السلطات لا تسمح للسكان بمغادرة منازلهم ويتعين عليهم الاعتماد على متطوعين في تسليم الطعام والمواد الضرورية  (Getty Images)
تابعنا

فرضت السلطات الصينية إجراءات إغلاق صارمة للغاية في مدينة شيآن شمال البلاد، وذلك قبل أسابيع قليلة من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في الرابع من فبراير/شباط المقبل.

وأظهرت صور ومقاطع منشورة على مواقع التواصل حجم المعاناة التي يعيشها السكان جراء الإجراءات التي وصفها شخص بأنها "مثل الجحيم".

ونقل موقع ياهو نيوز : "في محاولة يائسة للقضاء على متحور فيروس كورونا قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين الشهر المقبل (4 فبراير/شباط)، أبقت الحكومة الصينية أكثر من 13 مليون شخص في مدينة شيآن تحت ظروف إغلاق صارمة".

وقالت وكالة أسوشيتد برس إن "الإغلاق المفروض في المدينة منذ 23 ديسمبر/كانون الأول أحد أقسى إجراءات الإغلاق في البلاد منذ الإغلاق في ووهان، بعد اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة هناك".

وتتبع بكين نهجاً قائماً على سياسة "صفر كوفيد" عبر تشديد القيود على الحدود وتطبيق تدابير إغلاق محددة منذ ظهور الفيروس، لكن استراتيجيتها تواجه ضغوطاً في ظل تفشي الوباء أخيراً، قبل أقل من شهر من حلول موعد استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

وتشير التقارير إلى أن سكان المدينة الشمالية باتوا مقيدين في منازلهم ولا يُسمح لهم بالمغادرة لشراء الطعام أو الإمدادات، ويتعين عليهم الاعتماد على تسليم هذه المواد من المتطوعين وهي عملية تتم بشكل غير منتظم.

ولجأ السكان المحليون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى من تلك الإجراءات الصارمة.

وانتشر مقطع فيديو يظهر طوابير طويلة من العمال يرتدون بدلات واقية وهم يسلمون الطعام، لكن آخرين تحدثوا عن نقص في إمدادات الغذاء والمواد، ما اضطر البعض إلى نظام المقايضة.

وعلق أحد السكان على موقع تويتر: "الناس تُعامل مثل الخنازير والكلاب.. كثير من الناس يموتون جوعاً بسبب نقص الغذاء. الشرطة الخاصة اعتقلت الأشخاص المشتبه في إصابتهم. هذا أسوأ من العيش في الجحيم".

وذكرت تقارير أن السلطات أخلت نحو 1000 شخص من منازلهم في منتصف الليل واقتادتهم إلى الحجر الصحي. وقال البعض إنهم رأوا حوالي 30 حافلة تجلي سكاناً في الساعات الأولى من الصباح.

وأعلن تسجيل 95 إصابة جديدة الثلاثاء في شيآن، وهي مدينة تاريخية محاذية لمقاطعة شنشي، الخاضعة لإغلاق منذ نحو أسبوعين.

وسجّلت شيآن أكثر من 1600 إصابة منذ التاسع من ديسمبر/كانون الأول، رغم أن الأعداد بدأت تتراجع في الأيام القليلة الماضية مقارنة بتلك التي كانت تسجّل الأسبوع الماضي.

وتقيل السلطات عادة أو تعاقب المسؤولين في المناطق حيث يتفشى الفيروس، ما يدفع إدارات المقاطعات إلى اتّخاذ تدابير مشددة للغاية للقضاء على أي بؤر بشكل سريع.

وفي شيآن، أقيل مسؤولان رفيعان في الحزب الشيوعي لعدم تحرّكهما بما يكفي من الصرامة لمكافحة تفشي الفيروس والسيطرة عليه.

والشهر الماضي، أعلنت الهيئة التأديبية في الصين أن عشرات المسؤولين عوقبوا لإخفاقهم في منع تفشي الوباء في المدينة الواقعة في شمال البلاد.



TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً