اعتصام الأسرى المحررين في ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط رام الله (TRT Arabi)
تابعنا

في ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله، يفترش أسرى محررون الأرض منذ 41 يوماً، يضربون عن الطعام والماء منذ يومين، نُقل عدد منهم إلى المشفى بعد تدهور وضعهم الصحي، يطالبون السلطة الفلسطينية بدفع رواتبهم التي قُطعت عام 2007 من دون أسباب مقنعة.

من ضمنهم أسرى قضوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من عشرين عاماً.

الأسرى عادوا إلى الاعتصام في الشارع، بعد سنة من وعود الجهات الرسمية بإيجاد حل لمشكلتهم العالقة منذ ما يزيد عن 12 عاماً، ويقول الأسير المحرر سفيان جمجوم الذي أمضى أكثر من 20 عاماً في سجون الاحتلال، إن "رواتبهم قُطعت من دون وجه حق بذريعة الانقسام، ثم تُركت القضية للمماطلة إلى أن اكتشفوا أن الأمر جاء بقرار سيادي".

سفيان الذي ارتدى كفنه برفقة زملائه، قطع مؤتمراً صحفياً عُقد الأربعاء أمام الكاميرا، لينقذ زوجته المشاركة في الاعتصام عندما شعرت بالإغماء نتيجة الضغط النفسي بعد أن رأته يرتدي كفناً، حالها ليس مختلفاً عن حال أطفال الأسرى المحررين الذين كانوا يبكون بحرقة، في الوقت الذي ارتدى فيه ذووهم أكفانهم وقرأوا وصاياهم، تحسباً لأي موت قد يباغت أحدهم فجأة نتيجة الإضراب.

وكان الأسير المحرر إبراهيم نواهضة (54 عاماً) من بين الذين تلوا وصيتهم، التي حمّل فيها مسؤولية حياته وحياة زملائه "كل مسؤول في السلطة الفلسطينية كان سبباً في قطع راتبه أو تخاذل عن إعادته"، وطالب بتقديمهم إلى القضاء الرسمي والعشائري والفصائلي في حال أصابه أو أحد زملائه أي مكروه.

محاولات للحل

بعد مداهمة الأجهزة الأمنية الفلسطينية مكان اعتصام الأسرى المحررين وإزالة خيامهم التي ينامون فيها، زار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية المعتصمين في محاولة منه لحل مشكلتهم، وتعهد أن ينقل رسالتهم ويبلور الرؤية للوصول إلى حل.

وقال اشتية "جرى إبلاغ المحررين بأن الحل لدى رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، وأنه يحتاج إلى توقيع الرئيس محمود عباس".

وفي وقت سابق، تدخلت دول من أجل حل الأزمة، وكان الدور الأبرز لقطر وتركيا، حسب ما أفاد به الأسير المحرر والصحفي علاء الريماوي لـTRT عربي، الذي أكد أن حديثاً جرى مع السلطة الفلسطينية بهذا الشأن، وأشار إلى أن "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تواصل معهم هاتفياً أيضاً".

وتحدث الريماوي المعتصم مع زملائه عن اللقاء الذي عقده الأسرى المحررون مع رئيس الوزراء قائلاً إنه "لم تكن توجد نتائج واضحة، لكن كان الحديث بإيجابية".

وأضاف: "تمنينا من رئيس الوزراء أن يأخذ دوره لحل المشكلة، لكنه أحال الموضوع إلى رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية الذي كانت لنا معه لقاءات سابقة أسفرت عن وعود جازمة بصرف الرواتب خلال شهر ونصف، لكن لم يُصرف أي شيء حتى الآن منذ 13 شهراً".

وتابع: "ليس لدينا أي مانع للقاء أي شخصية في السلطة الفلسطينية يمكن أن تساعدنا في حل مشكلتنا، وكان بالإمكان أن يوفر علينا لقاء رئيس الوزراء جهد الإضراب عن الطعام والماء، ويجد حلاً، وللأسف لم يتبلور أي حل".

ويرى الريماوي أن الأسرى المحررين معرضون للموت في أي لحظة، بخاصة مع نقل ثالث مضرب عن الطعام إلى المشفى بعد أن أصبح يتبول دماً، فهم يضربون عن الماء في خطوة تصعيد جديدة بعد إضرابهم عن الطعام، مشيراً إلى أنهم مستمرون في إضرابهم ومصرون على حقهم، حتى تحقيق العدالة.

من جانبه، يقول وزير الأسرى السابق وصفي قبها لـTRT عربي، إن "المؤشرات تدل على عدم وجود أي بوادر حل لقضية الأسرى المحررين في الأفق، وهذا الأمر يزيد المسؤولية على الجميع للضغط أكثر على السلطة والأجهزة الأمنية للخضوع والتزام بنود القانون الفلسطيني الذي كفل راتب الأسير الفلسطيني المحرر، وهو ليس منة من أي أحد بل هو حق كفله القانون".

ويشير قبها إلى أن أي حالة احتقان في الشارع الفلسطيني ستؤثر على الانتخابات التي وافقت الفصائل الفلسطينية على عقدها بدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولم يتبقَّ سوى القليل لتحديد موعدها.

الأسير المحرر علاء الريماوي: ليس لدينا أي مانع من لقاء أية شخصية في السلطة الفلسطينية (TRT Arabi)
الأسير المحرر سفيان جمجوم يرتدي كفناً أثناء الاعتصام  (TRT Arabi)
الأسرى المحررون أثناء كتابة أسمائهم على الأكفان (TRT Arabi)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً