أهالي ضحايا الاعتداءات الإرهابية يقومون بدفن ذويهم  (AP)
تابعنا

شهدت سريلانكا عدداً من الهجمات الإرهابية هي الأعنف منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 10 سنوات، أسفرت عن مقتل نحو 300 شخصاً من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى وقوع أكثر من 500 جريحاً، وهي الهجمات التي استهدفت عدداً من الكنائس في احتفالات عيد القيامة يوم الأحد21 أبريل/نيسان، بالإضافة إلى عدد من الفنادق التي تجمع الأجانب في العاصمة كولومبو وضواحيها.

قامت الشرطة السريلانكية باعتقال 24 شخصاً على صلة بالهجمات، التي حمّلت الحكومة السريلانكية مسؤوليتها لجماعة مسلحة محلية تعرف باسم "جماعة التوحيد الوطنية" وسط ترجيحات بوجود صلات بينها وبين جماعات إرهابية دولية بالنظر إلى حجم الهجمات وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.

وبعد وقوع عدد من الهجمات المتتالية في مناطق متفرقة بالبلاد آخرها صباح يوم الإثنين، حذرت الخارجية الأمريكية مواطنيها من السفر إلى سريلانكا، موضحة أن هناك "جماعات إرهابية" تواصل التخطيط لهجمات محتملة "دون سابق إنذار" قد تستهدف أماكن سياحية ومحطات وسائل النقل العامة ومراكز تجارية وفنادق وأماكن عبادة، بحسب رويترز.

وأكدت عدة بلدان سقوط عدد من مواطنيها بين الضحايا، منهم أستراليا وبريطانيا والصين واليابان والبرتغال بالإضافة إلى الولايات المتحدة، بينما لا يزال عدد من الضحايا في عداد المفقودين.

"فشل استخباراتي محتمل"

بعد وقوع الهجمات، أعلن رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكرمسينغ أن حكومة بلاده "تلقت معلومات بشأن هجوم محتمل، لكن لم يتم اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنعه"، وهو ما أكده وزير الاتصالات هارين فرناندو عبر حسابه على تويتر، إذ أوضح أن "بعض ضباط الاستخبارات كانوا على دراية بهذه الأحداث، ولا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعرفة أسباب هذا التجاهل".

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الوثيقة التي وصلت لأجهزة الأمن السريلانكية قبل نحو 10 أيام من وقوع الهجمات وفقاً لتصريح وزير الصحة راجيثا سيناراتني، الذي أوضح أن التقرير المقدم من وكالة مخابرات أجنبية حذّر من اعتزام جماعة التوحيد شن هجمات على كنائس متضمناً معلومات تفصيلية وأسماء لشخصيات متورطة في العمليات.

وأكد سيناراتني أن التقرير لم يصل إلى رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ الذي تشهد علاقته بالرئيس السريلانكي توتراً أسفر عن أزمة العام الماضي، وهو ما أثار العديد من التساؤلات عن كيفية إدارة الحكومة السريلانكية لتقرير بهذه الخطورة.

"جماعة التوحيد الوطنية"

الجماعة التي أعلنت السلطات وقوفها وراء الهجمات لا تحمل تاريخاً طويلاً من "الإرهاب"، بل فقط بعض اعتداءات على تماثيل بوذية لم تؤدِّ إلى وقوع قتلى، وهو ما رجح وجود صلات بينها وبين جماعات دولية.

كذلك أعلن وزير الصحة راجيثا سيناراتيني أن الذين قاموا بالاعتداءات جميعهم "مواطنون سريلانكيون"، منهم 7 انتحاريين وُجدت أشلاؤهم في 6 مواقع مختلفة.

لا تمتلك سريلانكا تاريخاً من الهجمات الإرهابية التي يقوم بها أشخاص ينتمون إلى الدين الإسلامي، إذ يعد المسلمون والمسيحيون أقلية في البلاد مقابل الأغلبية البوذية.

وشهدت البلاد في الفترة بين عامي 1983 و2009 حرباً أهلية شنها "نمور التاميل" الانفصاليون ضد الحكومة وانتهت بانتصار الحكومة، في بلد –على صغر حجمه- يحمل تاريخاً طويلاً من الاقتتال العرقي والديني.

إعلان حالة الطوارئ

قامت السلطات باتخاذ العديد من الإجراءات الأمنية المشددة عقب الهجمات الدامية، فقد فُرض حظر التجوال حتى فجر غد الثلاثاء، كذلك صرح مكتب رئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسينا إعلان حالة الطوارئ في البلاد.

وقامت الحكومة السريلانكية بحجب شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلات بما فيها فيسبوك وواتساب، في محاولة لتحجيم الغضب الشعبي ومنع قيام اقتتال شعبي، إذ دعا رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ، عبر حسابه على تويتر، جميع المواطنين "إلى البقاء موحدين وأقوياء خلال هذه المحنة المأساوية".

الوثيقة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، وتشير إلى فشل استخباراتي محتمل إذ حذرت السلطات من وقوع هجمات إرهابية على كنائس قبل أيام من تنفيذها، ولكن تم تجاهلها
أهالي الضحايا يقومون بإشعال الشموع بعد دفن 3 أفراد من عائلة واحدة  (AP)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً