عودة بطيئة لمظاهر الحياة حول العالم.. ومنظمة الصحة العالمية تدعو إلى اليقظة (AFP)
تابعنا

يواصل العالم عودته البطيئة إلى الحياة الطبيعية رغم أن تفشي فيروس كورونا المستجد لم يتوقف بعد، في حين دعت منظمة الصحة العالمية إلى "اليقظة التامة" في التعامل مع رفع قيود العزل.

ومع إعلانها 830 وفاةً الاثنين، تكون الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً في العالم من الفيروس وفق الأرقام المطلقة، سجّلت حصيلة وفيات يومية دون 900 لليوم الثاني على التوالي وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز.

تفاؤل حذر

ولا يزال من المبكر معرفة ما إذا كانت الوتيرة الانحدارية في تسجيل عدد أقلّ لوفيات فيروس كورونا ستستمرّ، فمن المقرر أن يبدأ رفع العزل في ولاية نيويورك الأمريكية اعتباراً من الجمعة، باستثناء مدينة نيويورك.

ولا تزال المدينة ترزح تحت وطأة تفشي وباء كوفيد-19، إذ تسجل ربع إجمالي عدد الوفيات في البلاد، الذي بلغ 80 ألفاً حتى الآن.

ولا ينطبق ذلك على مدينة نيويورك فقط، فبسبب نقص الفحوصات تقريباً في أنحاء العالم كافة، لا تزال الحصيلة الفعلية للإصابات والوفيات غير مكتملة.

ويبدو أن القلق تسرب إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي حدّ من اتصاله بنائبه مايك بنس، الذي أصيبت المتحدثة باسمه بفيروس كورونا المستجد.

وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي الاثنين: "هذا أمر سنتحدث عنه ربما خلال فترة الحجر هذه". وبدا كأنه يؤكد معلومات صحفية تفيد بوضع بنس قيد الحجر الصحي.

النسب الإجمالية العالية للوفيات التي سُجلت خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان تكشف أن حصيلة الوفيات الفعلية جراء الوباء قد تكون أعلى بآلاف الحالات

المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها
تهاون يؤدِّي إلى كوارث

وحول العالم بات وضع القناع الواقي أمراً طبيعياً لعديد من الأشخاص، واعتباراً من الثلاثاء يُفرض ارتداء الكمامات والقفازات في شبكات النقل العامّ في موسكو.

ولا تزال العاصمة الروسية ومناطق أخرى في العالم خاضعةً لعزل عامّ، في حين بدأت مناطق أخرى في البلاد خروجاً تدريجياً و"دقيقاً جداً" من القيود، وفق ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين.

في هذه الأثناء تسمح سنغافورة الثلاثاء بفتح بعض المتاجر والأعمال التجارية مثل صالونات تصفيف الشعر.

وبلغت حصيلة الوباء العالمية استناداً إلى المصادر الرسمية 4,15 مليون إصابة و284 ألف وفاة، حسب تعداد لفرانس برس.

وفي ظل غياب علاج أو لقاح، شدّد مسؤول الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل راين خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو كونفرانس، على أن "اليقظة التامة ضرورية".

واعتبر أن "بعض الدول" التي لم يسمّها، اختارت "إغلاق عينيها والتقدم بشكل أعمى" نحو رفع العزل، دون أن تحدّد بؤر الوباء أو أن تحضّر إمكانيات طبية كافية.

وتحثّ تجربة أولى الدول الآسيوية التي شهدت تفشياً للوباء، على كثير من الحذر. ورغم تعبئتها واستخدامها وسائل متطورة واسعة النطاق من أجل تتبع الفيروس والتدابير الوقائية التي اتبعها السكان بدقة، سجلت مدينة ووهان في وسط الصين، التي انطلق منها الفيروس، إصابات جديدة الأحد والاثنين، لكنها لم تعلن عن أي إصابات الثلاثاء.

أما كوريا الجنوبية فتكافح من جهتها بؤرة جديدة للوباء انطلقت من شاب يبلغ من العمر 29 عاماً زار عدة حانات وملاهٍ ليلية. وفي مناطق أخرى في العالم تبدو شروط رفع العزل قاسية.

في باريس على سبيل المثال، هُرع عشرات الاثنين لتناول المشروبات على ضفاف نهر السين، ونتيجة لذلك منعت الشرطة تناول الكحول في الأماكن العامة حتى إشعار آخر.

وفي إسبانيا قوبل رفع القيود الاثنين بارتياح في أوساط السكان الذين تمكنوا من العودة إلى الحانات وسط إجراءات صحية مشددة.

وفي تركيا فتحت صالونات تصفيف الشعر والمراكز التجارية أبوابها بضوابط.

ومع دعوته إلى الحذر في كل الأوقات، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "أمامنا أمثلة من كل أنحاء العالم، تبيّن كيف أن التهاون قد يؤدي إلى كوارث كبرى".

أما في أوكرانيا فقد فُتحت المطاعم وسط تدابير وقائية مشددة، يشكّك البعض في مدى فاعليتها، وقال جيورجي موسلياني في أحد مقاهي كييف لوكالة الصحافة الفرنسية: "كيف سينقذنا هذا القناع؟ لن ينقذنا".

وفي المملكة المتحدة، البلد الثاني من حيث عدد الوفيات في العالم حسب الأرقام المطلقة، قوبلت خطة رئيس الوزراء بوريس جونسون لرفع العزل بكثير من الانتقادات. وأكدت نقابة المعلمين أن أساتذة المدارس يعارضون الحديث عن العودة إلى استئناف الدروس "ما لم يكُن ذلك آمناً فعلاً".

وفي النرويج، إحدى أولى الدول الأوروبية التي أعادت التلاميذ إلى الصفوف، تَبيَّن أن هذا التدبير لم يسهم في زيادة انتشار الوباء، وسيعود التلاميذ الأكبر سنّاً أيضاً إلى مدارسهم خلال هذا الأسبوع.

تركيا ترفع قيود السفر من وإلى 9 ولايات اعتباراً من منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء (AA)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً