طالبان تسيطر على 21 ولاية من أصل 34 وتقف على تخوم العاصمة كابل (AFP)
تابعنا

أعلن مسؤول محلي، السبت، سيطرة حركة طالبان على مدينة "مزار شريف" عاصمة إقليم "بلخ" شمالي أفغانستان.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن عباس إبراهيم زاده، النائب البرلماني عن إقليم بلخ، قوله، إن "الجيش الوطني استسلم أولاً، ما دفع المليشيات الموالية للحكومة والقوات الأخرى إلى فقدان الروح المعنوية، والاستسلام في مواجهة هجوم طالبان".

وأضاف إبراهيم زاده أنّ "عبد الرشيد دوستم وعطا محمد نور، من أمراء الحرب السابقين الذين يقودون آلاف المقاتلين، فرّوا من المدينة، ولم يُعرف مكان وجودهم".

وذكرت "أسوشيتد برس" أن "سقوط مزار شريف، رابع أكبر مدينة في البلاد، والتي تعهدت القوات الأفغانية واثنان من أمراء الحرب السابقين الأقوياء بالدفاع عنها، منح المسلحين إمكانية السيطرة على شمال أفغانستان، وحصر الحكومة في الوسط والشرق".

ومن بين عواصم الولايات التي سقطت في قبضة "طالبان"، قندهار التي تُعدّ ثاني أكبر المدن الأفغانية، وهرات، ثالت أكبر مدينة بالبلاد، إضافة إلى غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى العاصمة كابل، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومتراً.

والسبت، أعلنت حركة طالبان، سيطرتها على 3 ولايات متاخمة لباكستان شرقي البلاد، ليرتفع عدد الولايات الخاضعة لسيطرة الحركة إلى 21 من أصل 34 ولاية.

وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في سلسلة تغريدات على تويتر، إنّ مقاتلي طالبان سيطروا على عواصم ولايات باكتيكا وبكتيا وكونار (شرق).

وتزامناً مع تقدّم طالبان السريع ووصولها إلى تخوم العاصمة كابل، يتعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى سيلٍ من الانتقادات، فيما تخطط واشنطن لإرسال 3 آلاف جندي أمريكي لإجلاء دبلوماسييها.

فقد قال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي، إنّ إدارة بايدن "سلّمت كما كان متوقعاً دولة بأكملها للإرهابيين".

ومع أنه اعترف، ببعض التحفّظ، بأن الرئيس السابق دونالد ترمب هو من أطلق الانسحاب بعد عشرين عاماً من الحرب، إلا أنّه اتهم الرئيس الديمقراطي بتسريع الأزمة عبر "إفشال" هذه العملية.

وجاءت انتقادات مكارثي غداة هجوم شنه نظيره في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي تحدث عن "كارثة متوقعة"، ودعا بايدن إلى دعم الجيش الأفغاني ضد طالبان بمساندة جوية أولاً.

أما الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترمب، فقد استنكر في بيان "الفوضى المأساوية".

وفي مؤشر إلى حجم الأزمة، لا تأتي الانتقادات القاسية فقط من الجانب الجمهوري، إذ صدر بعضها عن وسائل إعلام تحرص عادة على مراعاة جو بايدن وتدعم سياساته.

وفي وقت سابق السبت، صرح الرئيس الأفغاني أشرف غني في خطاب إلى الأمة بأن "مشاورات" داخل الحكومة ومع الشركاء الدوليين، بدأت لإيجاد حل سياسي سريع يضمن "السلام والاستقرار" في أفغانستان، داعياً في الوقت نفسه لإعادة تعبئة القوات المسلحة.

وقال غني: "بدأت المشاورات" وهي "تتقدم بسرعة" داخل الحكومة مع المسؤولين السياسيين والشركاء الدوليين لإيجاد "حل سياسي يضمن توفير السلام والاستقرار للشعب الأفغاني"، لافتاً إلى أن "إعادة تعبئة قواتنا الأمنية والدفاعية هي أولويتنا الأولى".

وصول قوات أمريكية إلى كابل

قال مسؤول أمريكي السبت إن جنوداً أمريكيين وصلوا إلى كابول للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأمريكية ومدنيين آخرين من العاصمة الأفغانية بعد يوم من سيطرة مقاتلي حركة طالبان على ثاني كبرى مدن البلاد وثالثها.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن كتيبتين من مشاة البحرية (المارينز) وثالثة من سلاح المشاة قوامها نحو ثلاثة آلاف عسكري ستصل إلى كابول بحلول مساء الأحد.

وقال المسؤول لرويترز طالباً عدم نشر اسمه "لقد بدأوا في الوصول، سيصلون تباعاً حتى الغد".

وأضاف البنتاجون أن فريق مشاة مقاتل سينتقل أيضاً من فورت براج بولاية نورث كارولاينا إلى الكويت لتصبح قوة استجابة سريعة للأمن في كابول إذا لزم الأمر.

وترسل بريطانيا وبلدان أوروبية أخرى عسكريين إلى أفغانستان في ظل انهيار مقاومة القوات الحكومية الأفغانية ومخاوف من هجوم طالبان على كابول خلال أيام.

وأكد مسؤول بالحكومة الأفغانية سيطرة طالبان على قندهار المركز الاقتصادي الواقع في جنوب البلاد في الوقت الذي تكمل فيه القوات الدولية انسحابها بعد حرب استمرت 20 عاماً.

طالبان تُحكم سيطرتها على المناطق المحيطة بكابول

تحكم حركة طالبان السبت سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة الأفغانية كابول حيث يشعر سكانها ومن لجأوا إليها مع تقدم المتمردين بالخوف، بينما تستعد الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لإجلاء رعاياها ودبلوماسييها.

وخلال أسبوع ونيف سيطرت طالبان بالكامل تقريباً على شمال أفغانستان وغربها وجنوبها ووصلت إلى أبواب كابول. وقد أصبحت على بعد خمسين كيلومتراً فقط عن العاصمة ولا تبدي أي مؤشر على رغبة في إبطاء تقدمها.

وتدور معارك عنيفة السبت حول مزار شريف عاصمة ولاية بلخ حيث شن الجيش الأفغاني غارات جوية جديدة. هذا المفترق التجاري هو المدينة الرئيسية الوحيدة في شمال البلاد التي لم تسيطر عليها حركة طالبان بعد.

وإلى جانب كابول ومزار شريف تبقى جلال أباد (شرق) وغارديز وخوست (جنوب شرق) المدن الرئيسية الوحيدة المتبقية تحت سيطرة الحكومة. لكن بما أنها تقع في منطقة يهيمن عليها البشتون، الاثنية التي تنتمي إليها طالبان، لا يتوقع أن تقاوم لفترة طويلة.

ويشعر سكان كابول وعشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا إليها بعد مغادرة منازلهم في الأسابيع الأخيرة بالخوف.

طالبان تشن هجوماً واسعاً على مزار شريف

شنت حركة طالبان هجوما متعدد الجبهات السبت على مدينة مزار شريف شمالي أفغانستان.

وقال المتحدث باسم ولاية بلخ (شمال) منير أحمد فرهاد إن "طالبان هاجمت المدينة من عدة اتجاهات مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة على مشارفها"، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتيد برس".

وأوضح أنه لم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات جراء الاشتباكات.

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد توجه إلى مزار شريف الأربعاء لحشد القوات الأمنية في المدينة، كما اجتمع مع عدد من قادة المليشيات المتحالفة مع الحكومة، حسب المصدر ذاته.

طالبان تسيطر على ولاية لوغار جنوبي العاصمة

من جانب آخر أعلن مسؤولون أفغان السبت أن طالبان سيطرت على ولاية لوغار المحاذية للعاصمة كابل من جهة الجنوب.

وقال النائب في البرلمان من لوغار، هوما أحمدي، إن "طالبان سيطرت على الولاية بأكملها، بما في ذلك عاصمتها، ووصلت إلى منطقة في كابل المجاورة السبت"، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.

وأضاف أحمدي أن سيطرة طالبان على لوغار "تضع المتمردين على بعد أقل من 80 كيلومتراً جنوب العاصمة".

وقبل أقل من 3 أسابيع على سحب الولايات المتحدة آخر قواتها تمكنت طالبان من السيطرة على جزء كبير من شمالي أفغانستان وغربيها وجنوبيها.

وخلال أيام تمكنت حركة طالبان من السيطرة على عواصم 18 ولاية أفغانية من أصل 34.

ومن بين عواصم الولايات التي سقطت في قبضة طالبان مدينة قندهار التي تعد ثاني أكبر المدن الأفغانية، ومدينة هرات ثالت أكبر مدينة في البلاد، إضافة إلى مدينة غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى العاصمة كابل، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومتراً.

ومنذ مايو/أيار الماضي تصاعد العنف في أفغانستان مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً