قوات متحالفة مع حكومة طرابلس دفعت بالمزيد من المركبات من مدينة مصراتة نحو طرابلس (AFP)
تابعنا

تواصل القوات التابعة لخليفة حفتر التحرك صوب العاصمة طرابلس، بعد أمرٍ صدر عن قائدها، في تسجيل صوتي نُشر الخميس.

التسجيل الصوتي نُشر تحت عنوان "عملية تحرير طرابلس"، وصدر بعد سيطرة قوات حفتر على مدينة غريان جنوبي العاصمة طرابلس.

ويمثّل تقدم القوات التابعة لحفتر التي تتمركز في بنغازي، تصعيداً خطيراً في الصراع على السلطة الذي تشهده البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.

الوضع الميداني

سيطرت قوات حفتر، الخميس، على مدينة غريان التي تبعد نحو 80 كيلومتراً جنوبي طرابلس، بعد مناوشات قصيرة مع القوات المتحالفة مع رئيس الوزراء فايز السراج المتمركزة في طرابلس .

ولم تنجح قوات حفتر في السيطرة على نقطة تفتيش غربي العاصمة، خلال محاولة للاقتراب من طريق ساحلي إلى تونس يمثل شرياناً رئيسياً للعاصمة.

وقال الكاتب الصحفي جمال عبد المطلب في حديث لـTRT عربي إنه تجري استعدادات واسعة في طرابلس ومصراتة لمواجهة قوات حفتر، بعد إعلان رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج "النفير العام".

من جهتها قالت الصحفية الليبية ليلى سويسي لـTRT عربي إنه بالإضافة إلى الحشودات العسكرية في طرابلس، هناك عدد من الدعوات للتظاهر يوم الجمعة من الفريقين.

ودفعت قوات متحالفة مع حكومة طرابلس بالمزيد من المركبات القادمة من مدينة مصراتة في الغرب إلى طرابلس، للدفاع عن العاصمة أمام قوات حفتر.

ونقلت وكالة رويترز عن محللين قولهم إن أكبر معارضة لحفتر تتمركز في مصراتة، المدينة الواقعة غرب البلاد، وهي معقل لقوات قوية تمتلك طائرات.

وتواجه قوات حفتر في طرابلس عدداً من الكتائب المحسوبة على حكومة العاصمة أهمها ثوار طرابلس وكتيبة النواصي وقوة الردع الخاصة وكتيبة الأمن المركزي، بالإضافة إلى كتائب مصراتة وكتائب الزنتان.

وقال قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية، الجمعة، إن قوات ليبية متحالفة مع حكومة طرابلس المعترف بها دولياً أسرت 145 من قوات حفتر، وذكر أن الأسرى اعتُقلوا في مدينة الزاوية غربي طرابلس، وتم الاستيلاء على 60 مركبة، حسب وكالة رويترز.

غوتيريش إلى الشرق

توجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إلى شرق ليبيا للاجتماع مع خليفة حفتر، الذي تزحف قواته على العاصمة التي تسيطر عليها حكومة معترف بها دولياً.

وفاجأ الهجوم الأمم المتحدة التي وصل أمينها العام غوتيريش إلى طرابلس هذا الأسبوع، للمساعدة في تنظيم مؤتمر وطني للمصالحة في وقت لاحق هذا الشهر.

وسيتوجه غوتيريش الذي قضى الليل في مجمع الأمم المتحدة شديد التحصين في ضاحية بطرابلس، إلى طبرق أيضاً، وهي مدينة أخرى في الشرق، للاجتماع مع أعضاء في مجلس النواب الذي يدعم حفتر.

في هذا الصدد، كتب غوتيريش في تغريدة "لا يزال عندي نفس الهدف؛ تفادي المواجهة العسكرية. أؤكد مجدداً أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية بل حلّ سياسي فقط".

ويمثل تجدّد المواجهات انتكاسة للأمم المتحدة والدول الغربية، التي تحاول الوساطة بين السراج وحفتر، اللذين اجتمعا في أبوظبي الشهر الماضي لبحث اتفاق لتقاسم السلطة.

ويهدف المؤتمر الذي تساعد الأمم المتحدة في تنظيمه إلى الاتفاق على خارطة طريق لإجراء انتخابات بهدف وضع حد لعدم الاستقرار في ليبيا.

ردودُ فعلٍ دولية

قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، الجمعة، إن تقدم القوات التابعة لحفتر صوب طرابلس "يبعث على القلق البالغ".

وأضاف هنت خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند "نتابع الوضع في ليبيا عن كثب وبكثير من القلق، ونسعى لزيادة التأثير الأوروبي والبريطاني إلى أقصى حد".

من جهته، قال الكرملين الروسي، الجمعة، إن روسيا لا تقدم المساعدة لقوات خليفة حفتر في زحفها تجاه غرب البلاد، وإنه يؤيد التوصل لتسوية سياسية من خلال التفاوض بما يتفادى أي إراقة للدماء.

وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "نتابع عن كثب الوضع في ليبيا، ونعتبر قطعاً أن أهم شيء هو ألا تؤدي العمليات العسكرية هناك إلى إراقة دماء. يجب حل الوضع سلمياً".

ورد بيسكوف بالنفي على سؤال عما إذا كانت موسكو تدعم حملة حفتر الجديدة باتجاه الغرب، وقال إن روسيا ليس لها أي دور في الأحداث الجارية.

وكانت حكومات فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة قالت، الخميس، إنها تشعر بقلق بالغ بشأن القتال حول مدينة غريان الليبية، وحثت جميع الأطراف على وقف التصعيد على الفور.

يمثل تجدّد المواجهات انتكاسة للأمم المتحدة التي تحاول الوساطة بين السراج وحفتر (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً