تركيا تعلن عن استعدادها لإطلاق عملية عسكرية شرق الفرات "قريباً جداً". (وزارة الدفاع التركية)
تابعنا

على الرغم من المباحثات المستمرة والعمل الميداني المشترك بين الجيشين التركي والأمريكي شمالي سوريا، لا تزال قضية المنطقة الآمنة نقطة خلاف رئيسية بين أنقرة وواشنطن، فـ"المماطلة الأمريكية"، على حد تعبير المسؤولين الأتراك، جعلت صبر أنقرة ينفد، ما تشير إليه تصريحات الرئاسة ووزارة الدفاع التركيتين حول استعداد تركيا لإطلاق حملة عسكرية شرق الفرات "قريباً جداً".

عملية تركية وشيكة

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، أن عملية شرق الفرات أصبحت قريبة إلى حد يمكن القول معه إنها اليوم أو غداً. وقال أردوغان خلال كلمة له في الاجتماع التشاوري والتقييمي لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، في العاصمة أنقرة، "أجرينا استعداداتنا وأكملنا خطة العملية العسكرية في شرق الفرات، و أصدرنا التعليمات اللازمة بخصوص ذلك".

وأردف أردوغان "نقول إن الكلام انتهى، لمن يبتسمون في وجوهنا ويماطلوننا بأحاديث دبلوماسية"، في إشارة إلى المباحثات الدائرة بين مسؤولين أتراك وأمريكيين في هذا الصدد.

وأضاف الرئيس التركي "سؤالنا لحلفائنا واضح جدّاً، أفصحوا لنا، هل تعتبرون تنظيم YPG/PKK الذي تحاولون التستُّر عليه تحت اسم (قسد)، تنظيماً إرهابيّاً أم لا؟".

وتابع الرئيس التركي "وجّهنا كل التحذيرات إلى محاورينا حول شرق الفرات، لقد كنّا صبورين بما فيه الكفاية، ورأينا أن الدوريات البرية والجوية (المشتركة) مجرد كلام".

وأكّد أردوغان أن الهدف من العملية المحتملة هو إرساء السلام في شرق الفرات أيضاً، إلى جانب دحر خطر الإرهاب من الحدود الجنوبية للبلاد.

وفي 7 أغسطس/آب الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال، الثلاثاء، حول العملية التركية المرتقبة بشرق الفرات إنه "لم يعد بمقدورنا الانتظار ولو ليوم واحد، وليس لدينا خيار سوى الاستمرار في طريقنا".

لماذا تصر تركيا على المنطقة الآمنة؟

شدد المسؤولون الأتراك، بمن فيهم رئيس الجمهورية، في أكثر من مناسبة أن إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا لم يعد رفاهية لتركيا، بالإضافة إلى إمكانية توطين عدد كبير من اللاجئين السوريين في تلك المنطقة، فإنها باتت ضرورة أمنية لأنقرة.

بهذا الخصوص، أكّد وزير الدفاع التركي خلوصي أقار أن أنقرة لن تسمح بإنشاء ممر إرهابي قرب الحدود الجنوبية للبلاد.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه، الخميس، مع نظيره الأمريكي مارك إسبير، بحثا فيه المساعي الرامية لتشكيل المنطقة الآمنة شمالي سوريا، حسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية.

ولفت أن أقار أكّد خلال الاتصال على ضرورة وقف واشنطن دعمها لتنظيم PKK/YPG الإرهابي وإمداده بالسلاح والذخيرة.

وأشار أقار إلى أن عملية درع الفرات التي نفّذتها تركيا عام 2016، أسفرت عن تحييد أكثر من 3000 من تنظيم داعش الإرهابي. وشدّد على أن بلاده عازمة على إنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات والخالية من الإرهابيين والأسلحة الثقيلة على عمق نحو 30 كم على طول الحدود التركية.

أقار أيضاً قال إن المنطقة الآمنة ستوفر الأمن والاستقرار ليس فقط لتركيا، بل للذين يعيشون في المنطقة من الأكراد والعرب والتركمان والآشوريين والمسيحيين وغيرهم من الجماعات الدينية والعرقية.

في سياقٍ متصل، بحث رئيس الأركان التركي يشار كولر، الجمعة، ملف المنطقة الآمنة المخطط إقامتها شمالي سوريا، مع نظيره الأمريكي الجديد الجنرال مارك ميلي.

جاء ذلك في تغريدة نشرتها رئاسة الأركان التركية عبر تويتر، عن اتصال هاتفي جمع الجانبين، أعرب فيه غولر عن تمنياته بالنجاح لميلي في منصبه الجديد.

معارضون سوريون يعلنون دعمهم

بعد تصريحات الرئيس والمسؤولين الأتراك بخصوص عملية عسكرية وشيكة شرق الفرات، أعلن رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس دعمه للتحركات التركية، مضيفاً في مؤتمر صحفي عقده الجمعة، أنه "في ما يتعلق بشرق الفرات، فهذه أراضٍ سورية ونحن من واجبنا أن نقاتل في هذا الجزء من أرض سوريا الغالية".

وأضاف "نحن نقف بكل قوة وعزيمة ودعم مع أشقائنا في جمهورية تركيا في قتال كافة أنواع الإرهاب المتمثل في عصابات PKK"

على صعيدٍ موازٍ، أعلن عدد من فصائل المعارضة المسلحة في إدلب، الجمعة، عن اندماجه مع الجيش الوطني، وهو جماعة المعارضة المسلحة الرئيسية، وقد تساعد الخطوة على ما يبدو في تشكيل جبهة موحدة ضد هيئة تحرير الشام، وتنظيمي داعش وPKK الإرهابيين.

TRT عربي
الأكثر تداولاً