الأويغور والهوي هما المجموعتان العرقيتان المسلمتان الرئيسيتان في الصين، وتعيشان تحت رقابة مكثفة من الحكومة الصينية (AA)
تابعنا

كشف كتاب صدر حديثاً عديداً من القصص عن احتجاز الشرطة الصينية نساء ينتمين إلى مجموعات عرقية مسلمة في زنازين لأشهر بعد اتهامهن بارتكاب "جرائم إلكترونية" مختلفة.

ونشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي تفاصيل ما جاء في كتاب "In the Camps" (في المعسكرات) للمؤلفة دارين بايلر، ومنه قصة فيرا تشو المقيمة الدائمة في الولايات المتحدة والطالبة في جامعة واشنطن.

وتقول تشو إنها احتُجزت بسبب تنزيل ملف "VPN" من أجل الوصول إلى واجباتها المدرسية وحسابات البريد الإلكتروني في أثناء زيارة والدها وصديقها في شينجيانغ بالصين.

وكتبت تشو في ملاحظاتها إلى وزارة التعليم الأمريكية: "أبلغوني أنني سأُرسَل إلى فصل دراسي لإعادة التعليم".

وتابعت: "طُلب إليّ أن أرتدي زيهن الذي كان عليه خطوط خضراء على الأكمام والسراويل. كان الباب مغلقاً من الخارج".

وأضافت: "كنت هناك منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017 إلى مارس/آذار 2018. أمضيت عيد الشكر وعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة في تلك الزنزانة".

والأويغور والهوي هما المجموعتان العرقيتان المسلمتان الرئيسيتان في الصين، وتعيشان تحت رقابة مكثفة من الحكومة الصينية.

ويُعتقد أن أكثر من مليون أويغوري أرسلوا إلى معسكرات "إعادة التثقيف" والسجون مثل السجن الذي كانت تقبع به تشو، حيث يعرض محتجزون سابقون تفاصيل تجارب مروعة من التعذيب والتجارب الطبية.

وذكر الكتاب الصادر حديثاً أن تشو احتُجزت مع 11 امرأة مسلمة أخرى حددتهن الشرطة على أنهن "مجرمات محتمَلات" من خلال قانون أمن الإنترنت الصيني.

ويطالب القانون الذي أُقِرّ في عام 2017، مشغلي شبكات الإنترنت بمشاركة البيانات الشخصية مع السلطات الصينية.

وقالت امرأة إنها ألقي القبض عليها بسبب تنزيل تطبيق واتساب للتحدث إلى زملاء العمل في كازاخستان.

وأوضحت امرأة أخرى كانت تبيع الهواتف الذكية أنها سمحت لعديد من العملاء باستخدام هويتها لإعداد بطاقات SIM الخاصة بهم.

وكانت الثلاث ضحايا لنظام المراقبة الصيني عالي التقنية الذي يستهدف الأقليات المسلمة، وفقاً لمؤلفة الكتاب.

وبعد أن أمضت ستة أشهر في المخيم، أُطلقَ سراح تشو في ظل مجموعة من الظروف التي تتطلب منها البقاء في حيها المحلي وتقديم تقارير متكررة عن وضعها الاجتماعي.

وفي أحد الأيام في أثناء ذهابها إلى السينما مع الأصدقاء، قالت تشو إن هويتها ووجهها مُسحا ضوئياً عند نقطة تفتيش، مما أدّى إلى انطلاق صفارات الإنذار.

وفي يوم آخر سارت بالخطأ خارج حدود الحي الذي تقطنه، حيث سرعان ما أصبح وجهها مظللًا بمربع أصفر على شاشة قريبة حددتها على أنها مسلمة "مجرمة محتمَلة".

وسرعان ما أدركت تشو أنه بينما انتهى حبسها الجسدي، كانت لا تزال عالقة في سجن رقمي.

ولكن عندما تمكنت أخيراً من العودة إلى سياتل في عام 2019، وصلت أيضاً تقنية المراقبة التي جعلت حبسها ممكناً إلى الولايات المتحدة.

وحسب ما ورد اشترت أمازون، التي يقع مقرها الرئيسي في سياتل، 1500 كاميرا تصوير حراري من شركة صينية أدرجتها الولايات المتحدة في القائمة السوداء بسبب مزاعم بأنها ساعدت الحكومة الصينية على "احتجاز ومراقبة الأويغور والأقليات المسلمة الأخرى"، حسبما أفاد موقع إنسايدر في أبريل/نيسان الماضي.

وتهدف هذه التقنية إلى مراقبة درجة حرارة الموظف من بُعد كوسيلة لمنع انتشار فيروس كورونا.

وعلى الرغم من الحظر الأمريكي، يُسمح للشركات الخاصة بشراء سلع من نظيرتها المدرجة في القائمة السوداء، لكن تنفي شركات مثل أمازون أي يكون لها نفس الاستخدام الصيني.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً