يتميز لقاح موديرنا على لقاح فايزر بأنه يمكن تخزينه في درجة حرارة -20 مئوية، بينما يجب الاحتفاظ بلقاح فايزر في درجة حرارة ما بين -60 و-80 درجة (Others)
تابعنا

بدأت بريطانيا التي تعتبر من أكثر دول أوروبا تضرراً من وباء كوفيد-19 حملات التطعيم لمواطنيها ضد الفيروس الاثنين، مستخدمة لقاح "أسترازينيكا-أكسفورد" الذي طوره المختبر البريطاني أسترازينيكا (AstraZeneca) وجامعة أكسفودر (Oxford)، لتصبح الدولة الأولى التي تستخدم هذا اللقاح.

ففي مستشفى تشرشل بمدينة أكسفورد (شمال غرب لندن) تلقَّى متقاعد يدعى براين بنكر (82 عاماً) ويعاني مشاكل، أول جرعة من اللقاح.

وقال وزير الصحة مات هانكوك: "يسعدني أن أطلق لقاح أكسفورد الذي أتى نتيجة العلم البريطاني. يشكل ذلك تحولاً في كفاحنا ضد هذا الفيروس الرهيب وآمل أن يعيد الأمل للناس أجمعين بأن نهاية الجائحة باتت بمرأى منا".

ووزعت بريطانيا دفعة أولى من لقاح "أسترازينيكا-أكسفورد" مكونة من 530 ألف جرعة على المستشفيات والمراكز الطبية العمومية من أصل طلبية بـ100 مليون جرعة، بالإضافة إلى تلقِّي أكثر من مليون شخص في البلاد جرعة من لقاح فايزر-بيونتك (Pfizer-BioNTech) الأمريكي-الألماني، الذي بدأت حملته التطعيمية مطلع ديسمبر/كانون الأول.

"أسترازينيكا-أكسفورد".. تكلفة أقل

يتميز لقاح "أسترازينيكا-أكسفورد" عن لقاح فايزر-بيونتك (Pfizer-BioNTech) الذي رُخِّص ووزع في العديد من الدول لا سيما الولايات المتحدة، بقلة تكلفته وسهولة تخزينه.

إذ تبلغ تكلفته نحو 2.5 يورو للجرعة كما يمكن أن يحفظ في براد عادي، خلافاً للقاحَي موديرنا وفايزر-بيونتك اللذين يحتاجان على المدى الطويل إلى درجة حرارة متدنية جداً (20° تحت الصفر للأول و70° تحت الصفر للثاني).

على الرغم من هذا لن تعطي وكالة الأدوية الأوروبية تراخيص توزيع لقاح أسترازينيكا في أوروبا هذا الشهر (يناير/كانون الثاني)، فيما لا تنوي الولايات المتحدة اعتماده قبل أبريل/نيسان المقبل.

لكن دولاً أخرى مثل الأرجنتين والهند وافقت على ترخيص اللقاح وتوزيعه، الأمر الذي سيسمح لهذه الدولة البالغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة بمباشرة إحدى أوسع حملات التطعيم في العالم

كندا والولايات المتحدة تعتمدان موديرنا إلى جانب فايزر

وافقت كندا على ثاني لقاح لفيروس كورونا وهو لقاح شركة الأدوية الأمريكيةموديرنا، لينضم إلى لقاح شركة فايزر الذيشُحن بالفعل إلى كندا، ومن المقرر إعطاؤه للمواطنين الأكثر عرضة للخطر والعاملين في القطاع الصحي والمقيمين في دور رعاية المسنين.

ويتميز لقاح موديرنا على لقاح فايزر بأنه يمكن تخزينه في درجة حرارة -20 مئوية، بينما يجب الاحتفاظ بلقاح فايزر في درجة حرارة بين -60 و-80 درجة مئوية.

وهذا يعني أن لقاح موديرنا يمكن توزيعه وتخزينه بشكل أسهل في الأماكن التي لا تتوفر بها ثلاجات خاصة، كما يمكن للمقيمين في دور الرعاية تلقي اللقاح بسهولة، حسب المصدر نفسه.

من جانبه قال عالم المناعة الأمريكي منصف السلاويإن المسؤولين الأمريكيين يبحثون إمكانية خفض جرعة لقاح Moderna إلى النصف، لتسريع العملية وزيادة تغطية تطعيم السكان.

وأضافالسلاوي الذي يرأس مجموعة من العلماء التي تشارك في برنامج الحكومة لتصميم اللقاحاتوتوزيعها: "البديل على الشكل التالي: نحن نعلم أنه في حالة لقاح Moderna، إذا جرى تطعيم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً مرتين بنصف الجرعة على شكل متتالٍ، فسيسمح ذلك بتطعيم ضعف العدد بالجرعات التي لدينا".

خطوات الاتحاد الأوروبي متأخرة وانتقادات لفرنسا

أقر الاتحاد الأوروبي السبت أن قدرات إنتاج اللقاح "غير كافية عالمياً" معرباً عن استعداده للمساعدة في زيادتها.

ورأى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن وتيرة شراء الاتحاد الأوروبي للقاحات هي المشكلة، مشدداً الأحد على أن اللقاحات "كانت متوافرة في وقت أبكر في كندا وبريطانيا وإسرائيل".

ويبدو أن النهج الحذر الذي تتبعه فرنسا في طرح لقاح ضد الفيروس أدى إلى نتائج عكسية، حيث جرى تطعيم بضع مئات فقط من الأشخاص بعد الأسبوع الأول وأثار الغضب من تعامل الحكومة مع جائحة فيروس كورونا.

ففي فرنسا، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 67 مليون نسمة، جرى تطعيم 516 شخصاً فقط في الأيام الستة الأولى بينما تجاوز إجمالي عدد الأشخاص في ألمانيا في الأسبوع الأول 200000 شخص وإيطاليا أكثر من 100000. وفي الوقت نفسه جرىتطعيم الملايين في الولايات المتحدة والصين.

يقول البروفيسور مهدي مجدوبي من مركز فالنسيان الاستشفائي (شمال): "لا أفهم وجود هذا الفارق الكبير مع ألمانيا. فألمانيا تلقح 20 ألف شخص في اليوم في مقابل 50 شخصاً في اليوم في فرنسا".

ويجري إلقاء اللوم في بطء طرح اللقاح على سوء إدارة الحكومة الفرنسية ونقص الموظفين خلال عطلات نهاية العام، إضافة إلى سياسة الموافقة المعقدة المصممة لاستيعاب الشكوك الواسعة حول اللقاح.

فقد انتقد رئيس منطقة غراند إيست بشرق فرنسا، حيث تتزايد الإصابات وتكتظ بعض المستشفيات بالمرضى، الأمر قائلاً: "إنها فضيحة دولة.. الحصول على التطعيم أصبح أكثر تعقيداً من شراء سيارة".

تركيا استوردت 3 ملايين جرعة وتترقب المزيد

أعلنت تركيا استيراد 3 ملايين جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا، بينما تواصل جهودها لاستيراد 50 مليون جرعة لقاح من الصين ومثلها من ألمانيا، وذلك حسب تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء.

وأشار أردوغان إلى أن تطعيم المواطنين الأتراك ضد الفيروس سيكون في إطار تقويم تحدده وزارة الصحة، معرباً عن أمله أن تتراجع أعداد الإصابات والوفيات جراء الفيروس.

كما أشار الرئيس التركي إلى مباحثات تجريها تركيا مع ألمانيا بشأن إنشاء "مركز إنتاج مشترك للقاح كورونا".

وفجر الأربعاء الماضي وصلت إلى تركيا الدفعة الأولى من اللقاح الصيني المضاد لفيروس كورونا على متن طائرة للخطوط الجوية التركية.

مصر تعلن ترخيص استخدام "سينوفارم" الصيني

أعلنت مصر وهي أكثر دولة عربية في تعداد السكان مع نحو مئة مليون نسمة، على لسان وزيرة الصحة المصرية هالة زايد مساء السبت، منح الترخيص الطارئ لاستخدام لقاح سينوفارم الصيني.

كما أشارت وزيرة الصحة إلى أنه يجري التفاوض على لقاح أكسفورد-أسترازينيكا البريطاني، مشيرة إلى إمكانية الحصول عليه بنهاية يناير/كانون الثاني الجاري.

وحسب تصريحات رسمية تعاقدت مصر إلى الآن على 50 مليون جرعة لقاح لشركات مختلفة.

فاعلية اللقاحات

وتفيد الأرقام التي نشرتها المختبرات المنتجة للقاحات بأن سينوفارم فعال بنسبة 79% وفايزر-بايونتيك بنسبة 95% وموديرنا 94.1%. أما أسترازينيكا-أكسفورد فأكدت أن لقاحها فعال بنسبة 70% لكن قد تصل فاعليته إلى 100% بعد تلقِّي جرعتين.

ويعطي توافر اللقاحات الأمل في تحسن الوضع مطلع هذه السنة الجديدة، إلا أن وتيرة إنتاج هذه اللقاحات وتخزينها غير مرضية تماماً.

وتزداد حملة التلقيح زخماً في الولايات المتحدة وقد تصل إلى مليون حقنة في اليوم على ما أكده مسؤولون الأحد، في وجه الانتقادات حول التأخر الحاصل في بلد تجاوزت فيه الوفيات 350 ألفاً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً