نُفي معظم الشركس إلى منطقة الأناضول والأجزاء الأوروبية الخاضعة لسيطرة العثمانيين (AA)
تابعنا

استذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، ضحايا النفي الذي تعرض له الشركس في عهد روسيا القيصرية.

وقال أردوغان في تغريدة عبر تويتر، بمناسبة الذكرى الـ158 لتهجير الشركس: "في ذكرى نفيهم من وطنهم الأم القوقاز، أستذكر بمشاعر الحزن، الآلام التي عاشها أشقاؤنا الشركس والتي لا يمكن وصفها ونسيانها حتى لو مر عليها قرون".

كما ترحم الرئيس أردوغان على الضحايا الذين فقدوا أرواحهم خلال عمليات التهجير.

تهجير الشركس

بين عامي 1763-1864، شهد شمال القوقاز حرباً استمرت 101 عام، بين الروس وشعوب المنطقة المسلمة، صنفت على أنها من أكثر الحروب دموية على مر التاريخ، حيث أسفرت المعارك عن مقتل أكثر من 500 ألف من سكان القوقاز، وتهجير مئات آلاف الشركس وغيرهم من شعوب المنطقة.

وفي 21 أيار/مايو 1864، بعد انتصار روسيا القيصرية على شعوب القوقاز في وادي "كبادا" قرب مدينة "سوتشي" الشهيرة، المطلة على البحر الأسود، كان هذا التاريخ بمثابة "بداية النهاية" للشركس، وشعوب شمال القوقاز المسلمة.

واتبعت روسيا القيصرية سياسة التغيير الديموغرافي، فقامت بتهجير 1.5 مليون شركسي من مدن "سوتشي" و"توابسي" و"سخومي" الساحلية، إلى مناطق سيطرة الدولة العثمانية، وعلى رأسها مدينة "فارنا" (مدينة بلغارية مطلة على البحر الأسود) وصامصون وسينوب وطرابزون (ولايات تركية مطلة على البحر الأسود).

وقضى خلال عمليات التهجير القسري حسب أرقام غير رسمية ما بين 400-500 ألف شركسي، بسبب الأوبئة والجوع.

ونُفي معظم الشركس إلى منطقة الأناضول والأجزاء الأوروبية الخاضعة لسيطرة العثمانيين، ثم هاجر قسم منهم من تلك المناطق إلى سوريا والأردن.

ولم تُقدم موسكو حتى وقتنا الحالي على أيِّ خطوة تجاه إعادة الاعتبار للشركس، أو للتخفيف من ألم الجرح الغائر في ذاكرتهم.

ويطالب الشركس حول العالم روسيا، التي تعد وريثة روسيا القيصرية، بالاعتذار والاعتراف بـ21 أيار/ مايو كيوم يرمز لـ"الإبادة الجماعية والتهجير بحق الشركس".

الشعوب التي تعرضت للتهجير على يد الروس

لم يكن الشركس وحدهم ضحية سياسات التغيير الديموغرافي التي اتبعها الروس.

التتار وهم السكان الأصليون لشبه جزيرة القرم، تعرضوا أيضاً لعمليات تهجير قسرية، اعتباراً من 18 مايو/أيار 1944، حيث جرى تهجيرهم باتجاه وسط روسيا، وسيبيريا، ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفيتي آنذاك، كما صودرت منازلهم، وأراضيهم في عهد الزعيم السوفيتي، "جوزيف ستالين"، بتهمة "الخيانة" عام (1944)، لتوزع على العمال الروس، الذين جُلبوا، ووُطِّنوا في شبه الجزيرة، ذات الموقع الاستراتيجي المهم شمال البحر الأسود.

وحسب مصادر تتار القرم، فإنَّ 250 ألف تتاري جرى تهجيرهم خلال ثلاثة أيام بواسطة قطارات تستخدم لنقل الحيوانات، وقضى خلال عملية التهجير تلك 46.2% منهم، نتيجة المرض والجوع والظروف المعيشية والمعاملة السيئة.

كما شهدت الحقبة السوفيتية، وبقرار من ستالين، تهجير أتراك الأهيسكا من جورجيا إلى جمهوريات وسط آسيا، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1944، وبحسب مصادر محايدة فإن 20 ألفاً منهم قضوا لأسباب مختلفة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً