الكاظمي إلى واشنطن لمناقشة الانسحاب الأمريكي قبل أشهر من الانتخابات (Reuters)
تابعنا

يتوجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن الاثنين تحت وطأة ضغوط داخلية ووضع أمني هش، على أمل الحصول على إعلان رسمي لجدول زمني لانسحاب الأمريكيين من البلاد.

وهذا المطلب الأساسي للعراقيين الموالين لإيران يعطي الكاظمي دفعاً سياسياً قبل ثلاثة أشهر من انتخابات نيابية مبكرة.

وتأتي الزيارة بعد التفجير الانتحاري في بغداد مطلع الأسبوع الذي أوقع 30 قتيلاً وتبناه تنظيم داعش الإرهابي، وفي وقت تؤكد واشنطن باستمرار أن مهمة الأمريكيين "الأساسية في العراق تبقى ضمان استمرارية هزيمة التنظيم"، كما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس لوكالة الأنباء الفرنسية.

ويقول الباحث في مركز "ذي سانتشوري فاونديشن" للأبحاث سجاد جياد لوكالة الأنباء الفرنسية إن عدم التوصل إلى إعلان ملموس لانسحاب كامل قد يؤدي إلى "رفع المجموعات الموالية لإيران مستوى التوتر وتعزيز هجماتها على القوات الأمريكية في البلاد".

وتوعد قيس الخزعلي، الأمين العام لمليشيا عصائب أهل الحق، إحدى فصائل الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل موالية لإيران منضوية في القوات العراقية، في كلمة له قبيل زيارة الكاظمي، بأن "عمليات المقاومة مستمرة وستستمر حتى خروج كل القوات الأمريكية العسكرية من كل الأراضي العراقية".

ومنذ الزيارة الأخيرة للكاظمي إلى واشنطن في أغسطس/آب 2020 حصلت تطورات على رأسها تواصل الهجمات التي تتهم بها فصائل موالية لإيران، على المصالح الأمريكية في البلاد، وليس بالصواريخ فحسب، بل أدخلت تقنية الطائرات المُسيَّرة الأكثر دقةً وإثارة للقلق بالنسبة إلى التحالف الدولي.

وقد بلغ عددها نحو خمسين هجوماً منذ مطلع العام.

وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الذي وصل إلى واشنطن قبل بضعة أيام للتحضير للزيارة أن المحادثات ستُفضي بالفعل إلى تحديد جدول زمني.

لكن وسائل إعلام أمريكية أشارت إلى أنّ الانسحاب سيكون في الواقع إعادة تحديد لمهام القوات الموجودة في العراق البالغ عددها 2500 عسكري يتمركزون في قواعد عراقية، وهم رسمياً ليسوا بقوات قتالية بل "مستشارون" و"مدرّبون" بحلول نهاية العام.

ويوضح الباحث في "بيرسون إنستيتيوت" في جامعة شيكاغو رمزي مارديني أن "التغيرات التي ستطرأ على الوجود الأمريكي في العراق" لن تكون جذرية، بل "ستهدف فقط إلى إعطاء دفع للمصالح السياسية لرئيس الوزراء" بشكل أساسي مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة، "لكن الوضع الراهن سيبقى كما هو، أي استمرارية الوجود الأمريكي" على أرض الواقع.

وأوضح مارديني أنّ "زيارة رئيس الوزراء تبقى مرتبطة بشكل وثيق بحملته للانتخابات" المقررة في 10 أكتوبر/تشرين الأول، فهو يحاول خصوصاً "حشد دعم دولي وإقليمي".

ويعود ذلك إلى افتقاده إلى "حزب سياسي وقاعدة شعبية"، وفق مارديني، لذا يبقى "الطريق الوحيد له نحو كسب التأييد من أجل تشكيل حكومة هو عبر التوفيق بين الأحزاب السياسية التي تُهيمن عليها قوى إقليمية ودولية".

ويوضح الباحث بالتالي أن الكاظمي "يسعى للاستفادة من الدعم الخارجي للتعويض عن موقعه السياسي الضعيف في الداخل".

ويحتاج في ذلك إلى "مساعدة الولايات المتحدة لضمان عدم التصعيد من جهتها وللنظر بما إذا كانت واشنطن ستسمح للعراق بمبادلات مع إيران بشكل أسهل"، من دون أن تكون بغداد عُرضة لعقوبات ثانوية تمس الدول التي تجري مبادلات تجارية مع طهران.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً