معاذ عمارنة يقول إن الاحتلال يسعى لطمس الحقيقة من خلال استهدافه للصحافيين (AA)
تابعنا

عامٌ مر على استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمصور الصحفي الفلسطيني معاذ عمارنة، ففي اللحظة التي أطلق فيها جنود الاحتلال رصاصة أصابت عينه وأفقدته إياها خلال تغطيته لمسيرة شمال الخليل، تغيرت حياته وانقلبت رأساً على عقب.

ويبدي معاذ تخوفه من الرصاصة التي ما زالت مستقرة في رأسه وتمنعه من النوم ليلاً ونهاراً، ويشير في حديث لـTRT عربي، إلى أن الاحتلال يسعى لطمس الحقيقة من خلال استهدافه للصحافيين.

وبعد مرور عام على إصابته، لم يجد معاذ أي اهتمام عملي بقضيته، على الرغم من الصدى العالمي الذي لقيته بعد الحملة التي أطلقها نشطاء وإعلاميون معه، إذ غرد مشاهير العالم تحت هاشتاغ "عين معاذ" و "عين الحقيقة لن تنطفئ".

إهمال ووعود لا تتحقق

لكن، وككل القضايا التي تأخذ صدى في بدايتها، لم ينل عمارنة من هذا الصدى شيء، فبسبب فقدانه لعينه أصبح من الصعب عليه ممارسة عمله بشكل طبيعي، والتصوير الميداني، ونصحه الأطباء بالعمل من داخل المكتب بعيداً عن التعب.

ورغم موهبته في التصوير وإبداعه الصحفي، ما زال عمارنة بلا عمل، رغم الوعود التي قطعها المسؤولون الفلسطينيون له، ونقابة الصحافيين الفلسطينيين، بتأمين عمل له، لكن جرى إهماله دون عمل ودون متابعة علاجه.

وقال معاذ إن "التضامن الفلسطيني والعربي والعالمي معه، جعله أكثر قوة، لكنه لم يكن كافياً وحده".

وأضاف لـTRT عربي: "منذ عام وأنا أنتظر الإيفاء بالوعود التي حصلت عليها، خاصة من نقابة الصحفيين بالحصول على وظيفة تؤمن لي مستقبلاً كريماً مع أطفالي وعائلتي".

وتابع: "ما زال الاتحاد الدولي للصحفيين يعمل على رفع قضية ضد جنود الاحتلال"، منوهاً إلى عدم وجود أمل كبير لديه في محاكمة الجنود الذين أصابوه "لأن إسرائيل ليست عضواً في محكمة الجنايات الدولية، وهي محمية من الولايات المتحدة".

ويرى معاذ أن "الملاحقة الدولية والقانونية مهمة لحماية الفلسطينيين، وأنه يجب على كل إنسان أن لا يتوقف عن المطالبة بحقه".

في ذكرى إصابته.. حملة لمساندته

وفي الذكرى السنوية لإصابته، أطلق إعلاميون ونشطاء حملة لمساندة معاذ، وغردوا تحت هاشتاغ "عين معاذ"، واستعرضوا حياة عمارنة والوضع الذي وصل إليه بسبب رصاصة جندي إسرائيلي، فيما تناقل البعض فيديو عن إصابته وكيف يمارس حياته.

وطالب الصحفيون والنشطاء بالالتزام بكل الوعود التي تلقاها عمارنة بعد إصابته.

ملاحقة الصحافيين مستمرة

ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصحفيين الفلسطينيين إذ شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي ارتفاعاً في اجمالي عدد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في فلسطين حيث بلغت 38 اعتداء، مقارنة بما مجموعه 31 اعتداء سجلت خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حسب ما رصده "مركز مدى للحريات الإعلامية".

وجاءت هذه الانتهاكات مركبة وشملت جميع الصحافيين حيث سجل في أكثر من حادث عمليات استهداف مباشرة للصحافيين، ومنعهم من التغطية وتهديد بعضهم لإجبارهم على مغادرة أماكن الأحداث كما حدث على وجه الخصوص في قرية برقة بمحافظة رام الله أثناء تغطية فعالية لقطف حقول الزيتون.

ولم يطرأ أي تغير ملحوظ على طبيعة الاعتداءات الإسرائيلية من حيث النوع، حيث جاءت معظمها ضمن الاعتداءات الخطيرة على حياة الصحفيين وحرية الصحافة، ومن أبرزها اعتقال عدد من الصحافيين، وإصابة 21 صحافياً خلال تغطيتهم أحداثاً ميدانية، خمسة منهم أصيبوا برصاص الجيش المطاطي، فيما أصيب الآخرون بحالات اختناق وتعرض بعضهم للضرب.

ويستمر الاحتلال الإسرائيلي باعتقال عدة صحافيين، أبرزهم عبد الرحمن ظاهر وطارق أبو زيد ومجاهد السعدي ومجاهد مرداوي، والصحافية بشرى الطويل، وغيرهم من الصحافيين الذي يواجهون أحكاماً مختلفة بالسجن.

وأفاد تقرير صادر عن لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، بأن الاحتلال الإسرائيلي استغل جائحة كورونا لإيقاع الضرر بالطواقم الصحفية والأفراد من خلال الاستهداف الذي وصل حد إطلاق النار مباشرة على أجساد الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث.

وبيّن التقرير أن لجنة الحريات رصدت 70 انتهاكاً إسرائيلياً، حيث سُجل في شهر يوليو/تموز 27 انتهاكاً، وفي شهر أغسطس/آب 20 انتهاكاً، فيما سُجل في شهر سبتمبر/أيلول 23 انتهاكاً.

وبيّن التقرير، أنه جرى توثيق 30 حالة احتجاز للطواقم الصحفية ومنعها من العمل، فيما استمر استهداف الصحفيين بقنابل الغاز والصوت، والاعتداء عليهم بالضرب، ومنعهم من السفر، ومصادرة المعدات والمواد الإعلامية، وجرى تسجيل 10 حالات اعتقال، والعديد من حالات الاستدعاء والتحقيق.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً