العاهل المغربي يعلن استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل "في أقرب الآجال" (AFP)
تابعنا

قالت صحيفة "معاريف"، الخميس، إنه من المتوقع أن تجري الجمعة مكالمة هاتفية تجمع زعماء الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل.

وفيما لم تؤكد ذلك مصادر رسمية من البلدان الثلاثة، أضافت الصحيفة الإسرائيلية، عبر موقعها الإلكتروني، إنه "من المتوقع إجراء مكالمة هاتفية ثلاثية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والملك المغربي محمد السادس غداً (الجمعة)".

ترحيب إسرائيلي

رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، بإعلان الرباط استئناف العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، شاكراً العاهل المغربي محمد السادس "على رغبته في صنع السلام".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده نتنياهو، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التوصل إلى اتفاق لعودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

وقال نتنياهو: "أشكر جلالة الملك المغربي محمد السادس على رغبته في صنع السلام مع إسرائيل"، معتبراً أن "السلام مع المغرب سيكون دافئاً جداً"، على حد قوله.

وأضاف: "آمنت دائماً بالسلام، وأشكر الرئيس ترمب على ما قام به من أجل إسرائيل، ولن ننسى ذلك".

بدورها، كتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في تغريدة عبر صفحتها على تويتر: "لحظة تاريخية، اتفقت إسرائيل والمغرب على تطبيع العلاقات بينهما".

وأضافت: "المغرب الدولة السادسة، بعد مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان، التي تطبع علاقاتها مع دولة إسرائيل".

من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، بإعلان تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، معرباً عن أمله في أن يؤدي إلى "تطورات إيجابية" بين الفلسطينيين وإسرائيل.

غضب فلسطيني

من جانبهم، ندد الفلسطينيون بالاتفاق مثلما نددوا باتفاقات التطبيع السابقة مع الإمارات والبحرين والسودان.

وقال بسام الصالحي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لرويترز "أي خروج عربي عن مبادرة السلام العربية كما هي التي نصت على أن التطبيع يأتي بعد إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، أمر غير مقبول ويزيد من غطرسة إسرائيل وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني".

فيما اعتبرت حركة "حماس"، الخميس، تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل "خطيئة سياسية لا تخدم القضية الفلسطينية".

وقال متحدث الحركة حازم قاسم، إن "الاحتلال (إسرائيل) يستغل كل حالات التطبيع من أجل زيادة جرعة سياسته العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني وزيادة تغوله الاستيطاني".

ولفت قاسم إلى أن "التطبيع يشجع الاحتلال على استمرار تنكره لحقوق شعبنا الفلسطيني".

بدوره، قال المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، الخميس، إن تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل "خيانة للقدس ولفلسطين".

وأضاف داود شهاب، في تصريح لمراسل الأناضول: "هذه انتكاسة جديدة للنظام العربي"، مؤكداً أن "الشعب المغربي وقواه السياسية سترفض التطبيع".

واعتبر أن الولايات المتحدة وإسرائيل "تستخدمان التوترات الداخلية في المنطقة لابتزاز أنظمة الحكم"؛ حيث "تساومها بين استمرار التوترات والأزمات أو الرضوخ للإملاءات"، واصفاً التطبيع بأنه "سياسة استعمارية بثوب جديد".

وفي وقت سابق اليوم، قال ترمب، عبر "تويتر": "إنجاز تاريخي آخر اليوم! صديقتانا الرائعتان إسرائيل والمملكة المغربية وافقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما".

وبعدها بوقت قصير، أعلن العاهل المغربي استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل "في أقرب الآجال"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.

لكنه شدد على أن ذلك "لا يمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب بالدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".

وبدأ المغرب مع إسرائيل، علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد توقيع اتفاقية أوسلو، لكن الرباط جمدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديداً عام 2002.

وبإعلان اليوم سيكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقاً إسرائيلياً لافتاً لمنطقة المغرب العربي.

كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توقع اتفاق تطبيع أو توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال العام 2020، بعد توقيع الإمارات والبحرين اتفاقي تطبيع في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وإعلان السودان، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، الموافقة على التطبيع تاركاً مسؤولية إبرام اتفاق بهذا الخصوص إلى المجلس التشريعي المقبل (لم يُنتخب بعد).

وبذلك، تنضم هذه البلدان الأربعة إلى بلدين عربيين أبرما اتفاقي سلام مع إسرائيل، وهما الأردن (1994) ومصر (1979).

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً