ناشد الرئيس الإيراني حسن روحاني الناخبين تنحية شكواهم جانباً والمشاركة في الانتخابات الرئاسية غداً الجمعة التي من المتوقع أن يقاطعها عدد قياسي من المواطنين بسبب الصعوبات الاقتصادية والإحباط من حكم المحافظين.
والمرشحان الرئيسيان هما رئيس السلطة القضائية المحافظ إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي السابق المعتدل عبد الناصر همتي، بعدما منع مجلس صيانة الدستور عدة مرشحين بارزين من خوض الانتخابات بينما انسحب آخرون.
ومع انتهاء الحملات الانتخابية حث الرئيس روحاني، المعتدل نسبياً، الإيرانيين الخميس على عدم السماح "لأوجه القصور لدى أي مؤسسة أو جماعة" بأن تبعدهم عن التصويت، في إشارة على ما يبدو إلى مجلس صيانة الدستور، وقال في تصريحات بثها التلفزيون "في الوقت الراهن دعونا لا نفكر في الشكاوى غداً".
وحث الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي المواطنين بالفعل على المشاركة بأعداد كبيرة، قائلاً إن هذا سيساعد في تجنيب الجمهورية الإسلامية الضغوط الخارجية.
وتشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن نسبة المشاركة قد لا تتجاوز 41% وهي نسبة تقل كثيراً عن الانتخابات السابقة.
وفضلاً عن الغضب بسبب حرمان مرشحين معتدلين بارزين من خوض الانتخابات، تشمل شكاوى المواطنين الصعوبات الاقتصادية بسبب العقوبات الأمريكية، وكذلك الفساد الرسمي وسوء الإدارة والحملة على الاحتجاجات التي اندلعت بسبب رفع أسعار الوقود في 2019.
كما تراجعت ثقة الشعب في المؤسسة الحاكمة بعد إسقاط طائرة أوكرانية عن طريق الخطأ في إيران يناير/كانون الثاني من العام الماضي مما أدى إلى مقتل 176 شخصاً.
ويعد حجة الإسلام رئيسي (60 عاماً)، رئيس السلطة القضائية منذ 2019، الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية الـ13 في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
ويخوض رئيسي الذي يعتبر مقرباً من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الانتخابات للمرة الثانية. وقد نال 38% من الأصوات في 2017، لكنه لم يحل دون فوز روحاني بولاية ثانية.
لكنه يخوضها هذه المرة بغياب أي منافس وازن، بعدما استبعد مجلس صيانة الدستور مرشحين بارزين يتقدمهم الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، فيما صادق المجلس على سبعة مرشحين، انسحب ثلاثة منهم الأربعاء.
وبينما ترجح استطلاعات الرأي ووسائل إعلام محلية فوزاً عريضاً لرئيسي، رأى المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي أن المنافسة قائمة.
وقال خلال مؤتمر صحافي إن "المناظرات التلفزيونية التي جرى بثها" أظهرت أن "المنافسة السياسية جدية"، وأضاف "وسائل الإعلام والشعب العزيز شهدوا أن الأمر يتعلق بمنافسة جيدة".
وخاض المرشحون السبعة ثلاث مناظرات تلفزيونية غاب عنها إجمالاً النقاش المباشر بشأن البرامج أو الأسئلة المشتركة. ورأت صحف عدة أنها كانت مملة ولم ترفع حماسة الناخبين.
ودعا معارضون بارزون في داخل البلاد وخارجها الإيرانيين إلى مقاطعة الانتخابات ومن بينهم ولي العهد السابق الأمير رضا بهلوي وزعيم المعارضة أمير حسين موسوي المحتجز قيد الإقامة الجبرية في المنزل منذ 2011.
وعلى الجانب الآخر احتشد الكثير من كبار الإصلاحيين خلف همتي ومنهم الرئيس الأسبق محمد خاتمي، بدعوى أن أي مقاطعة جماعية للانتخابات ستكفل الفوز لرئيسي.
وبموجب الدستور الإيراني تكون معظم سلطات الدولة في يد الزعيم الأعلى، المنتخب مدى الحياة والمسؤول عن اختيار ستة من أعضاء مجلس صيانة الدستور الاثنى عشر.
وتفتح مراكز التصويت أبوابها في السابعة صباحاً وتغلق في الثانية من صباح السبت. وذكرت وزارة الداخلية للتلفزيون الرسمي أن التصويت سيجري في أماكن مفتوحة في 67 ألف موقع في أنحاء البلاد بسبب جائحة كورونا مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات.