الانتخابات الرئاسية الفرنسية (Chandan Khanna/AFP)
تابعنا

دخلت فرنسا في صمت انتخابي، السبت، عشية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تخيّم عليها الأزمات الدولية، وترقّب منافسة جديدة تبدو نتيجتها غير محسومة بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

منذ منتصف ليل الجمعة، الموعد الرسمي لانتهاء حملة الدورة الأولى، دخلت البلاد مرحلة الصمت الانتخابي ولم يعد يحق للمرشحين الـ12 التحدث أو تنظيم تجمعات.

ومع ذلك، شارك المرشحان يانيك جادوت وجان لوك ميلانشون في مسيرة نُظمت السبت في باريس من أجل المناخ و"العدالة الاجتماعية".

ودعي نحو 48,7 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع، الأحد، اعتباراً من الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش، لاختيار مرشحَين نهائيَين سيتواجهان في الدورة الثانية في 24 أبريل/نيسان.

وبدأ الناخبون في أقاليم فرنسا ما وراء البحار، بالإدلاء بأصواتهم، السبت، أولاً في أرخبيل سان بيار وميكلون قبالة سواحل كندا في الساعة الثامنة صباحاً، ثم في غويانا الفرنسية في أمريكا الجنوبية، وفي جزر الكاريبي الفرنسية المارتينيك و جوادلوب وسان مارتان وسان بارتيليمي.

أما في المحيط الهادي، فيبدأ التصويت في بولينيزيا عند الساعة الثامنة مساء بتوقيت باريس وكذلك في واليس وفوتونا وكاليدونيا الجديدة.

وبدأ بعض الفرنسيين المغتربين أيضاً التصويت، باستثناء المقيمين في شنغهاي الصينية بسبب الإغلاق المفروض لاحتواء تفشي وباء "كوفيد 19".

وستُكشف المؤشرات الأولى للنتائج في الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينتش بعد إغلاق آخر مراكز الاقتراع.

وفي هذا السياق، تفيد كل استطلاعات الرأي أن ماكرون ولوبان اللذين سبق أن تواجها في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في العام 2017، هما الأوفر حظا للتأهل مجددا الأحد، لكنها تشير إلى تقلّص الفارق بينهما أكثر فأكثر.

ولا تستبعد الاستطلاعات، مع الأخذ في الاعتبار هامش الخطأ، فوز لوبان الذي سيمثل سابقة مزدوجة في ظل الجمهورية الفرنسية الخامسة التي لم يسبق أن حكمتها امرأة أو سياسي من اليمين المتطرف.

وقد تحمل الدورة الأولى مفاجآت، لاسيما بسبب العدد الكبير جدا من الناخبين الذين ما زالوا مترددين وعامل الامتناع الهائل عن التصويت.

ويؤكد الخبير السياسي باسكال برينو أن "هذا الاقتراع هو الأول الذي تبلغ فيه نسبة الأشخاص المترددين أو الذين غيروا موقفهم هذا المستوى مع 50% تقريبا".

ومن جانبه، يأمل مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي تضعه استطلاعات الرأي في المركز الثالث خلف لوبان، في إحداث مفاجأة بالتأهل إلى الدورة الثانية. ويدعو منذ عدة أسابيع ناخبي اليسار المنقسم والممثل بعدة مرشحين، للتصويت لصالحه.

المرشحون الآخرون من اليسار هم المدافع عن البيئة يانيك جادو والاشتراكية آن هيدالغو والشيوعي فابيان روسيل، لكن جزءا من ناخبيهم قد تغريهم فكرة "التصويت المفيد" لصالح ميلانشون.

خلف ميلانشون، تضع استطلاعات الرأي مرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس ومرشح اليمين المتطرف الآخر إريك زمور.

هل من أمل ل"جبهة جمهورية" مجددا؟

في مواجهة احتمال فوز اليمين المتطرف بالرئاسة، كشف بعض المرشحين عن مواقفهم التي سيعلنون عنها مساء الأحد.

حيث سيدعو فابيان روسيل للتصويت ضد لوبن، فيما رفضت فاليري بيكريس التصريح لمن ستصوت في الدورة الثانية.

وفي أوساط ماكرون، هناك إقرار بأن فكرة "الجبهة الجمهورية" التي تشكلت لدعمه في الجولة الثانية عام 2017، لم تعد أمرا مسلّما.

ويقول مستشار للرئيس المنتهية ولايته إن "مجرد قول "لن يمروا" لن ينجح هذه المرة".

بعد هزيمتها عام 2017، وشعورها بالارتباك لبعض الوقت اثر ظهور إريك زمور في المشهد اليميني المتطرف، تجاوزت مارين لوبان تدريجيا تعثرها واستعادت بريقها إلى حد أنها قدمت نفسها خلال آخر تجمع نظمته الجمعة بأنها تمثل "فرنسا الهادئة" في مواجهة إيمانويل ماكرون "العدواني" و"المضطرب".

وظهرت الابنة والوريثة السياسية لليميني المتطرف جان ماري لوبان، على أنها "معتدلة" بفضل خطاب إريك زمور المتشدد ضد الإسلام والهجرة.

كما ركزت حملة لوبان على القوة الشرائية، الشاغل الرئيسي للشعب الفرنسي القلق بشأن التضخم وارتفاع أسعار الطاقة.

وفي مواجهتها، بدأ ماكرون حملته بشكل متأخر جدا، إذ حاول تقديم صورة زعيم تشغله الأزمات الصحية والدولية، وهو أمر خدمه في البداية قبل أن يجعله يبدو منفصلا عن الاهتمامات اليومية للفرنسيين.

وإدراكا منه للخطر، دعا الرئيس المنتهية ولايته منذ بداية أبريل/نيسان إلى "التعبئة" ضد اليمين المتطرف.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً