تنظيم داعش الإرهابي يشن هجمات شرسة استهدفت الشيعة في أفغانستان منذ ظهوره في شرق البلاد عام 2014 (AFP)
تابعنا

استبعدت حركة طالبان الأفغانية، السبت، إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة لاحتواء الجماعات المتطرفة في أفغانستان، وذلك قُبيل انطلاق أول محادثات مباشرة بين الخصمين السابقين منذ انسحاب أمريكا من البلاد في أغسطس/آب.

ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون كبار من طالبان وممثلون عن الولايات المتحدة يومي السبت والأحد في العاصمة القطرية الدوحة. وقال مسؤولون من الجانبين إن القضايا التي ستُناقش ستشمل كبح جماح الجماعات المسلحة المتطرفة، وإجلاء المواطنين الأجانب والأفغان من البلاد. وأظهرت طالبان مرونة بشأن عمليات الإجلاء.

لكنّ المتحدث السياسي باسم طالبان، سهيل شاهين، قال للأسوشيتد برس إنه لن يكون هناك تعاون مع واشنطن في ملاحقة فرع تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان، الذي أعلن مسؤوليته عن عدد من الهجمات، بينها تفجير انتحاري الجمعة، استهدف مسجداً شيعياً في مدينة قندوز شمال شرقي أفغانستان.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت طالبان ستتعاون مع الولايات المتحدة لاحتواء فرع تنظيم داعش، قال شاهين "نحن قادرون على التصدي لداعش بمفردنا".

وشنّ داعش الإرهابي هجمات شرسة استهدفت الشيعة في البلاد منذ ظهوره في شرق أفغانستان عام 2014.

وتُعدّ اجتماعات نهاية الأسبوع في الدوحة الأولى منذ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان أواخر أغسطس/آب، مُنهية وجوداً عسكرياً استمر 20 عاماً، وعودة طالبان إلى السلطة في البلاد.

وقال شاهين، إن المحادثات ستنظر أيضاً في اتفاق السّلام الذي وقّعته "طالبان" مع واشنطن عام 2020، والذي مهّد الطريق أمام الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بشكل نهائي.

وأضاف: "نعم هناك اجتماع حول العلاقات الثنائية وتنفيذ اتفاق الدوحة، وسيغطّي مواضيع مختلفة".

فيما أكدت واشنطن أن هذه الاجتماعات ليست مقدمة للاعتراف بحكم طالبان.

وتأتي هذه المحادثات في أعقاب يومين من "مناقشات صعبة" بين مسؤولين باكستانيين ونائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان في إسلام آباد التي ركزت أيضاً على أفغانستان.

وحثّ المسؤولون الباكستانيون الولايات المتحدة على التواصل مع حكّام أفغانستان الجدد والإفراج عن مليارات الدولارات من أموال أفغانستان المحتجزة لتجنّب انهيار اقتصادي هناك.

كما وجّهت باكستان رسالة إلى طالبان تحثّها فيها على أن تصبح أكثر شمولاً، وأن تُولي اهتماماً أكبر بحقوق الإنسان والأقليات العرقية والدينية.

وهاجم رجال الدين الشيعة في أفغانستان حكّام طالبان في أعقاب هجوم الجمعة، وطالبوا بحماية أكبر لأماكن عبادتهم. وأعلن داعش مسؤوليته عن الهجوم ووصف منفذ التفجير بأنه مسلم من الأويغور. وجاء في إعلان المسؤولية أن الهجوم استهدف كلا من الشيعة وطالبان لاستعدادهم لطرد الأويغور تلبية لمطالب الصين.

ويُعدّ هذا الهجوم الأكثر دموية منذ رحيل القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي أفغانستان في 30 أغسطس/آب.

وقال مايكل كوغلمان، نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون ومقره الولايات المتحدة، إن هجوم الجمعة قد يكون نذيراً بمزيد من العنف.

في هذه الأثناء، بدأت حركة طالبان في نقل الأفغان الذين فرّوا من اكتساح مقاتليها الخاطف للبلاد في أغسطس/آب وكانوا يعيشون في خيام في حديقة بكابل، إلى منازلهم في شمال البلاد على متن حافلات، حيث تتصاعد تهديدات داعش بعد هجوم قندوز.

وقال محمد أرسا خاروتي، المسؤول في طالبان عن اللاجئين، إن ما يصل إلى 1.3 مليون أفغاني شُردوا جراء الحروب السابقة، وإنّ طالبان تفتقر إلى الأموال اللازمة لتنظيم عودة الجميع إلى ديارهم.

كما ذكر أنّ طالبان نظّمت عودة 1005 أُسر نازحة إلى ديارها حتى الآن.

وقال مسؤول أمريكي إن المسؤولين الأمريكيين سيسعون خلال محادثات الدوحة أيضاً إلى إلزام طالبان بتعهدها بالسماح للأمريكيين وغيرهم من الأجانب بمغادرة أفغانستان، إلى جانب الأفغان الذين عملوا مع الجيش أو الحكومة الأمريكيين، وأفغان آخرين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً