حمّلت منظمات حقوقية دولية السلطات المصرية مسؤولية وفاة مرسي في محبسه (AP)
تابعنا

تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، أحيت فيها فاعليات متنوعة خارج مصر، عبر سرد ما جرى في نحو 6 سنوات من توقيفه صيف 2013، حتى وفاته في 17 يونيو/حزيران 2019.

وما بين وفاة أحدثت صخباً وذكرى أولى تعيد الماضي، لا تريد أسرة مرسي ولا تياره السياسي الإقرار بأن رحيل الرئيس الأسبق كان على إثر "أزمة قلبية" فاجأته أثناء المحاكمة، ولا يزال هدف تحريك تحقيق دولي يشغل بال أنصاره.

وبذلك تستمر أزمة حقوق الرئيس الراحل حياً وميتاً مع السلطات المصرية قائمة، في سياق يعتبره أنصاره "حقاً لن يسقط بالتقادم"، ويعدّه النظام "تحريضاً وأكاذيب" ضده.

ففي 17 يونيو/حزيران 2019، توفي مرسي أثناء محاكمته على إثر نوبة قلبية مفاجئة، بينما حمَّلت جماعة الإخوان التي ينتمي إليها، السلطات مسؤولية وفاته، واعتبرته "شهيداً" جراء ما اعتبرته "إهمالاً صحياً"، نفته السلطات بشدة مؤكدة أن الوفاة "طبيعية".

اتهام للنظام

سبب الوفاة الذي شككت فيه منظمات حقوقية دولية عديدة لا يزال محط تساؤل حتى اليوم. فقد كانت منظمة العفو الدولية، دعت السلطات المصرية إلى "إجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف في ظروف وفاة مرسي وحيثيات احتجازه، بما في ذلك حبسه الانفرادي وعزله عن العالم الخارجي، وفي الرعاية الطبية التي كان يتلقَّاها، ومحاسبة المسئولين عن سوء معاملته".

وقالت ليا ويتسون رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية إن "الوفاة أمر فظيع، لكنها متوقعة تماماً نظراً إلى فشل الحكومة المصرية في توفير الرعاية الطبية الكافية لمرسي، أو الزيارات العائلية اللازمة".

وأرفقت ويتسون مع تغريدة سابقة لها رابطاً لتقرير نشرته المنظمة في سبتمبر/أيلول 2016، بعنوان "نحن في مقابر"، يتناول الانتهاكات في "سجن العقرب" أحد السجون مشددة الحراسة في مصر، كان يقبع فيه مرسي.

فاعليات الذكرى: مؤسسة وكتاب

شهدت الذكرى الأولى زخماً احتفائياً للرئيس الأسبق الراحل عبر فاعليات عدة، أبرزها تدشين "مؤسسة مرسي للديمقراطية"، الأربعاء في لندن، وهي من أبرز الإعلانات التي تزامنت مع الذكرى الأولى لوفاة مرسي.

والمؤسسة حسب وكيل المؤسسين المتحدث باسمها محمد هلال، هي منظمة مجتمع مدني غير ربحية، دولية، تضم شخصيات عامة عربية وغربية، ومن أبرز المنضمين إليها الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، حسب وكالة الأناضول.

كما أصدر المركز المصري للإعلام وفق بيان، كتاباً رمزياً من 15 فصلاً بعنوان "مرسي الرئيس الشهيد.. فارس الحرية ورمز الصمود"، يقدم فيه صورة متكاملة وشاملة عن حياته ومواقفه، وظروف تولِّيه حكم مصر، وما قدمه حتى الإطاحة به ومحاكمته ووفاته.

وبجانب المؤسسة والكتاب، عجَّت الذكرى الأولى بمؤتمرات ووقفات خارج مصر لإحياء ذكراه، أبرزها ندوة الموقع الإلكتروني الخاص "عربي 21" الثلاثاء، ومؤتمر قناة "وطن" التابعة لجماعة الإخوان الأربعاء، بجانب مهرجان غنائي الخميس، بجانب ندوة لبرلمانيين سابقين السبت.

رسائل تضامنية: "التاريخ لن يغفر"

قال الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي إن "الانقلابيين سيدفعون ثمناً باهظاً، ليس فقط سياسياً، وإنما من سمعتهم"، مشدداً على أن "التاريخ لن يغفر لهم الطريقة التي تعاملوا بها مع الرئيس الراحل محمد مرسي".

وأضاف المرزوقي: "مهما كانت انتماءاتنا السياسية ومهما كانت خلافاتنا مع الإسلاميين، فسنواصل اعتبار محمد مرسي شهيد الديمقراطية، وسنواصل في كل سنة الاحتفال بذكراه، وسنذكِّر في كل ذكرى بما تعرَّض له من أسلوب وحشي في التعامل معه".

وانتقد ما وصفه بـ"الموقف المخزي للديمقراطيات الغربية"، التي قال إنها "غضت الطرف عن كل انتهاكات حقوق الإنسان ولعبة الديمقراطية".

من جانبه قال ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي إن مرسي "لن يُنسى، فقد أصبح رمزاً للمقاومة كشخصية عمر المختار (قاد النضال الشعبي ضد الاستعمار الإيطالي في ليبيا) الذي لا يزال يشكل رمزاً قومياً مهماً".

ورأى أقطاي أنه "لم يُسمح للشهيد مرسي بحكم مصر أكثر من عام، ولو استمر حكم الرجل مدة أطول لشهدت مصر تطوراً وتنمية وحريات وكرامة إنسان"، واعتبر أن "طريقة اغتيال مرسي تفضح كل الجرائم التي ينظمها النظام العالمي بأسره بسكوته على هذه الجريمة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً