طالب مغربي يجلس على الرصيف عند معبر الشيهيني انتظاراً لدخول بولندا  (Thomas Peter/Reuters)
تابعنا

نجح عديد من الطلاب المغاربة البالغ عددهم 9 آلاف، في تجاوز الحدود الأوكرانية والرجوع إلى المغرب بشق الأنفس، فيما تقطعت السبل بالكثير ممن تبقى في المدن الأوكرانية.

محمد سعد طليكي، طالب مغربي، وممثل للجالية المغربية في مجلس القوميات الأوكراني (حكومي مقره مدينة أوديسا)، كان أحد من نجحوا في العودة إلى المغرب مع بداية الحرب، وصف عملية خروج الطلاب المغاربة من أوكرانيا بـ"المرعبة".

وفي حديث للأناضول، قال إن عدداً من المغاربة حالفهم الحظ بالعودة على الرغم من صعوبة طريق الخروج من أوكرانيا. غير أن كثيراً من الطلاب والرعايا المغاربة ما زالوا عالقين تحت الخطر وفي ظروف صعبة جداً".

وكانت روسيا أطلقت فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، خلفت موجة لجوء كبيرة، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.​​​​​​​

خروج صعب

بشق الأنفس، وعلى وقع القصف الذي بدأته القوات الروسية على المدن الأوكرانية، تمكن، حسب طليكي، آلاف الطلاب المغاربة الذين حالفهم الحظ من الخروج من أوكرانيا مع بدء الأيام الأولى للحرب.

ويقول طليكي إن عملية الإجلاء بدأت بعد دعوة سفارة المغرب في كييف الطلاب والرعايا المغاربة إلى مغادرة أوكرانيا عقب تقارير تفيد باقتراب اندلاع الحرب.

وأكد المتحدث، أن حالة من الخوف والهلع سادت بين الطلبة المغاربة وسط تواتر العديد من الأخبار والتقارير الأمنية التي أكدت اجتياحاً روسياً وشيكاً.

وعلى الرغم من جدية الوضع فإن العديد من عوامل منعت العديد من الطلاب من الاستجابة لنداء السلطات المغربية والعودة والتي من أهمها بحسب طليكي "التهديدات التي أطلقتها بعض الجامعات بطرد أي طالب يرغب في مغادرة أوكرانيا".

وأكد أن الطلاب المغاربة عاشوا وسط هذه الأجواء حالة نفسية وتخوف شديد، تضاعفت حدته عقب غلق المجال الجوي الأوكراني وبدء القصف الروسي.

وقال طليكي إن عديداً من الطلاب المغاربة تعرضوا للعنف والضرب والممارسات العنصرية أثناء مغادرتهم أوكرانيا عبر الحدود الهنغارية.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أعلن قبل أيام أن عدد المواطنين الذين تمكنوا من مغادرة أوكرانيا عبر المعابر الحدودية منذ اندلاع الحرب، بلغ 5 آلاف.

آلاف العالقين

طليكي أكد أنه على الرغم من نجاح الكثير من الطلاب بالوصول إلى الحدود الأوكرانية ومغادرة البلاد، فإن آلافاً ما زالوا عالقين في عدد من المدن الأوكرانية.

وأضاف: "عديد من الحالات عالقة في وضعية صعبة جداً أهمها أولئك الطلاب المغاربة في مدينة سومي (شرق)، والذين يبلغ عددهم 40 طالباً لم يستطيعوا الخروج من المدينة بسبب الحصار المضروب عليها، إضافة إلى احتمالية تعرضهم للقصف في حال حاولوا المغادرة".

وتابع: "أيضاً على سبيل المثال سبع طالبات مغربيات، توجهن يوم 24 من الشهر الماضي من مدينة دنيبرو (شرق) حتى مدينة لفيف (غرب) تجاه الحدود البولندية في رحلة استمرت أكثر من 13 ساعة، وعندما وصلوا منعهم حرس الحدود الأوكراني مغادرة البلاد".

وأكد على أن عديداً من الحالات المشابهة لم يتمكن أصحابها حتى اللحظة من الوصول إلى الحدود الأوكرانية من أجل الرجوع للمغرب.

مصير غامض

وعن المسار الدراسي للطلاب الذين تمكنوا من العودة إلى المغرب، قال طليكي إن المصير الدراسي لهؤلاء ما زال غامضاً ومجهولاً.

وأضاف: "على الرغم من إعلان السلطات في المغرب عزمها تمكين العائدين من استكمال مساراتهم الدراسية في البلاد، فإن الطلاب لا يزالون يعيشون أوضاعاً صعبة أمام عدم وضوح مآلهم الدراسي".

وعن تخوفات الطلاب المغاربة، قال طليكي إن عديداً من المشكلات تعيق إدماج الطلاب العائدين في الجامعات المغربية، من أهمها مشكلة لغة التدريس، واختلاف النظام التعليمي بين المغرب وأوكرانيا.

ودعا المتحدث إلى ضرورة إيجاد حلول فعالة لتجاوز هذه الإشكالات على وجه السرعة من أجل تمكين الطلاب العائدين من استكمال مسارهم العلمي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً