فيسبوك يحذف مئات الحسابات لفلسطينيين  (AA)
تابعنا

ما زال موقع فيسبوك مستمراً في حربه ضد المحتوى الفلسطيني، عن طريق حملات حذف لحسابات فلسطينيين بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، ومن غير أن يبدي لهم أسباب إزالة تلك الحسابات التي يحمل بعضها الإشارة الزرقاء "أي الصفحات الموثقة"، وكان آخر حملاته قبل أيام، إذ أغلق صفحات وحسابات العشرات من الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين.

الحسابات المحذوفة، أغلبها من النشيطة التي تساهم في نقل الرواية الفلسطينية وتفضح الجرائم الإسرائيلية، وهو أمر يعكس محاولات فيسبوك المتكررة اجتثاث الرواية الفلسطينية بشكل كامل، وانحيازه لإسرائيل.

ولقي فيسبوك انتقادات واسعة لتجاهله الحسابات الإسرائيلية التي تحرّض ضدّ الفلسطينيين، وتدعو إلى قتل الأطفال واعتقالهم وسلب الأراضي.

وتساءل بعضهم عن سبب عدم حذف حسابات تحرّض مباشرةً ضدّ الفلسطينيين، مثل حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونجله يائير الذي كتب محرّضاً ضدّ البلدات العربية داخل أراضي الـ48، ونشر صورة مفبركة لمدينة طمرة مدَّعياً أن بناءها غير مرخَّص، داعياً الشرطة الإسرائيلية إلى التدخل في معالجة هذه الظاهرة.

בגליל, בנגב ובמשולש יש בעיה גדולה שמשטרת ישראל פשוט לא אוכפת את חוקי הבנייה במגזר הערבי. קחו לדוגמא את הכפר טמרה בגליל...

Posted by Yair Netanyahu on Friday, 23 November 2018

ويُعتبر فيسبوك من مواقع التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها الفلسطينيون في نشر الأخبار ومتابعة الأحداث، فقد ساهم في الآونة الأخيرة في فضح الانتهاكات الإسرائيلية بشكل كبير، ونظّم النشطاء الوقفات التضامنية والشعبية من خلاله، الأمر الذي كبّل عديداً منهم بسبب هذه السياسة التي باتت غير مفهومة.

عشرات الانتهاكات

ووصلت مركز صدى سوشال، وهو مركز فلسطيني معني بمواقع التواصل، عشرات البلاغات من مستخدمي فيسبوك في فلسطين، تبلغه بتعرض الحسابات للإغلاق دون إبداء الأسباب للبعض، وبحجة عدم الالتزام بسياسات الموقع للبعض الآخر.

وأوضح المركز أن معظم هذه الحسابات تعود لصحفيين ونشطاء، يستخدمون حساباتهم بشكل طبيعي ولنشر أخبار ذات علاقة بالحالة الفلسطينية اليومية، لكن فيسبوك ما زال يقوم بشكل واضح على الانحياز للرواية الصهيونية، وتبني معايير دولة الاحتلال التي تمارس جرائم حرب بحق الفلسطينيين.

في الحملة الأخيرة لفيسبوك ... صدى سوشال يوثق حذف أكثر من 100 حساب ويعمل لاستردادها وثق مركز صدى سوشال حملة حذف وتعطيل...

Posted by ‎صدى سوشال Sada Social‎ on Wednesday, 6 May 2020

وأشار المركز إلى أن هدف هذه الإجراءات هو التضييق على حرية التعبير، وعلى حق الجمهور الفلسطيني في الوصول للمعلومات وتبادلها، مضيفاً أن هذا الاتجاه المستمر من فيسبوك هو تأكيد على استمراره في حملته ضد المحتوى الفلسطيني.

وفي تقريره الشهري حول حصيلة انتهاكات مواقع التواصل الاجتماعي للمحتوى الفلسطيني، رصد المركز خلال شهر أبريل/نيسان 93 انتهاكاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالت الانتهاكات بحق الحسابات الشخصية في فيسبوك 68 شخصاً، فيما تعرض 44 حساباً شخصياً للحظر من خاصية البث المباشر.

تتصدر انتهاكات فيسبوك مجموع انتهاكات وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية حيث وصلت إلى 352 انتهاكاً من أصل 364

مركز صدى سوشال الفلسطيني

وحذف فيسبوك وألغى نشر 18 صفحة من بينها صفحة جزائرية تساند فلسطين، كما حذف أربع مجموعات، وللمرة الأولى يحظر فيسبوك نشر دومين لموقع طلابي فلسطيني تعليمي على منصته.

استخدام طبيعي

ولا تختلف إفادة الصحفيين الفلسطينيين الذين حاورتهمTRTعربي عن بعضها البعض، إذ أجمع عدد منهم على أن الإغلاق كان مفاجئاً ودون إشعار مسبق، وحين حاولوا استعادة حساباتهم لم تتجاوب معهم إدارة الموقع شأنهم شأن الكثير ممن سبقوهم.

ومن بين الحسابات المغلقة، صفحات رسمية لوسائل إعلام، لم تخالف معايير فيسبوك، وتكتفي بنشر الأخبار المحلية المتعلقة بالشأن الفلسطيني، وامتنعت عن ذكر أي كلمات لها علاقة بالمقاومة الفلسطينية، لأن فيسبوك سبق وبنى خوارزمية يُحذَف بناءً عليها عدد كبير من منشورات الفلسطينيين إذا جاء فيها مصطلحات معيَّنة دون النظر حتى إلى السياق الذي ترد به هذه المصطلحات.

وبناء على تلك الخوارزميات تُحظر المنشورات والصور والبث المباشر للنشطاء لفترات متفاوتة، وأضاف فيسبوك في هذه الخوارزميات مصطلحات فلسطينية لقائمة الحظر والانتهاكات، مدَّعياً أنها تنتهك معايير الموقع، كما يفيد خبراء في مواقع التواصل.

ويجزم الناشطون والإعلاميون بوجود قائمة معدة مسبقاً تتضمن مجموعة من الأسماء غير المرغوب فيها في الفضاء الأزرق، بدليل أنه عند إنشاء حساب جديد باسم حذفه فيسبوك سابقاً، يُحذَف في غضون دقائق، إذا استخدم نفس الاسم والصورة والـIP في إنشائه، بما يعني أن فيسبوك تَحوَّل لأداة قمع بيد إسرائيل وليس منحازاً فقط له، ويلاحق شخصيات معينة دون غيرها.

إن مواصلة حجب المحتوى الفلسطيني وملاحقته والتضييق عليه من قبل إدارة فيسبوك، تنضم لكل تلك الضغوط على حريات التعبير والعمل الإعلامي في فلسطين

مركز صدى سوشال الفلسطيني

وحذفت إدارة الموقع سابقاً عدداً من المنشورات بسبب كلمات فلسطينية، وبعض هذه المنشورات يعود إلى أعوام ماضية، تضمنت مصطلحات تُستخدم في الحياة اليومية للفلسطينيين، من بينها "حماس - الجهاد - شهيد - القسام - السرايا - حزب الله" وغيرها، حسبما أفاد الصحفي والناشط الفلسطيني سامح مناصرة لـTRT عربي.

ومن ضمن الحسابات المحذوفة، حساب الناشط الفلسطيني محمد الحاج موسى، الذي وصف في حديث لـTRTعربي ما جرى بأنه انحياز لإسرائيل، وقال "أن تنحاز للمجرم على حساب الضحية، يبدو أن هذا هو الشعار العام لإدارة فيسبوك التي وضعت عدة قواعد تصب جميعها في خدمة الاحتلال الإسرائيلي وتلميع صورته وكتم الصوت الفلسطيني الحر".

وأضاف " أغلقت إدارة فيسبوك عدداً كبيراً جداً من الحسابات الداعمة للقضية الفلسطينية في معظم دول العالم، وتم إقفال حسابي الأساسي بدون سابق إنذار، تلا ذلك إقفال جميع الحسابات الجديدة التي أنشأتها وحاولت النشر من خلالها وهي سبعة حسابات".

وزاد بقوله "كشاب فلسطيني أؤكد أنني أعيش من أجل بلادي ولا قيمة لوجودي إن لم أذكرها في كل آن ومقام بأوجاعها ومقاومتها وسأظل أصرخ وأكتب ولو كتبت على الطين".

أخبروا مارك ومن معه، بأننا سنظل نكتب لو على الطين، بأن فلسطين هي أرضنا وغاية الآمال. هذا رصيفٌ جديد يا رفاق، بعد أن تم إلغاء الحساب السابق، أرجو منكم مساعدتي في نشره، فضلاً وليس أمراً. ❤️❤️

Posted by ‎محمد الحاج موسى‎ on Wednesday, 6 May 2020

انتهاكات سابقة

وسبق وأن شنّ موقع فيسبوك حملات مشابهة لإغلاق حسابات صحفيين فلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية.

وكانت مؤسسة "إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان" ومقرها في لندن، قد اتهمت إسرائيل العام الماضي بـ"توظيف علاقاتها مع شركة فيسبوك لمحاربة المحتوى الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني الأزرق".

وعام 2018، أعلنت وزارة القضاء الإسرائيلية أن إدارة موقع فيسبوك استجابت عام 2017 لما يقرب من 85% من طلبات إسرائيل، لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل.

TRT عربي
الأكثر تداولاً