ترمب حاول تقديم الدعم لنتنياهو أكثر من مرة خلال الانتخابات (AFP)
تابعنا

عاد الحديث عن خطة السلام الأمريكية أو ما يُعرف إعلامياً بـ"صفقة القرن" يتصدر الأوساط الإسرائيلية والفلسطينية، ويأتي ذلك تزامناً مع مخاوف في إسرائيل من التعجيل بطرح الرئيس الأمريكي للصفقة دعماً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع اقتراب موعد الانتخابات العامة.

عملياً، بحثت الإدارة الأمريكية مع إسرائيل إمكانية الإعلان رسمياً عن "صفقة القرن" قبل انتخابات الكنيست التي ستجرى في الثاني من مارس/آذار المقبل، الأمر الذي يزيد المخاوف بشأن التدخل بالانتخابات، حسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية التي قالت إن "نتنياهو يضغط من أجل تقديم الولايات المتحدة خطة السلام قبل الانتخابات، بينما يعارض زعيم تحالف أزرق-أبيض بيني غانتس هذه الخطوة".

وتشير الصحيفة إلى أن "تأخر إطلاق صفقة القرن مراراً وتكراراً جاء بسبب الأزمة السياسية في إسرائيل، حيث ستجري انتخابات ثالثة في غضون عام واحد، وهو أمر غير مسبوق".

وتأخر نشر الجزء الثاني من صفقة القرن المتعلق بالشق السياسي، فيما قُدمَ الجزء الأول الصيف الماضي خلال ورشة المنامة من قبل صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير.

ومن المتوقع أن يتخذ ترمب قراراً نهائياً في الأيام المقبلة حيث تجري محادثات مع فريق السلام التابع له في واشنطن والقادة الإقليميين في العالم العربي في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، المقرر أن يبدأ الاثنين، حسب الصحيفة.

وصرح مسؤولون للقناة الإسرائيلية 13 أنه سيتم النظر في الأمر بعد الاجتماع المتوقع بين كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر ونتنياهو ورئيس تحالف أزرق-أبيض بيني غانتس، في وقت لاحق من هذا الأسبوع في القدس.

وأضافت "يضغط نتنياهو على الإدارة الأمريكية لتقديم خطة السلام قبل التصويت، بينما يعارض غانتس هذه الخطوة".

وزار مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط آبي بيركوفيتش إسرائيل قبل أيام، واجتمع بنتنياهو وغانتس والسفير الأمريكي دافيد فريدمان، وبحث معهم إمكانية الإعلان عن تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام وتسوية الصراع العربي الإسرائيلي قبل انتخابات الكنيست.

وألمح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين إلى أن صفقة القرن سيتم تقديمها قبل الانتخابات في إسرائيل، وشدد على أن موعد عرضها غير مرتبط بحل الأزمة السياسية في إسرائيل.

تدخل بالشؤون الإسرائيلية

من جانبها، تقول صحيفة معاريف الإسرائيلية إن "ترمب يسعى إلى محو جميع الآثار التي تركتها السياسة الخارجية للرئيس الذي سبقه باراك أوباما، ولعل صفقة القرن أهم ما يمكن إنجازه، لأن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من شأنه أن يحقق له إنجازاً على أصعدة مختلفة"، مشيرة إلى أن الطريق إلى تحقيق ذلك لن يكون سهلاً".

وتعقيباً على الموضوع، قال زعيم تحالف أزرق-أبيض بيني غانتس "أعتقد أن الإدارة الأمريكية ستكون أكثر وعياً وأكثر حذراً ولن تنشر تفاصيل صفقة القرن خلال الانتخابات الإسرائيلية، وإذا تم ذلك فسيكون عبارة عن تدخل فج وواضح بالانتخابات، ولعله أيضاً يعد ضرباً من ضروب التدخل ومحاولة التشويش على مجريات الانتخابات".

ورأى الوزير الإسرائيلي السابق وأحد كبار المسؤولين في ملف المفاوضات مع الفلسطينيين يوسي بيلن أن "نشر تفاصيل صفقة القرن في هذه الأثناء يعد بلا شك تدخلاً في الشؤون الداخلية الإسرائيلية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة"، مشيراً إلى إمكانية أن يكون الأمر مخططاً له مسبقاً بين نتنياهو وترمب.

ترمب نقل السفارة الأمريكية للقدس، واعترف بضم الجولان لإسرائيل، وسمح لنتنياهو بضم الأغوار، والآن يريد نشر تفاصيل صفقة القرن، هذه محاولة للقول إن كل شيء يمر من خلال نتنياهو وهو الرجل القوي القادر على الحصول على الكثير من الإدارة الأمريكية

الوزير الإسرائيلي السابق - يوسي بيلن

ما بعد طرح ترمب

ولا يتوقع بيلن أن تنشر الإدارة الأمريكية أي تفاصيل حول صفقة القرن، "هذا إذا افترضنا وجود ما يسمى أصلاً بصفقة القرن"، وفق قوله.

واستدرك قائلاً "إذا قرر ترمب أن يفاجئ العالم وينشر شيئاً ما حقاً، قد تكون تلك محاولة لإنقاذ نتنياهو بجرعة دواء سحري، لكن ليس من المؤكد أن يؤدي هذا الدواء لإنقاذه من خلال تحقيق أغلبية في الكنيست، لم يستطع تحقيقها في الانتخابات الماضية أو تلك التي كانت قبلها".

وأضاف "ترمب نَقَل السفارة الأمريكية للقدس، واعترف بضم الجولان لإسرائيل، وسمح لنتنياهو بضم الأغوار، والآن يريد نشر تفاصيل صفقة القرن، هذه محاولة للقول إن كل شيء يمر من خلال نتنياهو، وهو الرجل القوي القادر على الحصول على الكثير من الإدارة الأمريكية".

وتحدث بيلن عن السيناريو المتوقع بالقول "يسعى ترمب إلى طرح صفقة قرن لا تحتوي على دولة فلسطينية، ولا تشمل تقسيم القدس، ولا إخلاء مستوطنات، ولا إعادة أي لاجئ فلسطيني أو رسم للحدود".

وتابع "سيرفض الرئيس الفلسطيني عباس هذه الخطة، ليخرج نتنياهو ويقول إنها تمهد الأرض لمفاوضات سلام ناجحة مع الفلسطينيين، ثم يشكره ترمب على موقفه ويسمح له بضم ما يشاء وتحقيق ما يشاء، كي يكسب رضا الإسرائيليين الذين سيصوتون له بالانتخابات القادمة، ليحصل على فترة حكم إضافية عن أربع سنوات رغم اتهامه بالفساد".

TRT عربي
الأكثر تداولاً