الهند صوّتت أيضاً ضدّ النصّ معتبرةً أن التغيّر المناخي ليس مرتبطاً بمشكلة الأمن الدولي بل بالتطوّر الاقتصادي (AA)
تابعنا

استخدمت روسيا الاثنين في مجلس الأمن الدولي حقّ النقض، ضد مشروع قرار أعدّته النيجر وأيرلندا يعتبر تغير المناخ تهديداً للأمن الدولي، كان حظي بدعم غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

ويطلب النصّ الذي أيّده 12 من بين الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، من الأمين العامّ للأمم المتحدة "إدماج المخاطر الأمنية المتعلقة بالمناخ عنصراً مركزي في استراتيجيات الأمم المتحدة الشاملة لمنع نشوب النزاعات".

وصوّتت الهند التي ليس لديها حقّ النقض، ضدّ النصّ معتبرةً أن التغيّر المناخي ليس مرتبطاً بمشكلة الأمن الدولي بل بالتطوّر الاقتصادي، فيما امتنعت الصين عن التصويت.

كان مشروع القرار يطلب أيضاً من الأمين العامّ للأمم المتحدة إعداد تقرير في غضون عامين "حول التداعيات على الأمن للآثار المضرّة (الناجمة) عن التغيّر المناخي" في ملفات يديرها المجلس، وتوصيات بشأن الطريقة التي يمكن معالجة هذه المخاطر من خلالها.

واعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن الفيتو الروسي ليس لديه "أي مبرر"، وأضافت أن "الأزمة المناخية أزمة أمنية".

وأعرب السفيران النيجري عبده عباري والأيرلندية جيرالدين بيرن نايسون عن خيبة أملهما بعد التصويت، وندّدَا بشدة بوجود حقّ النقض في مجلس الأمن الذي لا يزال امتيازاً منذ الحرب العالمية الثانية للدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا).

وقالا إنّ حقّ النقض عفا عليه الزمن، و"هذا المجلس لن يكون أبداً على مستوى مهمّته في سبيل السلام والأمن الدوليين ما لم يتكيّف" مع التحديات الجديدة مثل التغيّر المناخي.

وتؤثر روسيا بشدة في قرارات مجلس الأمن، إذ لم تضطلع الولايات المتحدة منذ تولّي جو بايدن سدّة الرئاسة الأمريكية بأي دور مبادر أو موازن لموسكو.

وغالباً ما تستخدم روسيا حقّ النقض في ملفات عدة على غرار إثيوبيا وليبيا والسودان وإفريقيا الوسطى ومالي والبوسنة.

وكان الرئيس النيجري محمد بازوم دافع الخميس من مقرّ الأمم المتحدة عن مشروع القرار قائلاً: "لقد حان الوقت ليأخذ المجلس بالاعتبار، في إطار تفويضه الاستباقي، المخاطر الأمنية المرتبطة بالتغيّر المناخي بصفته عنصراً إضافياً في بنيتنا للسلام والأمن".

كان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا رفض وضع القضية في عهدة مجلس الأمن، وأكد الاثنين أن مشروع القرار "غير مقبول".

وقال السفير: "بالنسبة إلينا، الرابط المباشر بين الإرهاب والتغيّر المناخي بعيد كل البعد عن أن يكون جليّاً"، مُبدِياً رفضه قراراً "سيخلق التباساً وازدواجية" مع منتديات أخرى تُعنى بالاحترار المناخي.

والاثنين شدّد السفير على أن روسيا لا تنفي هذا التطور، "بل يجب معاينة كل بلد وكل منطقة على حدة. المقاربات العامة والتلقائية لأسباب النزاع تحيّد مجلس الأمن عن حل هذه المشكلات".

وتعتبر النيجر، التي أعدّت النص برعاية مشتركة مع 113 من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددهم 193، في حدث نادر من نوعه، أن على مجلس الأمن أن يتّبع "نهجاً متكاملاً ومنسَّقاً من أجل تعزيز قدرته على فهم تأثير التغيُّر المناخي".

وكان غوتيريش اعتبر أن "التغير المناخي وإن لم يكن مصدر كل الشرور، فإن تأثيره مضاعف ويشكّل عاملاً يفاقم انعدام الاستقرار والنزاع والإرهاب".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً