السنوار والصحافية فرانشيسكا بوري في صورة نشرتها يديعوت احرونوت (Others)
تابعنا

أثار حوار صحفي مع قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مقتطفات منه، جدلاً واسعاً في فلسطين وخارجها. فيما تحولت ساحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى أرض خصبة للنقاشات حول الموضوع.

وتحت عنوان " قائد حماس في تصريحات خاصة لصحيفة يديعوت أحرونوت"، نشرت الصحيفة، الخميس إعلاناً للحوار الذي قال فيه السنوار "لم أٌقل إنني لا أريد أن أحارب، إنما أقول إنني لا أريد حروباً إضافية". ومن المقرر أن ينشر الحوار كاملاً يوم الجمعة. 

وزعم الموقع أن قائد حماس في غزة كان على علم مسبق بأن المقابلة التي تُجريها الصحافية الإيطالية فرانشيسكا بوري، سيتم نشرها في صحفية "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بالتزامن مع نشرها على صحيفة "ريبوبليكا" الإيطالية.

وتدعي الصحافية الإيطالية أن المقابلة أجريت في مكتب يحي السنوار في مدينة غزة. وتقول "قد يسأل البعض أين التقينا، ربما في نفق تحت أرض؟، لكنني أؤكد لكم أن المقابلة أجريت في مكتب السنوار نفسه، بحضور مترجم أحياناً، وبحضور مستشارين في أحيان أخرى". وهو ما نفاه مكتب السنوار في بيان.

جدل في إسرائيل

وعلى الرغم من الجدل الذي أثاره الحوار الذي أجراه قائد حماس في غزة مع الصحيفة الإسرائيلية، وفق الادعاء، إلا أن ما نشر من الحوار، أثار جدلاً واسعاً في إسرائيل أيضاً، حيث رأى عدد من الصحفيين والنشطاء أن السنوار سعى من خلال الحوار إلى مخاطبة المجتمع الإسرائيلي في إطار "الحرب النفسية التي تمارسها حركة حماس".

ويقول الصحافي الإسرائيلي يوني بن مناحيم في تغريدة على "تويتر" إن "قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، يستخدم الإعلام الإسرائيلي من أجل تمرير أفكاره، ويمارس الحرب النفسية في الوقت الذي يستعد فيه الذراع العسكري لحركته للحرب القادمة مقابل إسرائيل".

وكان السنوار قال في الحوار الذي نشر بشكل جزئي إنه "وافق على إجراء الحوار، لأنّه يرى أن هناك فرصة للتغيير"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لم يقل إنه لا يريد أن يستمر في محاربة إسرائيل، إنما لا يريد أن تندلع المزيد من الحروب".

وقال " ما أريده هو أن يرفع الحصار عن غزة، ومسؤوليتي الأولى تتلخص بالعمل من أجل أهداف ومصالح الشعب الفلسطيني، والدفاع عنه، وأن أناضل من أجل الحرية والاستقلال".

وفي إطار ردود الفعل الإسرائيلية على الحوار المذكور، قال الناشط الإسرائيلي دافيد دبرشايلو إن " إجراء مقابلة مع السنوار، ونشرها اليوم، تشبه تماما إجراء مقابلة مع هتلر خلال المحارق اليهودية".

على النقيض، يرى الإعلامي الإسرائيلي والمحلل السياسي في صحيفة "يسرائيل هيوم" رؤوفين بيرغو أنّ خطاب السنوار لا يمكن اعتباره بمثابة حرب نفسية على المجتمع الإسرائيلي.

وقال لـ"TRT عربي" إن الخطاب بدا واقعياً، أراد السنوار من خلاله التأكيد على احتمال التوصل إلى تهدئة ما ، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطابات من شأنها أن تساهم في بلورة رأي عام في إسرائيل قد يضغط فعلا باتجاه تهدئة مع حماس.

انقسام فلسطيني

على صعيد آخر، أثار ضجة في الأوساط الفلسطينية، خاصة وأن أدبيات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المناوئة لإسرائيل، تحظر إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائلية أو الظهور على شاشتها. وانسحب عدد من قياديي الحركة من حوارات تلفزيونية لمجرد ظهور ضيف إسرائيلي بالتوازي.

وتباينت آراء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي حول الحوار. ، ورأى عدد من النشطاء والمحللين ان الصحافية بوري إيطالية وليست إسرائيلية، أشار البعض إلى أن السنوار كان مدركاً إلى أن الحوار أجري لصالح "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "لأن بحثاً بسيطاً عن اسم الصحافية، يقود إلى مكان عملها بشكل مباشر"، على حد تعبيرهم.

ورأى الإعلامي الفلسطيني تامر المسحال أن معلومات تشير إلى أن الصحافية الإيطالية التي أجرت اللقاء مع قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار دخلت غزة قبل أسابيع وأجرت اللقاء لصالح صحيفتي "ريبوبليكا" الايطالية و "جارديان" البريطانية ليظهر اللقاء اليوم على أنه لصالح "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية وتحتفي الصحيفة الإسرائيلية به على انه لقاء حصري". وأشار في الوقت ذاته إلى أنّ الأمر ما زال بحاجة إلى المزيد من التوضيح.

هل أجرى قائد حماس في غزة حقا لقاء حصريا مع يديعوت احرنوت الاسرائيلية ؟؟ المعلومات تقول أن الصحفية الايطالية التي أجرت...

Posted by Tamer Almisshal on Wednesday, 3 October 2018

في الوقت ذاته، يعتقد الكاتب الفلسطيني البارز صالح النعامي أنه "ليس هناك ما يسوغ إثارة زوبعة حول المقابلة التي أجراها قائد حماس في غزة يحيى السنوار مع صحيفة "لارببوليكا" الإيطالية والتي تم نشرها في "يديعوت أحرنوت".

وأضاف في منشور على صفحته في "فيسبوك" أنّ "الصحافية إذا لم تعرف نفسها على أنها تعمل ليديعوت، فمن الطبيعي أن تدس فيالمقابلة سؤالا يشي بأن السنوار كان يعرف أنه يجري مقابلة مع صحيفة إسرائيلية، ماتضمنته المقابلة من رسائل هو ما يحتاج لنقاش".

من يتابعني يعي أنا من أولئك الذين وجهوا ويوجهون النقد لقيادات حركة حماس عندما أرى أن هناك ما يستدعي ذلك لكن لا أرى أن...

Posted by ‎صالح النعامي‎ on Thursday, 4 October 2018

وتشير "يديعوت أحرونوت" على صفحات موقعها الإلكتروني إلى أنّ الصحافية الإيطالية المذكورة تعمل لصالحها، في حين لفتت إلى أن الحوار سيتم نشره على صفحاتها بالتوازي مع نشره على صفحات "ريبوبليكا" الإيطالية.

وذكرت الإعلامية الإيطالية التي أجرت الحوار، أنّها أعلمت السنوار مسبقاً بأن الحوار سينشر على صفحات "يديعوت أحرونوت". وقالت إنه "وافق على إجراء الحوار، لأنه يرى أن الوقت مناسب للتغيير"، فيما أرفقت صورة لها مع السنوار في مكتبه في قطاع غزة.

من جانبه، قال الناشط الفلسطيني علاء أبو ذياب إنه سعى إلى تبيان حقيقة الصحافية الإيطالية التي أجرت الحوار مع يحيى السنوار، مشيراً إلى أن" بحثا بسيطاً على محرك غوغل كان كفيلاً بأن يثبت بأنها تعمل لصالح يديعوت أحرونوت الإسرائيلية".

مكتب يحيى السنوار في غزة بقول انه الصحفية خدعتهم وقالت انها بتكتب لصحيفة بايطاليا وللجارديان.. انا مجرد انسان عادي مش...

Posted by Alaa Abu Diab on Thursday, 4 October 2018
هل تعرض السنوار للخديعة؟

بدوره، نفى مكتب قائد حماس في غزة، أن يكون السنوار على علم مسبق بأن الحوار يجرى لصالح صحيفة إسرائيلية.

وأصدر المكتب بياناً، أشار فيه إلى أن الصحافية المذكورة "تقدمت بطلب رسمي للقاء رئيس حركة حماس في غزة لصالح صحيفتي "لاريبوبليكا" الإيطالية و"الغارديان" البريطانية".

وذكر أن تحريات الإعلام الغربي في حركة حماس أثبتت أن الصحافية ليست إسرائيلية. وأكد المكتب أنه "لم تكن هناك مقابلة مباشرة مع الصحفية المذكورة، بل أرسلت الأسئلة وتمت الإجابة عنها، فيما التقطت صورة لصالح اللقاء فقط، ونأسف لعدم احترام الصحفية مهنتها".

وأضاف "على ما يبدو فقد باعت الصحفية اللقاء لصحيفة "يديعوت أحرونوت"،  وحرّفت بعض المضامين ليبدو اللقاء وكأنه تم لصالح صحيفة إسرائيلية، لذلك يحتفظ السنوار بحقه في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق هذه الصحفية ومقاضاتها".

بين يديعوت أحرنوت و"ريبوبليكا"

وفي السياق، نشرت الصحفية فرانشيسكا بوري، رابطاً للحوار على صحفتها الرسمية في "تويتر"، وهو الرابط الذي يقود مباشرة إلى صحيفة "ريبوبليكا" الإيطالية، وليس لصحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وهو ما يشير إلى أنّ الحوار أجري فعلا لصالح الصحيفة الإيطالية في المقام الأوّل، ويؤكد على أن الإعلامية تعمل لصالح هذه الصحيفة. 

يشار إلى أن صحيفة "يدعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أكدت من ناحيتها على أن الصحافية الإيطالية لم تكن موفدتها بشكل حصري إلى قطاع غزة، حيث أشارت إلى أن الصحافية موفدة من قبل صحيفة "ريبوبليكا"، إلى جانب "يديعوت أحرنوت".

وحاولنا في TRT عربي الاتصال بمكتب يحيى السنوار في غزة، إلى جانب الاتصال بالصحافية الإيطالية فرانشيسكا بوري، بيد أنّه لم يتسنّ لنا الحصول على إجابات. 

TRT عربي
الأكثر تداولاً