع، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وبموجب الاتفاق المبرم، ينبغي أن يخفض عدد الجنود الأمريكيين في البلاد من 12 ألفاً أو 13 ألفاً إلى 8600 بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل، وسيجب إخلاء خمس قواعد من أصل عشرين في البلاد.

لكن الكولونيل سوني ليغيت، الناطق باسم القوات الأمريكية في أفغانستان، أعلن الاثنين أن هذه القوات ستحتفظ "بكل الإمكانات لتحقيق أهدافها".

وأعلن عمر زواك، الناطق باسم حاكم ولاية هلمند، أن "20-30" جندياً أجنبياً فقط غادروا لشكر كاه منذ نهاية الأسبوع.

وتعهدت الولايات المتحدة بسحب كامل القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهراً، إذا احترمت حركة طالبان تعهداتها الأمنية.

وبموجب الاتفاق نفسه، ينبغي لطالبان المشاركة في محادثات حول مستقبل البلاد، مع وفد يضم ممثلين عن الحكومة الأفغانية التي لا تعترف بها حركة طالبان.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً