يواصل الجيش التركي تدمير أوكار ومخابئ تنظيم PKK الإرهابي في عملية “المخلب-النمر” التي انطلقت فجر الأربعاء شمالي العراق، والتي تهدف إلى إنهاء خطر التنظيم الإرهابي الذي يتخذ من شمالي العراق قاعدة خلفية له، ويشن انطلاقاً منها عمليات ضد العسكريين والمدنيين الأتراك.
وأطلق الجيش التركي عملية “المخلب-النمر” البرية التي تقودها وحدات النخبة من كوماندوز الجيش التركي، بعد أيام قليلة من إطلاق عملية “المخلب-النسر” الجوية التي تم خلالها تدمير عشرات من مخابئ وقواعد ومخازن الأسلحة التابعة لتنظيم PKK الإرهابي في شمالي العراق.
ومهدت القوات التركية للعملية بقصف أكثر من 150 هدفاً للإرهابيين بدقة عالية بالمدفعية وراجمات الصواريخ في منطقة هفتانين شمالي العراق، بحسب بيان صادر من وزارة الدفاع التركية.
وأعقب القصف المدفعي شن غارات جوية نفذتها طائرات F-16، وطائرات مسيّرة مسلحة، ومروحيات أتاك التركية.
وبعد القصف المدفعي والجوي أُنزلت وحدات من قوات الكوماندوز بالمروحيات على مناطق محددة، حيث بدأت تلك القوات دخول أوكار الإرهابيين ومخابئهم.
وجاءت عملية الجيش التركي على خلفية زيادة وتيرة هجمات إرهابيي PKK في الفترة الأخيرة على المخافر والقواعد العسكرية التركية على الحدود انطلاقاً من الأراضي العراقية.
ووجه وزير الدفاع التركي خلوصي أقار كلمة عبر جهاز اللاسلكي إلى الضباط المشاركين في العملية، قائلاً: "نؤمن بأن قوات الكوماندوز التركية ستسطر الملاحم في تلك الجبال (شمالي العراق) مرة أخرى".
وأضاف: "نتابع فعالياتكم، ونشعر معكم بالبرد والغبار والهواء الذي تستنشقونه هناك، نتمنى لكم النجاح، وأود التأكيد أن ما تقومون به مهم للغاية لأمن حدودنا ودولتنا وأمتنا وشعبنا".
وأردف: "نؤمن أنكم ستقومون بهذه المهمة بشكل كامل عبر التعليم والتدريب والتجارب التي تمتلكونها، نعتز ونفتخر بكم، لقد أظهرتم للعالم قوة الكوماندوز التركي ".
وفجر الأربعاء أعلنت وزارة الدفاع التركية، في سلسلة تغريدات، انطلاق عملية "المخلب- النمر" البرية في منطقة هفتانين شمالي العراق، ضد عناصر تنظيم PKK الإرهابي.
ولفتت الوزارة إلى أن وزير الدفاع، خلوصي أقار، وعدداً من قيادات القوات المسلحة يتابعون العملية، ويقومون بإدارتها من داخل غرفة عمليات القوات الجوية.
وفي وقت متأخر من ليلة الأحد/الاثنين كانت القوات المسلحة التركية قد أطلقت عملية "المخلب-النسر" الجوية ضد التنظيم الإرهابي ذاته شمالي العراق.
يذكر أن التنظيم الإرهابي يتخذ من جبال قنديل شمالي العراق معقلاً له، وينشط في العديد من المدن والبلدات، ويحتل عدداً كبيراً من القرى في المنطقة، ويشن هجمات على الداخل التركي انطلاقاً من الأراضي العراقية.
عدو مشترك
السفير التركي لدى بغداد، فاتح يلدز، أكد الاثنين أن تنظيم PKK الإرهابي عدو مشترك لتركيا والعراق، "يجب سحق رأسه"، وذلك في تغريدة له تعليقاً على عملية "المخلب-النسر".
وأكد السفير التركي أن تنظيم PKK الإرهابي يجرم بحق الأطفال والمعلمين، مضيفاً: "PKK يقتل الأطفال، ويقتل المعلمين، ويتسبب بإراقة دماء الشهداء المقدسة، إنه منظمة إرهابية، وعدو مشترك يتوجب سحق رأسه".
دعم عشائري عربي
من جهتها رحبت "العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها" بالقصف التركي على مواقع تنظيم PKK الإرهابي في مناطق شمالي العراق.
وقال الشيخ مزاحم الحويت المتحدث باسم "العشائر العربية في المناطق المتنازَع عليها": "إننا كعشائر عربية أول من يرحب بهذا القصف على مواقع PKK، ونعتبره رداً على جرائم PKK بحق النساء العربيات المعتقَلات في سجون التنظيم، واللاتي يتعرضن لعمليات تعذيب واغتصاب في سجون تحت الأرض في جبل سنجار".
وأوضح أن "هذه السجون تدار من قبل منظمة PKK، وإننا كعشائر عربية رصدنا في وقت سابق وجود أكثر من 8 سجون سرية تحت الأرض تضم نحو 50 معتقلاً من النساء والرجال".
وأكد أن العشائر العربية في وقت سابق طالبت بخروج تنظيم PKK من سنجار ومخمور، لكونه تنظيماً إرهابياً ارتكب أبشع الجرائم بحقّ الانسانية منذ احتلاله لقضاء سنجار ومخمور وجزء من قضاء البعاج.
وأشار إلى أن التنظيم الإرهابي يرتكب انتهاكات وجرائم، ويحفر أنفاقاً داخل جبل سنجار وأمام نظر القوات الأمنية.
وقال الحويت: "نطالب الحكومة العراقية وحكومة إقليم شمال العراق والبرلمان العراقي باتخاذ قرار طرد منظمة PKK من سنجار ومخمور، حفاظاً على سلامة الموطنين الأبرياء".
PKK يهدد سيادة العراق
في سياق متصل استنكرت تركيا، الثلاثاء، تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، حول عملية “المخلب-النسر” التي أطلقتها أنقرة ضد تنظيم PKK الإرهابي شمالي العراق.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، حامي أقصوي، في معرض رده خطياً على سؤال حول تصريحات أبو الغيط حيال "المخلب-النسر" التي انطلقت ليلة الأحد/الاثنين.
وقال أقصوي: "نرفض رد الفعل الذي أبداه أبو الغيط حيال عملية "المخلب- النسر" ضد التنظيم الإرهابي، عوضاً عن عدم إدانته PKK الذي ينفذ هجمات إرهابية غادرة على بلادنا منذ أعوام انطلاقاً من أوكاره في العراق".
واستنكر أقصوي تجاهل أبو الغيط المظالم التي يرتكبها PKK الإرهابي، التي لا تشكل تهديداً لتركيا فحسب، بل لسيادة العراق أيضاً.
وأضاف المتحدث: "ندعو الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي لطالما تجاهل سياسة التطهير العرقي لتنظيم PKK/YPG/YBD وجرائمه ضد الإنسانية، إلى تبني خطاب منسجم ومبدئي بخصوص مكافحة الإرهاب".
