فتحت السلطات الليتوانية تحقيقات حول كيفية وصول هؤلاء اللاجئين إلى بيلاروسيا (AFP)
تابعنا

منذ شهور تسارعت عمليات الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروسيا من طالبي اللجوء الذين يصلون عبر شركات سياحية ثم يرتبطون بشبكات تهريب توصلهم إلى "بر الأمان".

وانفجرت مؤخراً أزمة لاجئين جديدة في أوروبا، لكن هذه المرة في منطقة البلطيق شمال شرقي القارة، التي من غير المعتاد أن يصل إليها لاجئون غير شرعيين بسبب عوامل الطقس البارد، والطبوغرافيا الوعرة، وانتشار الغابات الكثيفة بها، وبُعدها الجغرافي عن الشرق الأوسط، وكذلك أوضاعها الاقتصادية غير المثالية مقارنة بدول أوروبية أخرى كألمانيا وبلجيكا والنمسا.

غيرَ أن سِجالاً يدور بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي مهد الطريق لذلك.

سمح التساهل المتعمد من السلطات البيلاروسية لمهاجرين من جنسيات متعددة -يغلب عليها الجنسية العراقية- أن يعبروا حدود البلاد الغربية إلى ليتوانيا، قاصدين الوصول منها إلى بولندا ثم ألمانيا.

وفتحت السلطات الليتوانية تحقيقات حول كيفية وصول هؤلاء اللاجئين إلى بيلاروسيا في المقام الأول، وكيف عبروا الحدود إلى ليتوانيا ولم يتعرض لهم أحد من السلطات البيلاروسية.

وبُثت خلال الأسابيع القليلة الماضية عشرات المقاطع عبر موقع يوتيوب عبر أشخاص -أغلبهم عراقيون- يشرحون تفصيلياً إمكانية السفر إلى بيلاروسيا ومنها العبور إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر ليتوانيا.

وكشف تحقيق نشرته هيئة الإذاعة والتليفزيون الليتوانية، أن وصول اللاجئين إلى الأراضي البيلاروسية جرى بضوء أخضر من سلطات بيلاروسيا.

وأفاد التقرير بأن حكومة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أعطت لاجئين أغلبهم من أكراد العراق تأشيرات سياحية، وجرى ذلك عن طريق شبكة مهربين تحت غطاء شركات سياحية وُجدت الفترة الماضية بكثافة في مدينتَي أربيل وبغداد.

وإثر اعتراضات دولية، علق العراق بالفعل بداية أغسطس/آب الماضي مؤقتاً الرحلات مع بيلاروسيا على خلفية تفاقم الأزمة بينها وبين الاتحاد الأوروبي الذي يتهم الأخيرة باستخدام المهاجرين للضغط على الأوروبيين.

وعللت حينها الخارجية العراقية هذه الخطوة، بأنها تهدف إلى "حماية المواطنين العراقيين الذين وقعوا ضحايا شبكات التهريب".

وتابعت في بيان يعود إلى الرابع من أغسطس/آب الماضي بأن "إجراءات تحقيقيّة اتُّخذَت بشأن عمليات تهريب المواطنين".

وقال متحدث الحكومة البولندية بيوتر مولر في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إن سلطات بيلاروسيا أجبرت لاجئين على العبور إلى بلاده.

وأضاف مولر في بيان أن السلطات الروسية والبيلاروسية تتحملان المسؤولية عن توتر الأوضاع الحالية في المناطق الحدودية مع بولندا.

وأوضح أن اللاجئين أُحضِروا إلى بيلاروسيا بشكل قانوني من أجزاء مختلفة من العالم، ومن هناك أُجبِرُوا على عبور الحدود قانونياً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً